منذ خمسين عامًا، ملأت الدموع عيونا، وصفق أناس جنونا، وملأ الفخر كل من فى داخله إنسان، عندما لمست قدم أرمسترنج سطح القمر، وسمعوا صوته. إنها خطوة صغيرة لإنسان وقفزة كبيرة للإنسانية. كانت مصر فى خضم حرب الاستنزاف، والنظام السياسى فى أمريكا ألزم كل المسؤولين بالإعلان المسبق عن مواعيد الإطلاق والهبوط، وبث كل مراحل الرحلة على الهواء مباشرة، رغم عدم التأكد من النجاح. بعكس السوفييت الذين كانوا لا يعلنون عن مهام فضائية إلا بعد نجاحها.
كان الحاسوب الذى يقود مركبة الهبوط إيجل على القمر، أضعف من حاسوب موبايل ( أى فون) يلهو به صبى الآن، ولقد ارتبك حاسوب الإيجل (اسم مركبة الهبوط) على ارتفاع ٣٠٠ قدم فوق سطح القمر، وانطلقت صافرات الإنذار داخل الإيجل معلنة عن خطر توقف الحاسب، إلا أن المتخصصين فى هيوستن نصحوا أرمسترنج بعدم القلق والهبوط يدويًا على سطح القمر. كان من نتيجة هذا الخطأ تأخر الهبوط ٤ دقائق وانحراف مكان الهبوط عن المكان المحدد بمسافة ٤ كيلومترات.
هبطت الإيجل فى مكان يطلق عليه (Sea of Tranquility) بحر الهدوء، فوق سطح القمر، وهو المكان الذى حدده (الملك) العالم المصرى فاروق الباز، كما كان يطلق عليه العاملون فى ناسا.
قضى أرمسترنج وأردلين ساعتين كاملتين يتجولان فوق سطح القمر. عاد رواد الفضاء ومعهم ٢٤ كيلوجرام من أحجار القمر، أثبت فحصها أنها أقدم من صخور الأرض بأكثر من مليون سنة.
صموئيل كرومر زخارى- كليوباترا- الإسكندرية