القائم بالأعمال الإيرانى: تصورنا أن التقارب مع القاهرة سيتم بشكل أسرع (حوار)

كتب: خليفة جاب الله ‏ الثلاثاء 05-07-2011 19:18

شهدت العلاقات بين مصر وإيران فتوراً على مدى أكثر من ثلاثة عقود متتالية منذ اندلاع الثورة الإسلامية، التى أطاحت بشاه إيران السابق، محمد رضا بهلوى، والذى أصر الرئيس الراحل أنور السادات على استقباله فى القاهرة عقب اندلاع الثورة، ما تسبب فى قطيعة دبلوماسية بين النظام المصرى آنذاك والثوار الذين كانوا يرغبون فى محاكمة الشاه.


«المصرى اليوم» تحاول أن تجيب عن التساؤلات التى تشغل الرأى العام فى مصر حول حقيقة العلاقات بين الجانبين، وأسباب التجميد المفاجئ للعلاقات بين القاهرة وطهران، بعد أن شهدت الأمور بينهما انفراجة كبيرة عقب ثورة 25 يناير، وحاورت السفير مجتبى أمانى، القائم بالأعمال فى مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، للحديث عن مستقبل العلاقات بين البلدين فى مرحلة ما بعد الثورة، وإلى نص الحوار.


■ كيف تقيم الزيارة التى أجراها الوفد الشعبى المصرى لطهران فى الفترة الأخيرة؟


- الوفد ضم مجموعة من أبرز الشخصيات المصرية، وطلب منا فى مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة القيام بالتنسيق لاختيار مجموعة تشمل نخبة تمثل جميع التيارات السياسية لهذه الزيارة، وحرصنا بالفعل على أن يكون الوفد متوازنا من الناحية السياسية، بحيث يضم مجموعة من التيارات السياسية المختلفة، وهو أول وفد مصرى بهذا الحجم يزور طهران منذ عقود.


■ هل تعتبرون أن الزيارة نجحت فى تحقيق هدفها؟ وكيف استقبلتم الثورة المصرية؟


- رحبنا بالثورة المصرية قبل تنحى مبارك بأسبوع، وخرج الناس فى طهران لمؤازرتها منذ أيامها الأولى، كما أن انتصار الثورة المصرية سيظل فى خواطر الإيرانيين لسبب مهم، هو أن يوم تنحى مبارك واكب الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية فى 11 فبراير، وهذه صدفة غريبة، توثق من الارتباط بين الشعبين اللذين يقدران بعضهما البعض.


■ هل هناك زيارات أخرى لوفود مصرية إلى طهران خلال المرحلة المقبلة؟


- هناك طلبات لزيارات، لكننا نحتاج بعض الوقت لدراستها، وأتمنى أن تكون هناك وفود متبادلة بين البلدين، لكن حتى الآن لم تحدث ترتيبات فى هذا الشأن، وبشكل عام نرحب بكل الوفود المصرية التى ترغب فى زيارتنا.


■ لماذا لم تأت وفود إيرانية حتى الآن الى مصر، هل هناك عوائق لدى الجانب المصرى؟


- العوائق موجودة منذ النظام البائد، ومازالت حتى الآن، ويجب أن نصبر فى إيران، حتى يقوى نظام ما بعد الثورة، لأن ذلك سيمهد الطريق لزيارات الوفود من النخب الإيرانية إلى مصر.


■ بماذا تفسر عدم حدوث تقارب على أرض الواقع بين الدولتين حتى بعد تصريحات الدكتور نبيل العربى، وزير الخارجية السابق، التى تصب فى صالح عودة العلاقات بين البلدين؟ وهل تم الاتفاق على زيارات دبلوماسية؟


- بعد كلام الوزير السابق حول رفع التمثيل الدبلوماسى بين البلدين، جاءت ردود فعل مرحبة من الخارجية الإيرانية، وكذلك من وسائل الإعلام والشعب الإيرانى، وكل ذلك يدل على أن هناك رغبة رسمية وشعبية لحدوث التقارب، لكن رأينا أن الطرف المصرى تشوبه بعض العوائق فى إقامة العلاقات مع إيران، ولذلك تركنا الأمر بعض الوقت لحين تهيئة الأمور، وقلنا بشكل واضح إنه ليس لدينا أى مشكلة فى إقامة العلاقات مع مصر، لكن هناك مشاكل لدى الجانب المصرى، وأتمنى أن تكون هناك استقلالية أكثر فى اتخاذ القرارات من الجانب المصرى منذ الآن، وكل بلد حر فى إقامة علاقات مع الطرف الآخر، وأن يأخذ قراراته باستقلالية، كما أننا نرفض تدخل البلدان الأخرى فى هذه القضية، وإقامة العلاقات بين البلدين ليست لصالح طرف ثالث، لكنها علاقات طبيعية، كما قال العربى، ونتمنى فتح مجال جديد فى هذا الطريق.


■ هل ترى أن الجهات التى نجحت فى عرقلة مسار العلاقات بين البلدين على مدى ثلاثين عاما مازال لديها القوة والتأثير حاليا حتى بعد نجاح الثورة المصرية؟


- بعد انتصار الثورة رأينا استقلالية أكبر لمصر فى اتخاذ القرارات، وأتوقع أن تساهم هذه القرارات فى إعادة العلاقات مع إيران، وأرى أن بعض الأطراف الخارجية تريد التأثير على القرارات المصرية، لكن بعد نجاح الثورة سيكون هناك رفض قاطع لهذه التدخلات.


■ لكن هناك من يرى أن أزمة الدبلوماسى الإيرانى المتهم بالتجسس فى مصر كانت السبب فى إعاقة التقارب بين الجانبين؟


- لا توجد علاقة إطلاقاً بين هذه المشكلة والتقارب بين البلدين، لأن الدكتور نبيل العربى، وزير الخارجية السابق، قال فى تصريحات له، إن مسألة عودة العلاقات بين البلدين ستعرض على مجلس الشعب المصرى، الذى سيتم انتخابه فى الفترة المقبلة، وهذا التصريح كان يسبق مشكلة الدبلوماسى الإيرانى بحوالى 10 أيام، ما يؤكد أنه لا توجد علاقة بين القضيتين.


■ هل تم الاتفاق على زيارات دبلوماسية خلال الفترة المقبلة بين البلدين؟


- لا لم يحدث.


■ وهل لمستم تغيراً فى تعاملكم مع الخارجية المصرية بعد الثورة؟ أم أن الحال لم يتغير؟


- كانت علاقتنا طيبة بوزارة الخارجية المصرية قبل الثورة، وهى طيبة الآن بعد الثورة، لكن النظام تغير، وأصبحت هناك صعوبات تواجه السفارات، وهذا طبيعى بعد الثورة، لأنه قد يتخذ قرار من جانب بعض المسؤولين، ويتم الاعتراض عليه من جانب مجموعة أخرى، وأتصور أن العلاقات فى الفترة المقبلة ستكون أفضل بكثير من الفترات السابقة.


■ متى تتوقعون أن يكون النظام فى مصر مستعداً لإقامة العلاقات مع الجانب الإيرانى؟ هل بعد انتخاب الرئيس أم إجراء انتخابات مجلس الشعب؟


- لا يحتاج الموضوع إلى قرار من البرلمان أو الرئيس القادم، بل من وزارة الخارجية، لكن بالنسبة لإعادة الترتيبات الداخلية فى مصر فقد يكون هناك شىء آخر، ويجب ألا نربط إعادة العلاقات به، والرئيس أحمدى نجاد قال: فى نفس اليوم الذى تقررون فيه إعادة العلاقات سنفتح السفارة فى القاهرة.


■ لكن هناك تخوفات من وجود أجندة تحاول إيران فرضها على المنطقة، بالإضافة إلى أزمة الجزر الإماراتية الثلاث التى تسيطرون عليها، ما يزيد من حدة اعتراضات البعض على إعادة العلاقات بين البلدين؟


- أحيلك فى ذلك إلى تصريحات وزير خارجية مصرى سابق، حينما سأله صحفى لماذا لا تقيمون علاقات مع إيران؟ فرد عليه: هناك تدخلات إيرانية فى أكثر من بلد عربى، وهناك الجزر الإماراتية، التى احتلتها إيران، فقال له الصحفى: إذا كان صاحب هذه الجزر لديه علاقات قوية مع إيران فلماذا تصر مصر على عدم إقامة علاقات معها؟. ومسألة التدخل الإيرانى فى شؤون الدول العربية غير صحيحة، وهناك ألف سبب لرفض هذه التعليقات، لأن نفس البلدان التى تريد مصر أن تدافع عنها، لديها علاقات قوية مع إيران، وهذا الكلام كان يدور أيام النظام البائد، ولا أرى داعيا لطرحه مرة ثانية بعد الثورة، لأن هذه السياسة كانت مفروضة على مصر بهدف تهميش الدور المصرى فى المنطقة، وهذه مؤامرة ضد مصر لأنها البلد الوحيد فى العالم العربى الذى لا يزال يتكلم حول هذه القضية، وباقى الدول العربية لديها علاقات طيبة مع إيران.


■ حتى فى ظل وجود هذه المشكلات؟


- المشكلات موجودة بين كل الدول، حتى بين أمريكا وإسرائيل، وكلاهما يحرص على وجود جواسيس لدى الطرف الآخر، فعالم دون مشاكل غير موجود إطلاقا.


■ كيف يتم حل هذه المشكلات من وجهة نظرك؟


- العلاقات بين الدول تأتى فى الأساس لحل المشاكل، وهذا الكلام يذكرنى بالمثل الذى يقول «أيهما كان قبل الآخر، البيضة أم الفرخة؟»، وهناك حوار بالفعل بين إيران ومصر على المستوى الوزارى، وأعتقد أننا إذا صبرنا حتى يتم حل المشكلات بين البلدين، وبعد ذلك نعيد العلاقات، وإذا طبق الجميع هذا الأسلوب، فلابد أن تقطع كل دول العالم علاقاتها ببعضها البعض، حتى يتم حل المشكلات العالقة فيما بينها.


■ ما الجهات التى تدبر هذه المؤامرات ضد مصر من وجهة نظرك؟


- لا أريد أن أذكر أسماءها، وبشكل عام هناك دول تريد تهميش دور مصر فى المنطقة، فبعد انتصار الثورة الإسلامية فى إيران، تم قطع العلاقات مع إسرائيل، بينما كانت دول ومنها مصر تدخل فى مفاوضات مع الكيان الصهيونى، فمن الذى استفاد وزادت قدراته ونفوذه واقتصاده، مصر أم إيران؟ فهذه الدول وعلى رأسها الكيان الصهيونى يريدون تهميش مصر، لأنهم يعرفون قدرتها فى المنطقة، ويعرفون أن تكوين علاقات قوية بين مصر وإيران سيؤثر بشكل إيجابى على الاستقرار فى المنطقة، وهم لا يريدون ذلك.


■ هل تتكلم عن دول من داخل المنطقة العربية أم من خارجها؟


- من خارج المنطقة، لكنهم يؤثرون على قرارات بعض الأطراف فيها، وأرى أن عدو مصر هو عدو إيران والعكس.


■ هل ترى أن التقارب المصرى الإيرانى سيحد من أزمة الصراع السنى الشيعى التى تفجرت خلال السنوات الأخيرة؟


- لا توجد أزمة بين السنة والشيعة، وهذه أشياء مختلقة من جانب أعدائنا، ففى العراق يوجد سنة وشيعة يعيشون معا، كما أن لدينا فى إيران أعداداً من السنة ولا يوجد تفرقة أو أى شىء من هذا القبيل. والتعايش بين السنة والشيعة فى المنطقة موجود من زمن بعيد، وإذا لم تتدخل أطراف خارجية سيكون هناك تعايش طبيعى دون مشكلات.


■ لكن هناك مخاوف من مساع إيرانية لنشر المذهب الشيعى فى المنطقة ؟


- إيران لا تسعى لنشر المذهب الشيعى فسماحة السيد على خامنئى وهو أعلى مرجعية فى إيران، أصدر فتوى بعدم نشر المذهب الشيعى، وكل رجال الدين يلتزمون بهذا الكلام، كما أن نشر المذهب الشيعى أو السنى لا يحتاج دخول الإيرانيين إلى مصر، خاصة فى ظل وجود القنوات الفضائية الشيعية التى تنتقد أهل السنة، وكذلك القنوات السنية التى تنتقد الشيعة، فليس معنى دخول الإيرانيين مصر نشر المذهب الشيعى، وعلى كل من يردد هذا الكلام أن يسأل نفسه، لماذا لم يتم نشر التشيع فى عدد من دول المنطقة، رغم أن ملايين السياح الإيرانيين يزورونها؟، فهناك مليون سائح إيرانى يزورون الإمارات سنويا، ومثل هذا العدد يزور السعودية، ومليون ونصف المليون سائح يزورون تركيا، ومليون يتوجهون إلى سوريا، وأعداد كبيرة من الإيرانيين يزورون دول آسيا الوسطى وماليزيا، وهى دول سنية. فتغيير المذهب يأتى بالقناعة وليس بالسياحة، وإذا كان ذلك سبب عدم التواصل الاجتماعى بين البلدين، فهو مجرد ذريعة لمنع البلدين من التواصل الاجتماعى والسياسى وكل ما هو فى صالح البلدين.


■ وماذا عن شارع خالد الإسلامبولى؟ هل ستقومون بتغيير اسمه؟


- هذه الأزمة ذريعة نظام مبارك، ليبرر بها أسباب عدم إقامة علاقات طبيعية بين البلدين، لكنه موضوع هامشى، وعموما فبعد الثورة المصرية، هناك اقتراحات لبلدية طهران، وهى الجهة صاحبة سلطة تغيير أسماء الشوارع، بتغيير اسم الشارع إلى «شهداء الثورة المصرية»، وهذا اقتراح طرحه الوفد المصرى على وزير الخارجية الإيرانى.


■ بمناسبة حديثك عن السنة فى إيران، هناك تقارير تشير إلى أن هناك تضييقاً عليهم فى ممارسة الشعائر، وعدم إتاحة الحريات الدينية؟


- هذه دعاية سلبية، وهم يقولون أخباراً كاذبة فى هذا الموضوع الذى ليس له وجود إطلاقا فى إيران، واعتدنا هذه الأكاذيب، فأهل السنة فى إيران يعيشون بحرية، وهناك مساجد حسب متطلباتهم، ولا توجد مشكلة لأى شيعى فى أن يصلى خلف أمام من أهل السنة، وفى السعودية نرى ذلك بوضوح، ولا توجد صلاة خاصة للسنة، وأخرى للشيعة.


■ هل ترى أن الحوار الذى يطالب به البعض كفيل بحل المشكلات العالقة بين إيران والدول العربية؟


- الحوار موجود بالفعل، لكن يجب أن نحدد، هل نبدأ بالحوار أولا؟ أم نحل المشكلات القائمة أولا؟ فالحوار موجود على كل المستويات بين الطرفين، وأظن أنه كفيل بحل كل المشكلات.


■ كيف تتصور شكل المنطقة فى حال تم توثيق العلاقات المصرية الإيرانية، وهل سيُحدث ذلك فرقاً فى ميزان القوى السياسية والاقتصادية؟


- بالتأكيد سيؤثر بشكل إيجابى على الاستقرار فى المنطقة، وتجنب الحروب والإرهاب وسيكون فى مصلحة كل البلدان، خاصة أن هناك تنافساً فى المنطقة، وهناك أيضا من لا يريدون إقامة علاقات قوية بين البلدين.


■ ما حجم التبادل التجارى بين مصر وإيران حاليا؟


- كان حجم التبادل التجارى حوالى 130 مليون دولار فى 2010، مقسمة بالتساوى تقريبا بين البلدين، إذا تم حل المشكلات، خاصة التى تتعلق بسفر الإيرانيين إلى مصر فسيزداد حجم التبادل بشكل هائل.


■ هل لديكم تصور أو دراسات حول حجم التبادل التجارى المنتظر فى حال تطبيع العلاقات؟


- لدى إيران ومصر إمكانيات هائلة فى هذا الشأن، وأتوقع أن يصل معدل التبادل التجارى إلى 13 مليار دولار سنويا، فى وقت وجيز، إذا كانت هناك علاقات تجارية بين البلدين.


■ ما أهم مجالات التعاون التى يمكن أن يشترك فيها البلدان؟


- التجار هم الذين يعلمون ذلك، وهناك طرق اتصالات بين الطرفين، فنحن مثلا نصدر سيارات لكثير من الدول ومنها مصر، وهى إيرانية الصنع، سواء تم تجميعها هنا أو تم استيرادها بشكل كامل، كما يمكن تصدير محاصيل زراعية مصرية إلى إيران، وكذلك يوجد تعاون فى مجال الأسمدة.


■ هناك كثير من الدول التى طرحت تقديم المساعدات الاقتصادية لمصر للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها حاليا، هل كنتم من الدول التى عرضت تقديم مساعدات للجانب المصرى؟


- نختلف مع البلدان الأخرى فى هذا الموضوع، لأن إعطاء المساعدات بهذا الشكل الذى كان يحدث أثناء وجود مبارك، سيخرب الاقتصاد المصرى، وعليكم أن تقارنوا إيران بمصر خلال الثلاثة عقود الماضية، فإيران لم تأخذ مساعدات من أى دولة خارجية، بينما أخذت مصر، والذين يريدون ضرورة تقديم مساعدات بهذا الشكل يتدخلون بشكل آخر لنهب الثروات، فقد قال الخبراء إن حجم الخسائر المصرية من تصدير الغاز المصرى لإسرائيل أكبر من كل المساعدات الأمريكية لمصر طوال الثلاثين عاما الماضية. وإيران لا تريد أن تساعد مصر بهذا الأسلوب، لكننا سنساعدها بأشكال أخرى، منها التعاون العلمى، والاستثمارات المشتركة، ولا يمكن أن أتصور دولة فى العالم الذى نعيش فيه ستعطيكم مساعدات تقدر بمليار دولار، وترفع من ديونكم مليار دولار أخرى دون أن تأخذ شيئا، فالشروط تكون موجودة حتى دون ذكرها بشكل مباشر، ومصر خسرت كثيرا من الناحية الاقتصادية بسبب قطيعتها مع إيران، وحرمت نفسها مثلا من دخول السياح الايرانيين، وكانت ستحصد مبالغ ضخمة من هذا المجال.


■ ما عدد السياح الإيرانيين الذين يزورون مصر سنويا؟


- إذا اعتبرنا أن عدد السياح الذين سيزورون مصر سيكون بنفس عدد السياح الذين يزورون الإمارات، فنحن نتحدث عن مليون سائح إيرانى سنويا، فلدينا 32 رحلة طيران بين إيران والإمارات يوميا، وإن كنت أتصور أن العدد قد يزيد على ذلك، نظرا لما تملكه مصر من حضارة وآثار متنوعة، وهذا العدد يوازى مليار دولار سنويا تقريبا، مما يعنى أن السياحة المصرية فقدت هذا الرقم، وفى غضون 30 عاما ضاع على الأقل حوالى 30 مليار دولار من الشعب المصرى من السياح الإيرانيين فقط، وإذا حسبنا عدد السياح الإيرانيين الحقيقى الذين يرغبون فى زيارة مصر ستصل الخسارة إلى 150 مليار دولار خلال 30 عاما، فلو أعطت أى دولة مصر مليار دولار كمساعدات، فإنها ستفرض شروطها، وإذا قالت غير ذلك فهى كاذبة.


■ وهل ما زالت تعقيدات دخول الإيرانيين الى مصر مستمرة حتى الآن؟


- بالفعل، ولم تتخذ الحكومة الحالية قرارات جديدة فى هذا الشأن.


■ فيما يتعلق بأوجه التعاون الأخرى، ما المجالات التى قد تستفيد مصر فيها من التعاون مع الجانب الإيرانى؟


- إيران بلد متقدم، وكل أعضاء الوفد المصرى انبهروا بها، ورغم الحصار الذى يتحدثون عنه فإننا وصلنا إلى المركز العاشر على المستوى العالمى فى التقدم العلمى، والمركز الثالث فى الاستنساخ، وهناك مجال السياحة العلاجية، ومجالات علمية عديدة أخرى مثل الأقمار الصناعية، والتكنولوجيا النووية، والمنتجات الحربية، وكل ذلك قد تستفيد منه مصر فى التبادل العلمى بين الجانبين، كما أن الاقتصاد الإيرانى مزدهر جدا، ويحتل المركز 26 عالميا، حسب إحصائيات 2010 وهى مرتبة جيدة بالنسبة للحصار الذى يتحدثون عنه.


■ فيما يتعلق بالجانب السياسى، ما التأثير المتوقع على القضية الفلسطينية فى حال عودة العلاقات المصرية - الإيرانية؟


- القضية الفلسطينية الأولى عربيا، وبالنسبة لنا كدولة مسلمة، فنحن نعرف مدى طموحات الكيان الصهيونى، وفيما سبق كان للبلدين رؤية مختلفة حول القضية، وأنا أتحدث عن النظام وليس الشعب المصرى المعروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، وحاليا أصبحت مصر حرة كى تتخذ قراراتها، لكن لدينا رؤية واضحة تجاه الكيان الصهيونى، وأرى أنه إذا حدث تعاون بين دول المنطقة، خاصة بعد الثورات الحالية، فلن يكون هناك فرصة للتدخل الخارجى فى شؤونها، وسيسهم ذلك فى دعم الاستقرار.


■ كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية بعد نجاح الثورة المصرية؟


- كنا نتصور فى بداية الثورة أن التقارب المصرى - الإيرانى سيكون أسرع بكثير مما حدث، لكن فى ظل ما تشهده الثورة المصرية حاليا من محاولة اجتياز هذه المرحلة، وقبل اقتلاع جذور النظام البائد، رأينا هناك مشاكل فى ذلك لدى مصر، لكننا نترك لها الوقت كى تتخذ القرار المناسب فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين وأتصور أن العلاقات ستكون أفضل بكثير خلال الفترة المقبلة.