أعلن عدد من المرشحين الخاسرين فى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التونسية، دعمهم لأستاذ القانون الدستورى، قيس سعيد، فى جولة الإعادة المرتقبة أمام رجل الأعمال، نبيل القروى، المسجون بتهمة غسيل أموال، معتبرين أن الأول يسير على خطى ثورة «الياسمين»، فى الوقت الذى لا يزال أنصار الأخير يطالبون بإطلاق سراحه للحصول على فرصة التعبير عن نفسه أمام منافسه.
وقال المرشح الخاسر، لطفى المرايحى - الحاصل على 6.5%، عبر صفحته على «فيسبوك»: «نحن أمام مرشحين للدور الثانى، ولا يمكننى أن أختار نبيل القروى، ورغم أننى غير مطلع اطلاعًا تامًا على مشروع قيس سعيد، لكننى أنحاز إليه باعتباره من نفس الشق الثورى الذى أنتمى إليه ويريد التغيير والخروج عن المنظومة السائدة.. التقيت قيس مرّة واحدة فى حياتى، ولمست فيه الإنسان النظيف والبسيط المنتمى إلى عامة الشعب، فبالتالى لا يمكننى إلّا مساندة إنسان نظيف وثورى».
وأضاف الرئيس التونسى الأسبق، المنصف المرزوقى - الحاصل على 3% من أصوات الناخبين، أن دعم «قيس» يعد انتصارًا لقيم الثورة، وهو ما أيده - كذلك، المرشّح الرئاسى عن ائتلاف الكرامة - الحاصل على 4.4% من أصوات الناخبين، سيف الدين مخلوف.
وأشار رئيس الوزراء الأسبق، حمادى الجبالى، إلى أنه لا يمكنه الانحياز إلّا لإرادة الحرية والكرامة التى يمثلها «قيس»، وطالب بإطلاق سراح «القروى» ليخوض جولة الإعادة على قدر المساواة مع منافسه، فيما أعلن حزب التيار الديمقراطى دعمه للأول، بعد خسارة مرشّحه محمد عبو، بحصوله على 3.36% من الأصوات.
وأوضح رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشى، أن الحركة لم تتفاوض مع «قيس سعيد» ولم يكن أبدًا العصفور النادر للنهضة، مردفًا: «من طبيعة الحركة أنها لا تدعم شخصًا دون التفاوض معه حول برامجه السياسية الكبرى، غير أن نتائج الانتخابات تشير إلى أن قواعد مهمة بداخلها انخرطت فى مشروعه دون العودة إلى القيادة.. كما أن هزيمة مورو كانت بسبب غياب التواصل مع القواعد، وكنت أتمنى أن يخرج المنصف المرزوقى من الباب الكبير، وينسحب لصالح مورو، الذى كان لديه فرصة أكثر من غيره لكن لا المرزوقى انسحب لفائدته ولا غيره من المنتمين للتيار الثورى، رغم أنهم لم يحصلوا على أى شىء، لكنهم فقط أعاقوا مورو للوصول إلى الحكم».
وقال المرشح الرئاسى الحاصل على المركز الأول فى الانتخابات، فى تصريحات أمس، إن وصوله لجولة الإعادة يعود إلى التحول فى المجتمع التونسى وفى الحملة غير التقليدية التى قام بها، مشددًا على استقلاليته وأنه إذا كان ينتمى لأى حزب فهو حزب الشعب، الأكثر شرعية. وبدوره، أوضح الصادق جبنون، المتحدث باسم حملة «القروى»، لـ«المصرى اليوم»، أن مرشّحه استقبل خبر صعوده لجولة الإعادة من وراء القضبان بفرحة عارمة ممتزجة بثقة وارتياح، غير أن مسؤولى الحملة كانوا واثقين من تخطيه الجولة الأولى حاصدًا المرتبة الأولى من الأصوات وليس الثانية، ولولا ظروف الاحتجاز لتصدر القائمة.
وردًا على وضع «القروى» إذا فاز بالرئاسة من خلف القضبان، تابع «جبنون»: «لا يوجد أى احتمالية لوجود شغور دستورى، وستتنقل إليه السلطة بشكل فورى، وسيمارس صلاحياته كاملة كرئيس للجمهورية من القصر الرئاسى وفقًا لنصوص الدستور، خاصة أنه لم يصدر ضده حكم قضائى بات بإدانته، لا نخشى منافسة قيس سعيد»، مشيرًا إلى أنه إذا فاز مرشّحه فى السباق الرئاسى سيهتم ببناء علاقة قوية مع مصر، لأن قارة إفريقيا تنتظر التعاون المصرى التونسى.
*ينشر هذا التقرير ضمن برنامج تدريب المصري اليوم