122 مليار دولار «سيولة نقدية» للثري الأمريكي المتقشف: رقم قياسي

كتب: بوابة الاخبار الثلاثاء 06-08-2019 14:19

يمتلك المستثمر الثري وارين بافيت من خلال شركته الاستثمارية «بيركشاير هاثاواي»، نقودا أكثر من أي وقت مضى، وارتفعت سيولته النقدية، حتى نهاية يونيو الماضي، إلى 122 مليار دولار. ودفع هذا الأمر بالمستثمر الأسطوري إلى التعبير عن امتعاضه من «كثرة» هذه الأموال باعتبارها «تتجاوز بكثير» المستوى الذي يفضله، بحسب ما ذكر موقع «فوكس بيزنيس» الإخباري.

وجاءت الزيادة في سيولة وارن بافيت النقدية من جراء بيع أسهم أكثر مما اشترى، ولأنه قلص عمليات إعادة شراء الأسهم أيضا، وكذلك لأنه فشل في العثور على استحواذ (شركات) بسعر عادل.

ولم يتعرض بافيت، الملياردير الملقب بـ«معجزة أوماها» لإغراء الأسهم الأميركية التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في أواخر يونيو، وبدلا من ذلك، باعت شركته أكثر من مليار دولار من الأسهم التي اشترتها في الربع الأخير، مما يمثل أكبر مبيعات صافية لها منذ نهاية عام 2017، وفقا لما ذكرته «بلومبيرغ».

كما اشترت بيركشاير هاثاوي ما قيمته 400 مليون دولار من الأسهم، بانخفاض عن 1.7 مليار دولار في الربع الأول، بحسب ما ذكر موقع «ماركيتس إنسايدر».

وقال بافيت في وقت سابق من العام الجاري في أحدث رسالة له إلى المساهمين إنه كان يبحث عن «عملية استحواذ ضخمة بحجم الفيل»، لكن «الأسعار مرتفعة للغاية بالنسبة إلى شركات مناسبة لديها آفاق طويلة الأجل».

وكتب بافيت في رسالته الأخيرة إلى المساهمين يقول «نأمل أن ننقل الكثير من السيولة الفائضة إلى شركات تمتلكها بيركشاير بشكل دائم.. لكن مع ذلك فإن التوقعات المستقبلية ليست جيدة، ذلك أن الأسعار مرتفعة للغاية بالنسبة إلى الشركات اللائقة التي لديها آفاق طويلة الأجل»، واضاف أن «الحقيقة المخيبة للآمال» تعني أن بيركشاير هاثاواي ستنفق على الأرجح هذا العام على شراء الأسهم«.

ويبدو أن ارتفاع الأسهم كان إيجابيا بالنسبة لبيركشاير هاثاواي، حيث قفزت قيمة محفظة الأسهم بنسبة 16 في المئة، لتصل إلى أكثر من 200 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.

كما حققت بيركشاير أرباحا تقارب مليار دولار من خيارات البيع المرتبطة بمؤشرات الأسهم في النصف، بالإضافة إلى أن المكاسب الاستثمارية الأعلى دفعت صافي دخلها بنسبة 17 في المئة لتصل إلى 14.1 مليار دولار في الربع الأخير.

وبحسب الأرقام، فقد بلغت حصة بيركشاير في شركة أبل العام الماضي أكثر من 50 مليار دولار في نهاية الربع الأخير، بينما رفعت حصتها في «بنك أوف أميركا» بنسبة 6 في المئة لتصل إلى 950 مليون سهم تبلغ قيمتها نحو 28 مليار دولار.

علاوة على ذلك، وافقت شركة بافيت الاستثمارية على ضخ 10 مليارات دولار في الأسهم المفضلة في أوكسيدنتال بتروليوم للمساعدة في تمويل استحواذ المجموعة النفطية على أناداركو بتروليوم.

ومن بين الشركات الأخرى التي تتمتع فيها بيركشاير باستثمارات كبيرة، أميركان إكسبريس وكوكاكولا ودلتا إيرلاينز وغولدمان ساكس.

ورغم هذا الثراء الفاحش، فان فطوره هو وجبة من اللحم المقدد التي لا يتجاوز سعرها في مطاعم ماكدونالدز بالولايات المتحدة الأمريكية 3.17 دولار، بالإضافة إلى الكوكاكولا، حيث أنه يطلب من زوجته وهو يقوم بالحلاقة في الصباح أن تضع له مبلغا بسيطا قائلا: «2.61 دولار، 2.95 دولار أو 3.17 دولار»، وذلك قبل أن يقوم برحلته اليومية إلى العمل.

ويكمل: «لا تستغرق رحلة العمل اليومية صباحا 5 دقائق من المنزل إلى المكتب، لكنه يتوقف في الطريق أمام ماكدونالدز لطلب وجبة الإفطار التي تقتصر على نوع واحد من فطائر السجق مع البيض والجبن أو اللحم المقدد».

ويكمل: «حينما لا أشعر بالبحبوحة فإنني أذهب إلى مبلغ الـ2.61 دولار، وهو يوافق فطائر السجق، أضعها أمامي وأسكب بنفسي الكوكاكولا». وحسب ما نقله موقع العربية فإن الملياردير الأمريكي البالغ من العمر 87 عاماً ما زال يعيش في المنزل المكون من 5 غرف نوم في مدينة أوماها بولاية نبراسكا، والذي اشتراه عام 1958 مقابل 31500 دولار، وعندما سأل عن السبب في أحد لقاءاته مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، رد: «أنا سعيد في منزلي، وربما انتقلت إلى منزل آخر لو رأيت أنني سأكون أكثر سعادة».

ويعرف عن الملياردير الأمريكي تواضعه واستخدامه المواصلات العامة وعشقه للقراءة، وعلى الرغم من كبر سنه فإنه يقضي 80% من وقته في القراءة، بحسب ما ذكره في أحد لقاءاته التلفزيونية.

وفي عام 2014 حصد لقب «الرجل الأكثر سخاءً»، بقيامه بأكبر تبرع فردي للأعمال الخيرية، حيث تبرع بما يُقدر بـ2.8 مليار دولار ليقدم 2.1 مليار دولار لمؤسسة «بيل آند ميليندا جيتس» في صورة 16.6 مليون سهم في شركته، وتم توزيع باقي التبرع على 4 شركات أخرى.