مساعد وزير الخارجية عن «حروب المياه»: «دعونا نتعامل بتفاؤل»

كتب: محمد غريب الأربعاء 07-08-2019 04:28

قال السفير ياسر سرور، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المياه، إن هناك تعزيزًا للتعاون البرلمانى وتبادل الخبرات بين الدول الإفريقية، خاصة حوض النيل، إلى جانب إجراء بعض التعديلات فيما يخص التشريعات التى تحقق الإدارة المستدامة على الصعيد المحلى وزيادة الوعى بشأن أهمية المياه والحد من ندرتها.

وأضاف «سرور» خلال اجتماع لجنة التعاون الدولى وفض المنازعات بالبرلمان الإفريقى أمس بمجلس النواب، أن أولى خطوات تعزيز العمل المشترك هى تفعيل التعاون البرلمانى وإجراء تعديلات على التشريعات المنظمة للمياه، للخروج برؤية تحقق الإدارة المستدامة على الصعيد المحلى، وزيادة الوعى بأهمية المياه.

وردًا على سؤال موجه إليه من أحد أعضاء البرلمان الإفريقى بشأن ما يتردد حول أن الحروب المقبلة ستكون على «المياه»، قال «سرور»: «هناك أدبيات كثيرة صدرت بأن الحروب المقبلة ستكون على المياه، لكن دعونا نتعامل بتفاؤل وثقة فى أنفسنا، بأننا سويا يمكن أن نحقق ما لا يمكن تحقيقه إلا وأكتافنا فى أكتاف بعض، وحسن استخدام الموارد المشتركة، دعونا نتعامل مع هذا المورد بالمكانة التى يستحقها».

وأشار إلى أن الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، كان قد طرح فكرة مهمة تصب فى مصلحة التعاون المشترك، وهى إنشاء تجمع للبرلمانيين فى دول حوض النيل، لافتا إلى أن هذا المقترح من شأنه تفعيل فرص الحوار على كل المستويات.

وشدد «سرور» على أهمية التعاون الإفريقى فى مجال الاستثمار الزراعى، لافتًا إلى أن القطاع الخاص يقوم بدور مهم فى هذا القطاع، ومنوهًا بإنشاء مجزر فى أوغندا وإعداد مجزر آخر فى إطار تعزيز التعاون المشترك فى هذا المجال الذى لا بديل عنه.

وحول مسألة بناء السدود، قال إن النقطة الأساسية ليست فى بنائها من عدمه، ولكن فى أهمية التنسيق وتبادل الدراسات بشأنها، لأنها تخص موردًا مشتركا لبعض الدول، وهو ما يستدعى وضع رؤية لكيفية استخدامه، والتعاون سويا على تخفيض تأثيرات هذه السدود إلى أقل حد ممكن لتحقيق مصلحة الجميع وأقصى استفادة ممكنة للتعاون المشترك.

وأضاف أن الأمر يحتاج إلى الشفافية والتنسيق المشترك وتبادل الدراسات التى توضح الآثار التى تنتج عن بناء السد وكيفية التعامل معها سويا، متابعاً: «علينا الأخذ فى الاعتبار أن الكثير من الأحيان تتسبب كثرة السدود على النهر الواحد فى أضرار تتعلق باستدامة وجودة المياه، فانظروا إلى دجلة والفرات».

وأوضح نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المياه أنه إذا كان الأمر يتعلق بتطوير الطاقة، فهناك طرق أخرى قد تكون أفضل من السدود وتحقق نفس الغرض والتنمية المستهدفة، لذلك لابد من النظر إلى قضية بناء السدود فى إطار متكامل، مضيفا: «علينا أن نعمل على استدامة النهر للأجيال القادمة».

وتابع أن الاختلاف فى الرؤى يحتاج إلى حوار للوصول إلى رؤية مشتركة، مع ضرورة الاستناد إلى أن الكل شركاء ويربطهم شريان الحياة، مشيرا إلى أن اتفاقية التجارة القارية دخلت حيز النفاذ، ويجب الاستفادة منها لتحقيق الرفاهية لشعوب القارة الإفريقية.