يبدو أن لعنة كأس العالم ( الإفريقي النكهة ) لن ترحم المنتخبات الاوروبية الكبيرة أبدا هذه المرة ، فبعد خروج مهين لبطل العالم ووصيفة ( إيطاليا و فرنسا ) من الدور الأول للمرة الاولى فى التاريخ ، جاء الدور على المنتخب الإنجليزى ليغادر البطولة من دور الـ 16 عقب هزيمة هى الأثقل فى تاريخه بكؤوس العالم ( حيث لم يتعرض مطلقا لهزيمة تفوق فارق الهدفين ) أمام غريمه الألمانى أمس ... ولا تزال معاناة القارة الأوروبية مستمرة فى تلك الكأس غريبة الأطوار !
وكالعادة ، فإن الصحف الإنجليزية سارت على درب مثيلتها فى فرنسا وإيطاليا ، وصبت جام غضبها على فريقها المتخاذل من وجهة نظرها – وهى محقة – بعد أن قدم عروض أقل ما يقال عنها انها سيئة وغادر البطولة كعادته فى أغلب مشاركاته بدون أن يترك أى بصمة وطالبت برحيل "كابيللو" بعد تلك الهزيمة الاخيرة التاريخية ، وجاءت بعض عناوين الصحف هناك عصبية وعنيفة للغاية ..
صحيفة "ذي صن" الأكثر مبيعا في إنجلترا عنونت على صفحتها الأولى "خذلتم بلدكم"، مضيفة "لقد قدمنا كرة القدم إلى العالم، لكن منذ عام 1966 يرفض العالم إعادتها إلينا"، في إشارة إلى اللقب الوحيد الذي أحرزته إنجلترا في هذه البطولة حين استضافتها على أرضها. .. وبسخرية تامة، تابعت الصحيفة تعليقها "فشلنا أمس في أداء مثير للشفقة فشلا ذريعا في انتزاع المبادرة من منتخب ألمانيا".
من جهتها، كتبت صحيفة دايلي مايل "المدرب فابيو كابيلو ولاعبوه وجهوا إحدى أكبر الإهانات في تاريخنا الرياضي"، أما صحيفة التايمز فقالت "لعب منتخب إنجلترا ثلاث مباريات كارثية من أصل أربع ، فشل اللاعبون في تسجيل الأهداف ودافعوا كالأغبياء، وكابيلو يتحمل المسؤولية".
وتطرقت الصحف الانجليزية إلى الهدف الذي سجله "فرانك لامبارد" في الشوط الأول ولم يحتسبه الحكم الأوروجوياني (خورخي لاريوندا) حين ارتطمت الكرة بالعارضة ثم اصطدمت بالأرض خلف خط المرمى. وقالت "دايلي مايل" في هذا الصدد "أن الحكم ومساعده كانا الشخصين الوحيدين في الملعب اللذين لم يعتقدا بأن الكرة اجتازت خط المرمى".
لكن معظم الصحف اعتبرت أن خطأ الحكم لم يؤثر كثيرا على نتيجة المباراة إذ أشارت إلى أن المنتخب الانجليزي كان سيئا جدا, حيث أشارت "ذي صن" إلى أن الهدف غير المحتسب "ليس عذرا لأداء منتخب الأسود التي بدت بلا أنياب وكأنها قطط", في حين أوضحت "تايمز" أنه "سُرِقَ من انجلترا هدف ولكن ليس النتيجة, وأنها تستحق الخسارة". ... وأعادت كرة لامبارد الجدل حول اعتماد تكنولوجيا الفيديو لتجنب أخطاء مماثلة في المستقبل.
الجدير بالذكر أن الإيطالى ( فابيو كابيللو ) هو ثانى مدير فنى أجنبى فى تاريخ الكرة الإنجليزية بعد السويدى ( جوران آريكسون ) ولم يحقق كلاهما النجاح المنتظر ... وأعلن كابيلو في المؤتمر الصحافي أمس انه "لن يستقيل من منصبه, لكنه سيبحث بمستقبله على رأس الجهاز الفني للمنتخب مع الاتحاد الانجليزي للعبة".