الخل، والمشروبات الغازية، وأغطية الرأس، والحجارة، والغاز المسيل للدموع، وهتاف «الشعب يريد»، والحلقات السياسية، وبث الأخبار عبر التليفونات المحمولة، والمتاريس الحديدية، مشاهد تكررت بتفاصيلها كما جرت يوم 25 يناير الماضى، فى أحداث ميدان التحرير التى نشبت، الثلاثاء، فى الساعة الثامنة والنصف من مساء الاثنين الماضى، تحول الميدان إلى ثكنة عسكرية، وامتلأت جنباته بسيارات الأمن المركزى، وفرق مكافحة الشغب، فى مشهد يعيد أجواء اليوم الأول للثورة، وفى دقائق معدودة، أغلقت المحال التجارية أبوابها، وانصرف المارة تحسبا للمصادمات بين أسر الشهداء وبعض شباب الثورة من جهة، وقوات الأمن من جهة أخرى، ما دعا أصحاب محال وأكشاك المواد الغذائية لعرض كميات كبيرة من المشروبات الغازية التى يستخدمها المتظاهرون فى الحد من تأثير الغاز المسيل للدموع أمام المحال.
استخدم الأمن الآليات القديمة نفسها لفض التجمعات، ومع إطلاق أولى قنابل الغاز المسيل للدموع من شارع محمد محمود المجاور لمبنى الجامعة الأمريكية، ارتفع سعر المشروبات الغازية إلى الضعف، بسبب قدرتها على تهدئة حساسية والتهاب العين نتيجة الدخان الكثيف، وألقى العديد من ساكنى الشقق المطلة على الميدان البصل وعبوات الخل من الشرفات بكميات كبيرة لمساعدة المحتجين فى التغلب على تأثير الغاز. ومع استعانة قوات الأمن بالحجارة لتفريق التجمعات، ظهرت أغطية الرأس البلاستيكية مع العديد من الشباب لحمايتهم، وزادت أعداد المتظاهرين من أسر الشهداء وشباب الائتلافات والحركات السياسية فى الميدان، وكثف الأمن من إلقاء القنابل المسيلة للدموع، فهتف الشباب: «الشعب يريد تغيير الحكومة».
وفى الساعة الثانية من صباح الأربعاء، تشكلت داخل الميدان حلقات نقاشية حول أسباب الدعوة للاعتصام، وتحديد أهداف التظاهر، واستخدم الشباب التليفونات المحمولة لبث أخبارهم عبر الرسائل النصية، ومواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر».