كان الدكتور محمود الهمشرى الممثل غير الرسمى لمنظمة التحرير الفلسطينية فى فرنسا وهو من المناضلين الأوائل فى حركة فتح، وكانت الصحافة الإسرائيلية اتهمته بالضلوع فى عملية ميونخ وعلى هذا فقد كان هدفاً للموساد فضلا عن نشاطه السياسى والدبلوماسى، غير أن وجوده الدبلوماسى فى فرنسا لم يحمه من الموساد والذى استخدم حيلة بسيطة وتقليدية لتصفيته حيث اتصل به شخص قال له إنه صحفى إيطالى يطلب إجراء حوار معه وتم تحديد مكان اللقاء فى مكتب المنظمة فى باريس وفى هذه الأثناء قامت عناصر من الموساد بالتسلل لبيته وزرعت عبوة ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد وقد وضعوها تحت أسفل طاولة الهاتف وفى صباح 8 ديسمبر 1972 دق جرس الهاتف وما إن التقط الهمشرى سماعة الهاتف حتى انفجرت وأصابته بجروح بالغة فى الفخذ ونقل إلى مستشفى بباريس وظل يخضع للعلاج دون جدوى حتى توفى فى مثل هذا اليوم 10 يناير 1973 بقى أن نقول إن الهمشرى مولود فى 1938 فى قرية أم خالد بطولكرم وأتم دراسته الابتدائية والثانوية وانتقل للعمل مدرسا بالكويت والجزائر والتحق بحركة فتح فى تأسيسها وبعد 1967 أوكلت إليه مهمة العودة للأرض المحتلة ليعمل فى تأسيس الخلايا الفدائية وفى 1968 عين معتمداً لحركة فتح وممثلاً للمنظمة فى باريس، وكان الموساد حينها قد عجز عن توجيه ضربات انتقامية لمخططى العمليات الخارجية ضد أهداف اسرائيلية فقرر تصفية سياسيين وناشطين فلسطينيين، وكان الهمشرى أحد هذه الشخصيات.