مسيرات «المحامل» تنطلق احتفالًا بالحجاج

كتب: محمد السيد سليمان الثلاثاء 06-08-2019 07:50

على امتداد مئات السنين، لا يزال أهالى مدينة القصير بالبحر الأحمر يحرصون على إحياء المناسبات الدينية بطريقتهم الخاصة، مثل مجىء شهر رمضان وعيدى الأضحى والفطر والنصف من شعبان والمولد النبوى الشريف ومغادرة أفواج الحجاج.

ويختلف الاحتفال بموسم الحج بمدينة القصير عن باقى الاحتفالات التى تتم بمدن البحر الأحمر وباقى محافظات مصر، حيث يحافظ أهالى المدينة على إحدى أهم العادات التراثية الدينية الخاصة بالمدينة التى تتمثل فى مسيرات المحامل والهوادج الموضوعة على ظهور عدد من «الجمال» التى كانوا يودعون بها رحلات الحجيج من ميناء القصير البحرى، وكان أهم ميناء مصرى على البحر الأحمر لرحلات الحج عبر مئات السنين، وتطوف هذه المحامل مختلف أحياء المدينة والعشرات من مواقع الأضرحة لأولياء الله الصالحين المدفونة أجسادهم بالمدينة، فى احتفال يرجع بدايته إلى العصر الإسلامى.

وتعد المحامل والهوادج الموضوعة على أسنمة «الجمال» التى كانت تتصدر قوافل الحجيج المغادرة من ميناء القصير القديم مستمرة بالرغم من توقف مرور هذه القوافل واختفاء معالم الميناء البحرى وتحوله لأطلال وتوقف السفر من خلاله، حيث يواصل أهالى المدينة حتى الوقت الحالى توارثهم لظاهرة تجهيز الهوادج، ويسير الأهالى من كل الفئات خلف الجمال مع أصوات المزمار البلدى.

وأكد عدد من أهالى القصير أن هذه الاحتفالات ممتدة منذ العصر الإسلامى وكانت تتم خلال توديع قوافل الحجيج القادمة من مختلف المحافظات ودول شمال إفريقيا، حيث تطوف «الجمال» التى تحمل الهوادج والمحامل شوارع المدينة ومختلف الأضرحة حتى الصعود للسفن التى كانت تقلهم للموانئ السعودية وأن الاحتفال يتم التجهيز له بعدد من «المحامل» التى توضع على سنام الجمال على الهوادج الخشبية وتجوب مدينة القصير لتحافظ على عادات وتقاليد يتوارثها أهالى القصير، وتنطلق هذه المحامل من منطقة (العوينة) التى تشتهر بوجود العشرات من الأضرحة لعدد من المشايخ وأولياء الله الصالحين، حيث يتم تجهيز الهوادج واختيار الجمال قبلها بعدة أيام وتنتظر السيدات والأطفال أمام المنازل لمشاهدة لحظة مرور المحامل أمام المنازل والانضمام للمسيرات وتوديع الحجيج، وترافقها فرق الفنون الشعبية والمزمار البلدى والرقص الصعيدى بالتحطيب مع موكب من عدد من الجمال، ويستمر موكب المحامل فى السير حتى منتصف الليل.