«رابح ماجر» أسطورة الكرة الجزائرية والعربية: زيادة المحترفين طريق مصر للعودة إلى الألقاب الإفريقية (حوار)

«أجيرى» لا يتحمل خروج المنتخب المبكر من«كان 2019»
كتب: إسلام صادق الأحد 21-07-2019 23:59

أكد رابح ماجر نجم الكرة الجزائرية والعربية أن مصر نظمت أفضل بطولة أفريقية فى تاريخ الأميرة السمراء سواء من حيث استضافة الفرق المختلفة أو جالياتها، فضلا عن إبهار العالم فى حفل الافتتاح والختام وإظهار المعالم التاريخية به، لافتا إلى أن مصر صعبت المهمة على أى دولة ستقوم باستضافة البطولة خلال الفترة المقبلة، واعتبر «ماجر» خروج المنتخب المصرى من دور الـ16 للبطولة كبرى المفاجآت غير المتوقعة إلى جانب غانا والكاميرون والمغرب التى كانت مرشحة لحصد اللقب الإفريقى.

وقال «ماجر» فى حواره لـ «المصرى اليوم» إن المنتخب المصرى لن يعود للريادة الإفريقية إلا بعد أن تتم زيادة عدد المحترفين فى أوروبا بما يتواكب مع تطور الكرة فى العالم، مؤكدا أن اعتماد الفراعنة على تألق محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزى لن يكون كافيا فى ظل زيادة المحترفين فى الدول الإفريقية وتواجدهم فى أكبر دوريات العالم، وأوضح أن المنتخب الجزائرى سطر لنفسه تاريخا جديدا عقب حصده اللقب الإفريقى بعد غياب 29 عاما، وأكد «رابح» أن رياض محرز نجم مانشستر سيتى الإنجليزى الأقرب لحصد جائزة أفضل لاعب فى إفريقيا، وتحدث «ماجر» عن رأيه فى المستوى الفنى للبطولة، واسترجع النجم الجزائرى الشهير ذكرياته عندما حصد بطولة أوروبا عام 87، وكشف عن سر رفض والده ممارسته كرة القدم فى بداية نشأته الكروية وأول مكافأة مالية وأسرار أخرى.. وإلى نص الحوار:

■ بداية.. ما رأيك فى تنظيم مصر لبطولة أمم إفريقيا؟

- أود أن أهنئ السلطات المصرية على تنظيم البطولة الإفريقية، فقد كانت كافة الإمكانيات متوفرة سواء على المستوى الفنى من حيث الملاعب المتميزة التى منحت الفرصة للفرق فى تقديم عروض طيبة نسبيا أو استضافة العدد الكبير من المنتخبات وجالياتها والإعلاميين من كافة دول العالم الذين قاموا بتغطية البطولة، وأعتقد أن مصر صعبت المهمة على أى دولة إفريقية ستقوم بتنظيم «الكان»، خصوصا بعد التنظيم الرائع لحفل الافتتاح والختام، ووجهة نظرى أنه كان أمرا متوقعا قبل انطلاق المنافسة باعتبار أن مصر لها مكانة كبيرة داخل القارة السمراء وصارت قادرة على تنظيم كبرى الأحداث العالمية.

■ كيف تابعت البطولة من الناحية الفنية؟

- البطولة الإفريقية هذه المرة كانت مختلفة عن بقية البطولات الأخرى فى المستوى الفنى بعد أن ظهر لنا عدد من المنتخبات الجديدة التى سيكون لها مستقبل كبير إذا استثمرت تألقها خلال «الكان» على رأسها مدغشقر التى أحرجت نيجيريا بالفوز عليها بهدفين مقابل لا شىء فى بداية البطولة، إلى جانب الكونغو التى ظهرت بشكل يتسم بالقوة والسرعة، وكذلك ناميبيا التى ظهرت بمستوى يؤهلها لتحقيق نتائج طيبة فى المستقبل.

■ ما سبب خروج المنتخبات الكبرى مبكرًا من البطولة؟

- أعتقد أن المنتخبات الكبيرة لم تستعد جيدا للمنافسة الإفريقية، وكما قلت لك فإن الكرة فى إفريقيا بدأت تتغير بشكل كبير وهو ما وضح من خلال أداء مذغشقر وناميبيا، لكننى لم أتوقع إطلاقا أن تخرج الكاميرون والمغرب ونيجيريا، فضلا عن المفاجأة الكبرى التى أصابت الجميع بخروج مصر التى كانت المرشح الأول للقب.

■ برأيك.. لماذا ودع المنتخب المصرى البطولة مبكرا؟

- أؤكد لك أن السبب الرئيسى يتحمله اللاعبون.. فمنتخبكم لم يعد مخيفا كما كان فى الفترة السابقة، ويحتاج لمزيد من التدعيم فى عدة مراكز، فضلا عن أن الاعتماد على محمد صلاح وحده لا يكفى.

■ لماذا تقول إن الاعتماد على «مو» لا يكفى رغم أن الجزائر اعتمدت على رياض محرز وحصد اللقب الإفريقى؟

■ الجزائر لم تعتمد على رياض محرز فقط فى حصد اللقب الإفريقى ولكن منتخبنا الوطنى يضم لاعبين مميزين محترفين فى الخارج بأكبر الأندية فى العالم إلى جانب لاعبين شباب صاعدين لديهم الرغبة والإصرار والطموح فى حصد اللقب.

■ هل ترى أن المنتخب المصرى خرج من البطولة لاعتماده على «مو» فقط؟

- دعنا نتفق أن المنتخب المصرى لديه سمعة إفريقية مخيفة ومرعبة للمنافسين وعندما تتأهل مصر إلى أمم إفريفيا تكون المرشح الأول للقب، لكننى فوجئت خلال متابعتى للمباريات بالمستوى الفنى للاعبين وافتقادهم للحماس والإصرار خلال المواجهات الأولى، وأعتقد أن الفريق المصرى بحاجة إلى ضخ دماء جديدة خلال المرحلة المقبلة وهذا لن يتحقق إلا من خلال زيادة عدد المحترفين خارج مصر.

■ ماذا تقصد بزيادة عدد المحترفين خارج مصر؟

- كرة القدم أصبحت صناعة.. والأجواء المحيطة باللاعبين العرب لا تساعدهم على المنافسة والقدرة على الاستمرار فى حصد البطولات التى تحلم بها جماهيرنا العربية.

الكرة الإفريقية تتطور سريعا بعد أن هاجر عدد كبير من اللاعبين الأفارقة لأوروبا، وأصبح لديهم الفكر الاحترافى المطبق فى الدورى الفرنسى والإنجليزى والإيطالى، فضلا عن أن تنقل اللاعب لأكثر من دولة، وإلى أكثر من ناد أوروبى يكسبه خبرات عديدة، مثلما حدث مع «مو» و«محرز».

■ هل طريقة لعب «أجيرى» سبب فى الخروج المبكر للمنتخب؟

- «أجيرى» مدرب كبير، ويمتلك سمعة طيبة، له أسلوبه وطريقة اللعب التى يعتمدها. لكن أؤكد لك أن اللاعبين لم يساعدوه، ولم يمتلكوا الخبرات الكافية التى تمنحهم الاستمرار فى المنافسة.

■ وبلماضى.. هل كان له دور فى حصد لقب البطولة؟

- كرة القدم لعبة جماعية ولا يمكن أن ينسب الفضل فيها لأى عنصر دون الآخر، لكنى كنت مديرا فنيا للخضر قبل تولى جمال بلماضى المسؤولية.

وأعرف الكثير عن اللاعبين الذين يتواجدون مع الفريق فى الوقت الراهن. هم من أفضل العناصر التى تواجدت فى الكرة الجزائرية منذ فترة كبيرة، وجودة الملاعب المصرية كانت عاملاً مساعداً فى فوزنا بالبطولة.

■ كيف؟

- عندما تخوض المنافسات النهائية على ملاعب جيدة، وبها كل الإمكانيات يكون دافعا قويا لتألق اللاعبين خصوصا إذا كنت تمتلك عناصر جيدة لديها مقومات فنية كبيرة، مثل لاعبى الجزائر.

■ ما حقيقة رحيلك عن تدريب الجزائر بعد 6 أشهر فقط من توليك المهمة قبل أن يتولى بلماضى المسؤولية؟

- لا أعرف سببا. لم اقترف شيئا خلال مسيرتى التى اقتصرت على التعادل فى مباراة ودية مع البرتغال ومن قبلها فوز فى مباريات أخرى وخسارة واحدة من نيجيريا، لكنى لا أتحدث عن أمور عشتها سابقا.

■ ما رأيك فى تصريحات بلماضى خلال بطولة أمم إفريقيا؟

- لا أعرف إذا كان أدلى بتصريحات هاجم فيها الجماهير المصرية، وتقديرى واحترامى للجماهير والسلطات فى مصر، ولن ينسى أحد مساندة الجماهير المصرية لمنتخب الجزائر فى خطوة تؤكد العلاقات الطيبة بين جماهير الكرة فى البلدين.

■ من الأحق بلقب أفضل لاعب فى إفريقيا؟

- لا يمكن حسم لقب الأفضل بشكل نهائى، لكن فوز الجزائر سيقرب رياض محرز من الأفضل؛ فقد حصد لقب الدورى الإنجليزى مع مانشستر سيتى.

■ ما ذكرياتك خلال مواجهات المنتخبين الجزائرى والمصرى عندما كنت لاعبا؟

- ذكريات طيبة للغاية ومحترمة جدا، كنت على علاقة طيبة بعدد كبير من اللاعبين المصريين على رأسهم طاهر أبوزيد ومحمود الخطيب ومجدى عبدالغنى وإبراهيم يوسف وغيرهم.

ولم تقتصر تعاملاتنا داخل الملعب إلا على المنافسة الشريفة دون أى مناوشات أو مضايقات تحدث بيننا، وإن حدثت فكانت بهدف التأهل إلى الأوليمبياد أو المونديال وهى أمور طبيعية تحدث فى كرة القدم.

■ هل كنت تتوقع أن تكون نجما بين نجوم الكرة العربية والإفريقية؟

- مطلقا. لم يخطر ببالى نهائيا أننى كنت سأكون نجما تعرفنى الجماهير العربية بهذا الشكل؛ فقد كنت أرغب فى أن أكون لاعبا مميزا يفيد بلاده فقط، لكننى كنت عاشقا لكرة القدم التى كانت تجرى فى دمى، وأصررت على ممارستها، رغم معارضة والدى ممارسة كرة القدم وكان يضربنى، ووصل الأمر إلى أنى كنت أخرج من اللعب فى الشارع إذا خرج هو من المحل الذى كان يمتلكه، ويقف أمامه، وعندما كان يدخل المحل كنت أعود للعب مرة أخرى، ولم يقتنع والدى أننى أصبحت لاعبًا مميزًا إلا عندما ذهب إليه أصدقاؤه بالمنطقة وأكدوا له أننى أصبحت لاعبا مميزا بنادى نصر حسين داى.

■ ما هو أغلى هدف سجلته؟

- أعتقد ان هدفى بـ«الكعب» فى مرمى بايرن ميونخ بنهائى دورى الأبطال عندما كنت ألعب بنادى سبورتنج لشبونة هو أغلى هدف، فقد صار ماركة مسجلة.