فرط الفريق الكروى الأول بنادى الزمالك فى الفرصة الأخيرة لتقليص الفارق مع الأهلى إلى «نقطتين» أو إحياء أمله فى المنافسة على درع الدورى بعد خروجه متعادلاً مع منافسه التقليدى فى القمة 107 التى جمعت الفريق، الأربعاء، على أرض ملعب استاد القاهرة ضمن منافسات الجولة السابعة والعشرين لبطولة الدورى.
وخرجت الجماهير حزينة وساخطة على اللاعبين والجهاز الفنى بعد أن بددت أخطاء عبدالواحد السيد ومحمود فتح الله وتغييرات حسام حسن أحلامهم فى استعادة الدرع الغائبة منذ 6 سنوات.
وعاشت الجماهير طوال الموسم حلماً جميلاً، وثقة فى الفوز باللقب بعد أن اتسع الفارق إلى سبع نقاط مع الأهلى، لكن سرعان ما انقلبت الأمور وفرط الفريق فى نقاط سهلة، مهدياً القمة لمنافسه، ووسع الفارق إلى خمس نقاط بأخطاء لاعبيه وجهازه مهدراً أسهل بطولة.
ورغم ضياع الأمل فى الحصول على الدرع، جدد مجلس إدارة النادى الثقة فى حسام حسن، المدير الفنى للفريق، رداً على الأصوات المطالبة برحيله بعد التعادل مع الأهلى.
وتعرض المجلس لهجوم حاد فى المقصورة الرئيسية والأمامية من بعض الجماهير الغاضبة التى طالبت بإقالة التوأم بدعوى فشله فى إدارة المباراة فنياً مقارنة بمنافسه جوزيه، وذلك من خلال تغييراته الغريبة والتى أهدت التعادل للأهلى، وطالبت بتعيين حسن شحاتة مديراً فنياً للفريق. ومن جانبه، أعرب جلال إبراهيم، رئيس النادى، عن حزنه لتضاؤل فرص الفريق فى الفوز بالدرع، ورفض توقيع أى عقوبات على الجهاز الفنى أو اللاعبين بسبب تصرفاتهم التى وصفها البعض بغير الأخلاقية بعد حالة الانفلات والغضب التى حدثت داخل الملعب وفى غرفة الملابس، والدخول فى مشادات مع لاعبى وجهاز المنافس داخل الملعب وخارجه. وقال: اللاعبون بشر، ولا أحد يمكن أن يتحمل سبابه بوالده ووالدته، مشيراً إلى أن جماهير الأهلى استفزت حسام وإبراهيم حسن قبل اللقاء بلافتات تتهمهما باللجوء للسحر والشعوذة، فضلاً عن سب شيكابالا طوال المباراة.
وأكد رفضه كل هذه التصرفات بما فيها قيام جماهير الزمالك برفع لافتات مسيئة لمتعب، وأشار إلى أن الحكم الهولندى لم يكن فى مستوى المباراة وتغاضى عن أخطاء كثيرة للاعبى الأهلى تستحق الطرد، فضلاً عن علامات الاستفهام حول عدم استكمال الوقت المحتسب بدل الضائع وقدره عشر دقائق، مشيراً إلى أن هانى سعيد تعرض للسب بوالدته من حسام عاشور، وهو ما جعله يخرج عن شعوره.
وأكد حسام حسن، المدير الفنى، استمراره فى قيادة الفريق من أجل جماهير الزمالك، خاصة أن رحيله مطلب أهلاوى، ويروج له الإعلام المنحاز حتى يعود الزمالك كما كان فى السنوات الماضية يحتل مراكز متأخرة. وقال: نجحت فى إعادة بناء فريق من اللاعبين صغار السن للمنافسة على البطولات، حيث كان الفريق يحتل المركز العاشر فى بداية مهمتى، وأنهى البطولة فى المركز الثانى.
وأشار إلى أن مورينيو حينما تولى مسؤولية تدريب برشلونة طالب الجماهير بالصبر عليه موسمين لبناء فريق للمنافسة، لكنه لم يفعل مثله، ووعد بالمنافسة رغم أنه وفقاً للمنطق فإنه كان من المفترض أن ينافس على المربع الذهبى فقط، خاصة أن لاعبيه من صغار السن ولم يحقق منهم أى بطولة سوى عبدالواحد السيد، وأكد أن المستقبل سيكون للزمالك بعد اكتساب اللاعبين الخبرة.
وبرر حسام حسن انفعاله عقب تعادل الأهلى، وتوجهه إلى مانويل جوزيه والإمساك بيديه بأن البرتغالى حرض لاعبيه على الاستمرار رغم سقوط الثنائى عاشور الأدهم وإبراهيم صلاح على الأرض، وهذا أبعد ما يكون عن الروح الرياضية، خصوصاً أن الأهلى استغل الموقف فى إحراز هدف التعادل والذى لم يكن بإمكانه إدراكه إلا فى حالة غياب لاعبين من الزمالك. وأكد أنه لا يخسر داخل المستطيل الأخضر وإنما يخسر لعوامل أخرى خارجية، وفى مقدمتها التحكيم، مشيراً إلى أن الحكم الهولندى لم يكن على قدر اللقاء، ونفى اتهامات محمد بركات خلال المؤتمر الصحفى بأن اللاعبين مثلا السقوط، ولم يكونا مصابين، مؤكداً أن لاعبيه لا يمتلكون خبرة لاعبى الأهلى فى السقوط والتمثيل لاستهلاك الوقت والحصول على ضربات جزاء. وتساءل: أليس لاعبو الأهلى مصريين حتى يخافوا على زملائهم فى الزمالك؟!
وأشار حسام إلى أنه يتعرض للسب بوالدته من جمهور الأهلى الذى حقق له العديد من البطولات والألقاب فى حين يحتفلون بجوزيه لأنه يحمل جوازاً برتغالياً ولم يحقق نصف إنجازاته مع الأهلى.
وحمل حسام الجزء الأكبر من المسؤولية إلى الإعلام الفضائى الموجه، وضرب مثالاً على ذلك بإثارة الوقيعة بينه وبين جماهير بورسعيد، رغم أنه نجح هو وشقيقه إبراهيم فى إنقاذ المصرى من الهبوط، وفوجئ بقيام الجماهير بقذف أتوبيس اللاعبين بالبيض والبويا فى المباراة الأخيرة. وأكد حسام حسن أنه يعمل فى ظل إمكانات محدودة، مشيراً إلى أن راتبه وجهازه لا يتعدى 7٪ من راتب جوزيه، ومع ذلك فهو يعمل حباً فى جماهير الزمالك والتى طالبها بأن تسعد بإعادة بناء فريق قوى قادر على حصد البطولات. وعن القراءة الفنية للمباراة قال حسام حسن إنه استغل عشوائية أداء الأهلى فى بداية اللقاء ونجح فى فرض سيطرة الزمالك على جميع مجريات الأمور، وأنه اضطر لتغيير شيكابالا بعد تعرضه للإصابة كما دفع بهانى سعيد بعد أن أصبح الأهلى كالجريح لإحراز هدف التعادل، وهو ما كان يستلزم التأمين الدفاعى، وأكد أن فرصة الزمالك فى الفوز بالدورى مازالت قائمة، وقال حينما كان الفارق سبع نقاط لصالح الزمالك كان الإعلام يردد أن الدورى مازال فى الملعب فلماذا يرددون أنه حسم رغم أن هناك ثلاث جولات متبقية.
ومن جانبه، انتقد إبراهيم حسن، مدير الكرة، لاعبى الأهلى، وقال إنهم افتقدوا الروح الرياضية أثناء الهجمة التى أحرز منها الفريق هدف التعادل، مؤكداً أن الأهلى لا يستحق التعادل لأن فريقه كان الأفضل طوال المباراة، والتمس العذر لشيكابالا فى ثورة غضبه بعد تعرضه لضغوط كبيرة من جماهير الأهلى ومهاجمته طوال المباراة، ورفض بشدة توقيع غرامة على أى لاعب وقال: من يستحق العقاب هو حسام عاشور وعماد متعب.
ومن جانبه، أرجع هانى سعيد انفعاله إلى قيام حسام عاشور بسبه وقذفه بوالدته، وأنه لم يتمالك نفسه عقب انتهاء المباراة، وحاول الاشتباك مع لاعبى الأهلى، خاصة أنهم واصلوا استفزازهم لشيكابالا، فيما برر عمرو الصفتى هجومه على عماد متعب ودفعه أثناء دخوله غرفة خلع الملابس لتوجيهه إشارات مستفزة لجمهور الزمالك.
وكان الممر المؤدى إلى غرفة خلع الملابس قد تحول إلى ساحة حرب، وحاول هانى سعيد وشيكابالا ومحمد يونس دخول غرفة خلع ملابس الأهلى، وقام الأمن، بمساعدة حسام وإبراهيم حسن وعبدالواحد السيد ومحمد يوسف باحتواء غضب اللاعبين.