قد يبدو الأمر غريبا بعض الشىء، لكن الأبحاث الطبية الحديثة تشير إلى إمكانية تحليل شعيرات من الرأس للمساعدة في تشخيص الاكتئاب.
وفحصت دراسة جديدة – أجريت في كلية الطب جامعة «نيوريورك»- مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون الستيرويد المنبعثة من الغدد الكظرية) في شعر المراهقين من أجل مراقبة آثار العلاج.
وقالت الدكتورة جودي فورد، الأستاذ في كلية الطب جامعة «نيويورك»: «تفتح هذه الدراسة الكثير من الأسئلة البحثية المستقبلية وتوضح أن العلاقة بين مستويات الكورتيزول والاكتئاب ليست بالضرورة علاقة خطية».. وأضافت: «قد يكون انخفاض مستوى الكورتيزول سيئًا والكورتيزول المرتفع سيئًا وهناك مستوى متوسط طبيعي».
ومن النتائج المهمة الأخرى التي توصلت إليها الدراسة أن المراهقين الذين قالوا إنهم شعروا بدعم أفضل في المنزل لديهم مستويات أقل بكثير من أعراض الاكتئاب.. وقالت «فورد»: «تعزز هذه الدراسة للآباء والأمهات أنهم مهمون في حياة المراهقين بأن دعمهم ومشاركتهم تحدث فرقًا»، وبالنسبة للدراسة الحالية المنشورة في مجلة «علم النفس والغدد الصماء»، قام الباحثون بدمج 432 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عامًا.
وقاموا بقياس الاكتئاب من خلال استبيان مكون من تسعة عناصر قام المشاركون بملئه، طُلب منهم تقييم تجربتهم في مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك عدد المرات التي يشعرون فيها بأن حياتهم قد فشلت أو أن الناس لم يكونوا ودودين أمامهم.. وفي معظم الحالات، قام الباحثون بفحص عينة شعر 3 سم بما يكفي لتقييم مستويات الكورتيزول للأشهر الثلاثة السابقة.
كما وجد الباحثون أن كلا من الكورتيزول المنخفض والعالي له علاقة ذات دلالة إحصائية بالاكتئاب.. وتعرض قرابة واحد من كل ثمانية مراهقين لحالة اكتئاب كبيرة.
وقالت «فورد»: «سيكون من المثالي حقًا أن يكون لديك قياس موضوعي، لأن استخدام مقاييس ذاتية للتوتر يمثل مشكلة، خاصة مع الأطفال والمراهقين».