كان اسم إخناتون فى بداية حكمه هو إمنفيس الرابع، ثم تغير اسمه إلى إخناتون، فكانت الثورة فى مجملها ذات مرحلتين، الأولى ثورة على الديانة السائدة، ثم ثورة الكهنة عليه، وكرد على ثورة الكهنة، قام إخناتون بهدم صنم الإله آمون، وسحق صوره فى كل مكان، ولما اشتد الصراع ترك العاصمة طيبة، مع بلاطه، وغير اسمه إلى إخناتون، وقام بتشييد عاصمة فى تل العمارنة، على شرف الإله الجديد، تدعمه زوجته نفرتيتى، معتقداً أن آتون سينجح فى تقريب الأصدقاء والأعداء ويعم السلام كل العالم. وكان يحلم أن ينجح فى نشر وتعميم الإله الجديد فى كل أنحاء المملكة، لكن انتقام آمون وسقوط المملكة الآسيوية على يد الحيثيين، كقوة جديدة توسعية، أضاع حلمه وعلى إثر وفات إخناتون نفسه كان الخطر محدقاً بالمملكة، وبما أن الملك لم يكن له ذكور اختار أميرا خلفاً له، ولم يكن هذا الأمير سوى توت عنخ آمون الذى كان يبلغ من العمر 11 عاماً، لم يتمكن من مقاومة ضغوط الكهنة فخضع لهذه الضغوط الجارفة ليعود الإله آمون بقوة، ويتم تحطيم وطمس كل معالم العاصمة التى شيدها إخناتون. مات توت عنخ آمون وعمره 20 سنة، وكاد التاريخ أن ينساه لو لم يتم العثور على مقبرته فى بداية القرن العشرين، ومع وفاته عرفت مصر قوتها وإشعاعها من جديد، وكان حكم من بعده على التوالى 3 جنرالات نجحوا فى دفع الخطر عن المملكة وجعل حدودها آمنة، ثم يظهر رمسيس الثانى كفرعون يؤسس للأسرة التاسعة عشرة. يذكر أن إخناتون حكم بين أعوام 1372 و1354 ق.م، وهو ابن أمنحتب الثالث، وزوج الجميلة نفرتيتى. وحكم مصر قرابة 18 عاما، وانتقل فى العام السادس من حكمه إلى منطقة تل العمارنة، وأقسم ألا يغادرها طوال حياته، وهذه المدينة تقع الآن فى منطقة تل العمارنة التابعة لمدينة ملوى بمحافظة المنيا شرق النيل.