ذهب دومينيك ستروس كان، المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي، إلى مطعم راق مساء الجمعة تاركا مقر إقامته في مدينة نيويورك بعد ساعات من قرار قاضٍ بالإفراج عنه من الإقامة الجبرية بسبب قضية الاعتداء الجنسي المقامة ضده.
وكان الرجل أبرز مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا قبل أن تطيح به هذه الفضيحة.
وتوجه ستروس كان إلى مطعم سكاليناتيلا، وهو مطعم إيطالي باهظ الثمن في حي «أبر إيست سايد» في منهاتن.
وكان هذا أول مذاق للحرية منذ اقتياده من على متن طائرة متجهة إلى باريس في 14 مايو بتهم الاعتداء الجنسي على خادمة في فندق بنيويورك.
وظهر ستروس كان مرتديا حلة بدون رابطة عنق ومبتسما من منزله تصاحبه زوجته وشخصان آخران، بالإضافة إلى الحرس الأمني الذي ركب سيارة دفع رباعي.
ولايزال ستروس كان (62 عاما) يواجه تهما لكن تساؤلات بشأن مصداقية صاحبة الاتهام تحوّل القضية لصالحه على ما يبدو.
وكان ستروس كان قيد الإقامة الجبرية وتحميه عناصر أمنية مسلحة ومراقب إلكترونيا إلى أن خفض القاضي شروط الكفالة في وقت سابق الجمعة.
ويريد محامو ستروس كان الذين قالوا إن مصداقية المرأة باتت موضع شك- إسقاط التهم. وقال القاضي إن ممثلي الادعاء سيعيدون النظر في الأدلة بعد أن كشفوا في وثائق المحكمة أن الخادمة كذبت على هيئة محلفين كبرى بشأن تصرفاتها بعد الاعتداء المزعوم.
وقال القاضي مايكل أوبوس للمحكمة وهو يعلن الإفراج عن ستروس كان: «أفهم أن ظروف هذه القضية تغيرت كثيرا وأنا أوافق على أن خطر عدم قدومه إلى هنا انحسر قليلا».
وأضاف «لن نتسرع في إصدار حكم. سيواصل الادعاء التحقيق وسيعيدون النظر في الموضوع بشكل مناسب».
ووافق ستروس كان على العودة إلى المحكمة عند الطلب بما في ذلك في جلسة 18 يوليو القادمة. وأعيدت له الكفالة لكنه لم يأخذ جواز سفره وهذا يعني أن بإمكانه فقط السفر داخل الولايات المتحدة.
وبنيت الدعوى استنادا إلى أقوال الضحية المزعومة وهي مهاجرة من غينيا تبلغ من العمر 32 عاما نظفت الجناح الذي كان ينزل فيه ستروس كان في فندق سوفيتيل بمنهاتن والذي يتكلف 3000 دولار في الليلة.
وتظهر وثائق المحكمة أن ممثلي الادعاء وجدوا مشاكل تتعلق بطلب لجوء الخادمة وإعلان دخلها وتصريحاتها أمام هيئة المحلفين الكبرى التي تحقق في قضية الاعتداء.
وقالت ممثلة الادعاء جوان إيلوزي أوربون للمحكمة «وقائع اللقاء الجنسي ثابتة» لكن يبدو أن بعض التفاصيل قد تغيرت.
وقالت المرأة في البداية إن ستروس كان هاجمها وأنها احتمت بعد ذلك في الردهة خارج غرفته حتى غادر وشعرت بأنها آمنة لطلب المساعدة.
والآن يقول ممثلو الادعاء إنها اعترفت بأنها نظفت غرفة مجاورة ثم عادت إلى جناح ستروس كان لبدء التنظيف قبل الإبلاغ عن الحادث.
وبعد هذا الكشف المفاجئ قال بنيامين برافمان محامي ستروس كان إنه يريد إسقاط التهم.
وقال برافمان «كنا نعتقد منذ البداية أن هذه القضية لم تكن كما تبدو.. والخطوة التالية ستؤدي إلى إسقاط كامل للتهم».
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في سلطات تنفيذ القانون قولهم إن ممثلي الادعاء وجدوا صلات محتملة بين المرأة وأشخاص على صلة بتجارة المخدرات وغسل الأموال.
وقالت الصحيفة إنهم اكتشفوا أيضا أن المرأة أجرت مكالمة هاتفية مع سجين خلال يوم من مقابلتها لستروس كان، ناقشت خلالها الفوائد المحتملة لمتابعة التهم الموجهة إليه.
وأضافت نيويورك تايمز أنه جرى تسجيل المحادثة وأن الرجل من بين عدد من الأشخاص الذين وضعوا ودائع نقدية متعددة يبلغ مجموعها حوالي 100 ألف دولار في الحساب المصرفي للمرأة على مدى العامين الماضيين.