نِصْفٌ مُسافرٌ وكُلٌّ غَرِيب.. (شعر) ميار أحمد

كتب: اخبار السبت 24-08-2019 01:21

مُسَافِرةٌ تمورُ بِىَ الدرُوبُ

أُقَدِّمُ خُطْوَةً، أُخْرَى تؤوبُ

كَسُنْبُلَةٍ تُرَبِيهَا الأمَانِي

لِغُرْبَالٍ تَضِيقُ بِهِ الثُقُوبُ

كَحَبَةِ سُكَرٍ فى كأسِ هَمٍّ

يُقَلِّبُها الزَّمَانُ ولا تَذُوبُ

تُرَاوِغُنى المَسَافاتُ امْتدَادًا

فَيَنْأَى مَقصدِى الدَّانِى القَرِيبُ

يُحاصِرُنى سَرَابٌ فوق أرضٍ

بكلِّ جهاتِها أفْقٌ مُرِيبُ

مُقَسَّمَةٌ يَسِيرُ إليكِ بَعْضِى

وبَعْضِى عنكِ فى شَفَقٍ يَغيبُ

يَمُدُّ المُنْتَهى هَالَاتِ حُلْمٍ

وخَفَّاقٌ بكَفَّيْكِ المُجِيبُ

إذا ارْتَعَدَ الفُؤادُ فَدَثِّرِيهِ

بِجَفْنِكِ، لَيسَ يَبْلُغُهُ المَشِيبُ

رَأيْتُكِ بَسْمَةً فى وَجْهِ نَهْرٍ

تَوَرَّدَ حِين غَازَلَهُ الغُرُوبُ

رَأَيْتُكِ دَمْعَةً فى عَيْنِ لَيْلٍ

قَضَى أنَّ اقْتِرَافَ الحُبِّ حُوبُ

وأنَّ مُسَافِرًا شَاخَتْ خُطَاهُ

إذا لَفظتْهُ غُرْبَتُهُ غريبُ.