«قرطاج» في أولى دوراته بعد الثورة يحتفي بـ«الحرية والوطن»

كتب: علاء درويش الأربعاء 06-07-2011 17:40

افتتحت الثلاثاء، بضاحية قمرت التونسية، أول دورة لمهرجان قرطاج الدولي، بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، بعرض فني مزج بين الشعر والموسيقى واحتفى بقيم الحرية والكرامة وإرادة انسان تحرر من حكم استبدادي.


حاول حفل افتتاح مهرجان قرطاج في نسخته الجديدة التخلص من طابع التسييس الذي كان يفرض عليه كل عام من خلال فنانين موالين للنظام، لكنه جاء بنكهة سياسية بامتياز حين امتزجت أشعار الحرية والانعتاق بأغان للوطن في حفل للفنان التونسي رضا الشمك بعنوان «إرادة الحياة».


أقيم عرض «إرادة الحياة»، بفضاء الاكوريوم الثقافي، وشارك فيه عدد من الأصوات الموسيقية من تونس منها أسماء بن أحمد، ونوال بن صالح، ووليد المزوغي، وروضة بن عبد الله، ولبنى نعمان.


وتضمن العرض جملة من القراءات الشعرية المتناغمة مع السياق العام للمهرجان في دورته الأولى بعد الثورة إذ سجلت قصائد محمود درويش، «تكبر»، و«الزنبقات السود»، و«يطير الحمام»، حضوراً كبيراً، بالإضافة إلى قصيدة «الديك» لنزار قباني، ثم قصيدة شاعر تونس أبو القاسم الشابي الشهيرة «إرادة الحياة».


وبالتوازي مع عرض إرادة الحياة احتضن فضاء المسرح البلدي بالعاصمة «تونس»، عرضاً للأوركسترا السيمفوني، تحت قيادة الأستاذ حافظ مقني، فيما أقيمت «سهرة الثورة» بحصن حلق الوادي «الكراكة»، قدمتها عشر فرق شبابية من شبان الثورة التونسية وتضمنت أغاني ممنوعة مثل أعمال مغني موسيقى الراب «الجنرال» الذي تم ايقافه قبل الثورة بسبب مواقفه ضد بن علي.


وتستمر الدورةالحالية حتى 16 من الشهر المقبل.


وأثار حفل افتتاح مهرجان قرطاج جدلاً كبيراً، حين كلف وزير الثقافة الفنان لطفي بوشناق، بافتتاح الدورة الحالية لمهرجان قرطاج الدولي، قبل أن يتراجع ويستعيض عنه بحفل فني تحييه مجموعة من فناني الراب الذين كان لهم دوراً كبيراً في تأجيج الثورة التونسية.


واستجابت وزارة الثقافة بعدم منح لطفي بوشناق، شرف افتتاح المهرجان، بعد أن وصفوه بأنه كان مواليا للنظام السابق وسبق له أن ناشد الرئيس المخلوع بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية.


وقال عز الدين باش شاوش، وزير الثقافة المؤقت في الحكومة الانتقالية، في تونس «إن اغلب الفعاليات المبرمجة خلال المهرجان تعكس روح الثورة»، وأضاف «التزمنا عملياً بثورتنا من خلال برمجة عروض لفنانين تم إقصاؤهم في السابق وظلوا لسنوات مهمشين».


ويتضمن برنامج هذا العام، عروضاً غنائية للفنانة آمال المثلوثي وفرقتي البحث الموسيقي بقابس وأولاد المناجم (جنوب) وللثنائي الملتزم آمال الحمروني وخميس البحري ومنير الطرودي وسعاد ماسي وعازفي العود الأخوين المرايحي.


تتميز الدورة الجديدة للمهرجان بأمسيات شعرية عربية «تحية لربيع الثورة العربية»، يحييها شعراء من تونس وليبيا وسوريا واليمن، بينما سيغيب أغلب نجوم الفن في العالم العربي بسبب سياسة المهرجان الجديدة التي ترتكز على منح الفرص للمبدعين الشبان والضغط على ميزانية المهرجان التي تراجعت من أربعة ملايين دولار العام الماضي إلى أقل من 1.5 مليون دولار.