الإعلام الغربى: اتصالات واشنطن بـ«الإخوان» محكوم عليها بـ«الفشل»

كتب: بسنت زين الدين الجمعة 01-07-2011 20:08

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة، الجمعة، بإعلان وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، مواصلة الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين، واعتبرت افتتاحية صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية الخطوة محكوماً عليها بالفشل، ووصفت البيت الأبيض بأنه أصيب بالعمى، وأصبح لا يرى الرسالة «الفصامية» التى ينشرها فى «الشرق الأوسط».

وقالت الصحيفة: «الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، يقول إنه يريد تحسين العلاقات مع الإسلام، لكنه يؤيد سياسات تسىء إلى أخلاقيات المسلمين المتشددين، فالتواصل مع جماعة الإخوان وفصائل القوى الإسلامية (المتطرفة) محكوم عليه بالفشل، والتواصل مع الجماعات العلمانية الأفضل بالنسبة للنظرة الأمريكية، لأنها - الجماعات العلمانية - متسامحة ومتعلمة، وبإمكانها جلب الازدهار والسلام للمنطقة».

وتوقعت الصحيفة فشل محاولات إدارة باراك أوباما التواصل مع «الإخوان» فى مصر، وأكدت فى افتتاحيتها أنه مثلما فشلت محاولات أوباما السابقة فى التواصل مع الإسلاميين، فلا يوجد سبب للاعتقاد بأن هذا الجهد سينجح، وتابعت: «بدلاً من تدليل الإسلاميين، يتعين على الإدارة الأمريكية أن تعمل بنشاط من أجل تقوية العلمانيين والطبقات السياسية المعتدلة الموالية للغرب فى مصر».

وأضافت أن الإسلاميين لن يتوصلوا إلى تسوية، وهو ما يعنى أن البيت الأبيض يقوض المصالح القومية الأمريكية فى نهاية المطاف، والقوى الإسلامية لن تقف إلى جانب أمريكا.

واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الخطوة تحولا كبيراً يعكس التصاعد المتنامى لدور القوى الإسلامية، وقالت إن الحكومة الأمريكية أجرت عدة اتصالات غير رسمية مع «الإخوان» لسنوات عديدة، وأضافت أن اجتماعات مسؤولى الإدارة الأمريكية وأعضاء الإخوان زادت فى فترة التسعينيات، عندما فاز أعضاء الجماعة بمقاعد فى البرلمان، موضحةً أن مسؤولى الإدارة الأمريكية أقروا بأنهم كانوا يتحدثون معهم كأعضاء مستقلين فى البرلمان، وليس كأعضاء فى «الإخوان».

ورجحت الصحيفة أن تؤدى تصريحات «كلينتون» إلى غضب المشرعين الأمريكيين، وأشارت إلى تصريح رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس، إيلايانا روز، فى يونيو الماضى، بأن الإخوان يتبعون أسلوب العنف والإرهاب. وذكرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن إسرائيل وأنصارها فى أمريكا يشعرون بالقلق عقب إعلان «كلينتون» عن اتصالات محدودة بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان فى مصر، وقالت إن سبب قلق إسرائيل يعود إلى الأيديولوجية التى تحكم الجماعة، وتقوم على تأييد المقاومة الفلسطينية المسلحة ضدها. وأفادت الصحيفة بأنه بعد الثورة المصرية، زادت الاتصالات بين الإخوان والأمريكيين فى ظل سياسة براجماتية جديدة تسعى لأن يكون للولايات المتحدة وجود فى مصر فى حال إذا تولت الجماعة السلطة، وأضافت أن الاتصالات تشمل الآن كل الفصائل داخل الجماعة، وليست مقصورة على البرلمانيين السابقين فقط. ورأت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن استئناف الاتصالات الرسمية بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان يعتبر اعترافا بالحقائق السياسية الجديدة فى أهم دولة بالعالم العربى، حتى إن كان هذا الأمر من الممكن أن يقلق إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاتصالات لن تكون مقبولة من قبل جماعات الضغط المهمة الموالية لإسرائيل فى الولايات المتحدة، بدعوى أن الجماعة لا تعترف بإسرائيل، وتقيم علاقات وثيقة مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وأضافت: «سيتعين على حكومة إسرائيل قبول الحقائق الجديدة فى أهم جيرانها، عاجلا أو آجلا».