«الخارجية الأمريكية»: الحوار مع «الإخوان» يصب في الصالح الوطني الأمريكي

كتب: فاطمة زيدان السبت 02-07-2011 15:29

 

قالت الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ستواصل الاتصال بجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، معتبرة أن هذا الأمر «يصب في الصالح الوطني الأمريكي».

وقال مارك تونر، المتحدث باسم الوزارة، خلال الموجز الصحفي اليومي، السبت، إنه نظرا للطبيعة السياسية المتغيرة في مصر الآن، فإن «التحاور مع كل الأحزاب السلمية والملتزمة بالديمقراطية والابتعاد عن العنف في مصر يدخل ضمن مصالحنا الوطنية».

وتابع: «لذا فإننا سنواصل الاتصال بجماعة الإخوان المسلمين داخل هذا الإطار».

من جانبه، قال مدير معهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، روبرت ساتلوف، إن إعلان هيلاري كلينتون يأتي في ظل غياب استراتيجية أمريكية واضحة للمضي قدما لتعزيز التوصل إلى نتيجة ناجحة للتغييرات «الصاخبة» في مصر.

وأوصى ساتلوف الإدارة الأمريكية بضرورة القيام بعدة نقاط تقوي من بيئة حدوث تغيير إيجابي، ومن ضمن هذه النقاط صياغة واشنطن بصورة واضحة مع الشعب المصرى والحكومة المصرية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لشكل الدولة المصرية التي تأمل الولايات المتحدة في إقامة شراكة دائمة معها.

وفي سياق موازٍ، قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن مواصلة الولايات المتحدة الحوار مع الإخوان هو بمثابة «اعتراف ضمني من واشنطن بكون الإخوان «قوة سياسية كبرى في مرحلة ما بعد مبارك».

وأضافت الوكالة أن محاولة الإخوان «البروز» على الساحة تأتي في وقت من «الاستياء المتزايد» من قبل المحتجين المؤيدين للديمقراطية،  من المجلس العسكري.

وتابعت: الجماعة اتخذت «موقفا عمليا» من الوضع السياسي الجديد في البلاد، وذلك من خلال الإشادة بالحكام العسكريين وتجنب المشاركة في أي احتجاجات جديدة.

وقال محمود غزلان، عضو مكتب إرشاد الجماعة، للوكالة إن الجماعة ترحب بـ«الحوار مع الولايات المتحدة لإزالة سوء الفهم وكسر الهوة»، وأضاف أن «هذا الحوار سيكون الأول من نوعه بين الإخوان والولايات المتحدة».

من ناحية أخرى، عبر ستيف تشابوت، النائب عن الحزب الجمهوري الأمريكي، عن إدانته الشديدة لفتح الحوار مع الإخوان، قائلا: «كيف يمكن فتح حوار مع جماعة كل همها التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية».

وأضاف تشابوت، الذي يرأس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وجنوب آسيا بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، في تصريحات لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، السبت: «لا أوافق على الإطلاق على أي اتصالات بين إدارة أوباما وجماعة الإخوان المسلمين».

ولفت تشابوت إلى أنه «من المفترض أن تكون إدارة أوباما تفعل كل ما في وسعها لدعم حركات المعارضة الديمقراطية العلمانية».

وأكد تشابوت «أن مصلحة واشنطن الحقيقية تكمن في ظهور ديمقراطية مزدهرة في مصر، مطالبا الولايات المتحدة بالعمل على «دفع مصر نحو إصلاحات ديمقراطية ونحو السوق الحرة، علاوة على التأكد من أن النظام هناك يحافظ ويحترم معاهدة السلام مع إسرائيل».

من جانبها، قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إن الإعلان يكشف عن قلق الولايات المتحدة من أن الجماعة أصبحت واحدة من القوى السياسية الأكثر أهمية بعد ثورة 25 يناير.

وقالت الصحيفة إن الاتصالات لم تنقطع بين أمريكا وجماعة الإخوان حتى في عهد الرئيس السابق، حسني مبارك، ولكن أمريكا كانت تبررها بأنها «اتصالات مع أعضاء برلمان مستقلين أو نقابيين».

وتابعت: «ولكن بعد الثورة وفي الشهور الأخيرة زادت وتوسعت الاتصالات بين الإخوان والأمريكان في ظل سياسة براجماتية جديدة تسعى لأن يكون لأمريكا وجود في مصر في حالة تولي هذه الجماعة السلطة يوما ما، وتشمل الاتصالات الآن كل الفصائل داخل الجماعة وليست مقصورة على البرلمانيين السابقين فقط».

وقال محمد البلتاجي، عضو جماعة الإخوان المسلمين: «من الجيد أن نرى الولايات المتحدة بدأت في قراءة الخريطة السياسية بشكل صحيح في مصر والمنطقة من خلال بدء التواصل مع مجموعة لديها جذور وشعبية في الشارع المصري».

وتابع: «نأمل أن تكون بداية جيدة لإحداث تغييرات في السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط».