الذكريات بمثابة الومضات المُبهجة بحياة الإنسان، فهي تعلن بوضوح كم قاسيت من أجل الوصول للهدف، وهو ما دفع المُخرج عمرو سلامة إلى الكشف عن بداياته والدور الذي قاده إلى العمل بالفن حتى يومنا الحالي، وهو مشهد في فيلم «السلم والثعبان»، إخراج طارق العريان.
وقال «سلامة» مُستعيدًا ذكرياته: «من عشرين سنة بالضبط، بالصدفة البحتة حد شافني في الجامعة أنا وأصحابي وقالنا: شباب تحبوا تعملوا كاستينج؟، ردينا بـ (آه طبعا) وبعدها سألناه: يعني إيه كاستينج بقى؟ شرحلنا إنها اختبار للكاميرا علشان ممكن بعدها نطلع في إعلانات أو نمثل في أفلام، وفعلا روحنا.
كان حينها «سلامة» في السنة الأولى من كلية التجارة، ويهدف للحصول على الشهادة ثم الخوض في مرحلة البحث عن مهنة يحبها، في ذلك الوقت بدأ حبه لمجال الرسوم المُتحركة ثلاثية الأبعاد في الظهور، وكان يسعى إلى تعلم تلك الرسوم من خلال قراءة الكتب. تمّر الأيام ليجد ذاته بمشهد يمثل أمام الفنان أحمد حلمي، في الفيلم الذي كان بطولة الفنان هاني سلامة والفنانة حلا شيحة.
وعبّر المُخرج عن سعادته بالمُشاركة في الفيلم إخراج «العريان»: «كانت أفلامه والفيديو كليبات اللي بيخرجها بتبهرني كشاب، وكان كاتب جديد هو اللي كتب الفيلم، وبيكتب لأول مرة اسمه محمد حفظي». واتجه لكواليس الفيلم دون أن يضع أي هدف يتعلّق بعالم الفن أو العمل كممثل أو مُخرج بالمستقبل لا البعيد ولا القريب.
وعن مشاعره بيوم التصوير: «ورايح أهرج وأتفرج، ومتعجب جدًا من اختيارهم ليا»، واستكمل: «اللي كان بيبهرني في التصوير إن كلنا هنا علشان في واحد عنده رؤية وخطة ماحدش قادر يفهمها بشكلها الكبير غيره، كل واحد بيعمل تفصيلته الصغيرة علشان تبقى قطعة صغيرة في لوحة كبيرة ماحدش فاهمها غيره، وعرفت إن هو ده المخرج».
دخوله إلى الفن بتلك الطريقة -رغم عدد المشاهد التي لم تتجاوز الـ10- سحبت قدمه نحو حُب الإخراج، فأدرك أن دور المُخرج يشمل الاهتمام بالموسيقى والتمثيل والتصوير والجزء التقني والصورة والحكي.
واستطرد: «اكتشفت أن مهنة المخرج مسؤولية جبارة ومخيفة لكنها مُرضية جدًا فنيًا لأنها بتجمع كل حاجة بحبها في الفن»، مضيفًا أن التجربة أثبتت أنه فشل في تجربته للتمثيل بل والرسوم المتحركة لكنها خلقت روابط جمعته بالإخراج على المدى البعيد.
رغم أنه يشعر بالإحراج من أدائه التمثيلي وشكله بالفيلم، فهو مُمتن إلى التجربة: «هفضل مدين للتجربة دي، هي أنها سبب إني بشتغل شغلانة، حتى لو كانت مهلكة وتقصر العمر، بحبها وعندي ليها شغف، وديه نعمة تسوى كثير».
«سلامة» مُخرج مصري، وُلد في 22 نوفمبر 1982، تخرج في كلية التجارة عام 2005، بدأ خطواته بالأفلام القصيرة وأطلق أفلام «عذاب نفسي» و«الشهادة» و«الإعلان»، ثم اتجه للأفلام الطويلة بفيلمه «زي النهارده» 2008.
حصل على لقب أحسن مُخرج في 2008، بعد مشاركته بالمهرجانات السينمائية الدُولية. كرمه مهرجان الإسكندرية الدُولي بـ«نجم المستقبل»، أبرز أفلامه «أسماء»، في 2011، وحصد حوالي 18 جائزة بين المهرجانات المصرية والدولية والعربية، وفيلم «الشيخ جاكسون» بطولة الفنان أحمد الفيشاوي.
View this post on Instagramمن عشرين سنة بالضبط، بالصدفة البحتة حد شافني في الجامعة انا وأصحابي وقالنا «شباب تحبوا تعملوا كاستينج؟» ردينا ب «اه طبعا» وبعدها سألناه: «يعني ايه كاستينج بقى؟» شرحلنا انها اختبار للكاميرا علشان ممكن بعدها نطلع في إعلانات أو نمثل في أفلام. فعلا روحنا عملنا كاستينج. وقتها انا كنت في اول سنة كلية تجارة، وكل هدفي كأي واحد في كلية تجارة إني أشتغل بعدها في أي مهنة غير التجارة أكون بحبها بجد، وكان حلمي وقتها أشتغل في الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد 3D، وكنت بتعلمها لوحدي بالكتب. بعد مفارقات كثير وصدف غريبة لقيت نفسي واخد دور أخ أحمد حلمي في فيلم جديد إسمه السلم والثعبان، إخراج طارق العريان اللي كانت أفلامه والفيديو كليبات اللي بيخرجها بتبهرني كشاب، وكاتبه كاتب جديد بيكتب لأول مرة إسمه محمد حفظي! وروحت التصوير وأنا التمثيل مش في دماغي قوي، ورايح أهرج واتفرج، ومتعجب جدا من اختيارهم ليا. اللي كان بيبهرني في التصوير مش أي حاجة غير ان كلنا هنا علشان في واحد عنده رؤية وخطة ماحدش قادر يفهمها بشكلها الكبير غيره، كل واحد بيعمل تفصيلته الصغيرة علشان تبقى قطعة صغيرة في لوحة كبيرة ماحدش فاهمها غيره، وعرفت ان هو ده المخرج. اعتقد بسبب الدور الصغير ده اللي كان تقريبا ١٠ مشاهد، انا اكتشفت اني ممثل فاشل، وان الرسوم المتحركة لن ترضيني بشكل كامل خصوصا انها فن كان بيحبوا وقتها، وعرفت إن مهنة المخرج ديه على قد ما هي مسؤولية جبارة ومخيفة إلا إنها مرضية جدا فنيا لانها كانت بتجمع كل حاجة بحبها في الفن، الصورة والحكي والموسيقى والتمثيل والتصوير والجزء التقني كمان. وعلى قد ما انا طول عمري محرج من شكلي وتمثيلي في الفيلم ده، هفضل مدين للتجربة ديه انها سبب إني بشتغل شغلانة- حتى لو كانت مهلكة وتقصر العمر- بحبها وعندي ليها شغف، وديه نعمة تسوى كثير.
Jul 27، 2019 at 6:41am PDT