وتحول الأخطبوط "بول" الذي يعيش في متحف الأحياء المائية بمدينة أوبيرهاوزن الألمانية، إلى أحد أشهر نجوم المونديال بعد أن صدقت جميع توقعاته لنتائج مباريات البطولة، وكان آخرها التكهن بفوز إسبانيا على ألمانيا في مباراة الدور نصف النهائي.
وتعتمد طريقة التوقع على وضع الأخطبوط أمام صندوقين يحتويان على طعام وبداخل كلاهما علمين لكلا المنتخبين المتنافسين، ويختار "بول" الصندوق الذي يحمل علم الدولة التي يرشحها للفوز.
وبنفس الطريقة فضل الأخطبوط التوجه الى لحم الرخويات المثبت في علم إسبانيا في إشارة لتكهنه بفوز الماتادور بالمباراة وبالكأس، كما اختار ألمانيا للفوز بمباراة تحديد المركز الثالث غداً أمام أوروجواي.
ويشار إلى أنه منذ انطلاق مونديال جنوب أفريقيا في 11 يونيو الماضي، صدقت جميع تكهنات هذا الأخطبوط بنسبة 100%.
وتصدرت توقعات "بول" عناوين أشهر الصحف الألمانية والعالمية، حتى أن التليفزيون الألماني ينقل على الهواء مباشرة عملية اختياره للعلم.
يشار إلى أن "بول" يبلغ من العمر عامين ونصف ويزن 700 جرام، ولد في إنجلترا قبل أن ينتقل إلى متحف الأحياء البحرية في برلين.
وتساءل البعض كيف تصح توقعات حيوان بحري تصفه الأبحاث العلمية بمحدود الذكاء لنتائج مباريات دولية، في حين لم تصح ترجيحات معظم خبراء اللعبة، خصوصاً الذين وصفوا منتخب ألمانيا بأنه جرار ولن تكون مباراته مع نظيره الإسباني يوم الأربعاء الماضي سوى نزهة في المونديال، فإذا به يخرج مهزوماً كما توقع الأخطبوط قبل المباراة بأكثر من 30 ساعة؟.
ودلّت أبحاث وتجارب علمية أن الأخطبوط ينجذب إلى الشكل الأفقي أكثر من العمودي، كما ينجذب إلى الحدة واللمعان والوهج الصادر عن اللون، من دون أن يتمكن من رؤية اللون نفسه بالضرورة، لأنه لا يرى معظم الألوان.
إلى جانب أن هذا الحيوان "الأذكى" بين اللافقاريات مع أن الخالق ميزه بأن جعل له 3 قلوب في جوفه بدلاً من واحد، يميل بطبعه إلى النظر يميناً، فيتجه إلى المكان الذي رآه أولاً، أي حيث الجهة اليمنى، مع أن قدرته على التمييز فائقة، بحسب ما أكدته تجارب وأبحاث علمية أهمها لاثنين من العلماء الطليان، قاما في 1992 بأهم أبحاث وتجارب على الأخطبوط، وهما «غازيانو فيوريتو» و«بييترو سكوتو»، إضافة الى البروفيسورة والمحاضرة في علم المحيطات بجامعة بانغور في مقاطعة ويلز البريطانية، «شيلاغ مالهام». و«جانيت فوات»، وهي عالمة باللافقاريات البحرية وناشطة مع متحف الطبيعيات والأحياء في شيكاغو.
ولأن علم ألمانيا الملصق على الصندوق يتميز بخطوط أفقية ألوانها حادة بعض الشيء، وليس فيه أي خط عمودي، وكان يتم وضعه دائماً الى الجهة اليمنى، فإن بول كان يتجه دائماً اليه ليأكل منه بطبيعة الحال، تماماً كما فعل قبل يوم من مباراة ألمانيا التي فازت فيها على أستراليا ثم مباراتها التي فازت فيها على غانا. ثم توقع فوزها على انجلترا وعلى الأرجنتين. كما توقع هزيمتها مع صربيا أولاً ومع اسبانيا أخيراً، عبر اختياره تناول الطعام من صندوقي هاتين الدولتين لا من الصندوق الألماني.
وفي علم صربيا وكذلك في علم إسبانيا خطوط أفقية كما في العلم الألماني، لكن حدة ألوانهما أقوى وتبث وهجاً ولمعاناً أشد مما تبثه ألوان العلم الألماني الخافتة. ويكفي النظر الى صور أعلام الدول التي لعب الألمان مع منتخباتها للتأكد من صحة ما تقوله الأبحاث عن الأخطبوط وتطبيقها على ما فعله بول المعرض الآن لأخطار وتهديدات ارهابية من غاضبين منه في ألمانيا لتوقعه هزيمتها مع صربيا، ثم مع اسبانيا، الى درجة طالبوا بشيه على النار أو رميه إلى أسماك القرش للتخلص من شؤمه على الألمان، خصوصاً أنه ليس ألماني الجنسية بل مولود قبل 4 سنوات في مقاطعة ويموث بإنجلترا، أي أنه عجوز ونهايته الطبيعية اقتربت.
والأخطبوط المتوافر منه في البحار بين 200 إلى 250 نوعاً، هو حيوان استمد اسمه من شكله، فمعنى اسمه 8 أقدام، أو "أكتوبوس" بلغة اليونان الأغريق القدماء، لأن له 8 أذرع، هي مجسات للاستشعار.
ولرقم "أوكتو" استخدامات كثيرة في التاريخ بشكل خاص أشهرها أنه كان يعني الشهر الثامن في التقويم الروماني القديم، وهو عندنا العاشر في العصر الحديث، أي أكتوبر.
من جانبه قام الطاهي الإسباني الشهير، خوسيه أندريس، بإلغاء أطباق أسماك الأخطبوط من قائمة الطعام التي تقدمها مطاعمه في الولايات المتحدة تكريما للأخطبوط "بول" الألماني بعد ما صدقت توقعاته بفوز المنتخب الإسباني على الألماني.
وكان أندريس قد أعلن على شبكة "تويتر" الاجتماعية أنه لن يقدم أطباق الأخطبوط في مطاعمه إذا صدقت تنبؤات "بول"، وأكدت بالفعل مصادر من شركة أندريس أن الطاهي سيفى بوعده ولن يستطيع أي زبون تذوق أطباق الاخطبوط التي تقدمها مطاعمه حتى ينتهي المونديال.
وكان قد تم استخدام بول في كأس الأمم الأوروبية 2008، حيث نجح بتوقع نتائج 4 من أصل 6 مباريات خاضتها ألمانيا.