ناس تستغيث: «إلحقونا هنغرق».. وآخرون يجرون في اتجاه الشارع، وآخرون يقفزون من أعلى المركب هربًا من موت محقق، كما ظنوا، وسكان عمارات يطلون في فزع على هذا المشهد الذي كان وقت «عصاري»، وبمرور دقائق وصل مدير أمن الجيزة، ولفيف من عناصر المباحث الجنائية، أمام المركب النيلي بمنطقة الدقي بالجيزة، والمكون من طابق أرضي كائن به ديسكو ومطعم «روبي»، يعلوه طابقان بهما صالتي كمال أجسام «جولدز جيم» الأمريكي، حسب روايات عاملين بالمركب وأعضاء بالجيم.
كان مايكل الجامد، كما يعرف، أحد العاملين في الجيم بالطابق الثاني، المُصاب الوحيد في حادث غرق المركب الجزئي، ونُقل عقب إنقاذه وهو داخل المركب والمياه تحيط به من قبل قوات الحماية المدنية والإنقاذ النهري، إلى مستشفى العجوزة، وقال في اتصال هاتفى لـ«المصرى اليوم» إنه أصيب بجروح طفيفة جراء قفل باب الجيم على يده، وتم إنقاذه خلال عملية الإخلاء التي قامت بها قوات الإنقاذ والمياه تغرق الديسكو بالطابق الأرضي وتقترب من مكانه بالطابق الثاني، وتمكنت القوات من انتشال جثمانه «بعدما رأى الموت»، وعقب تماثله للشفاء عاد إلى منزله.
ركن عامر عيد، الشاب الثلاثيني، سيارته بمحاذاة الرصيف المجاور للمركب كعادته، وما إن هم بالتوجه للجيم فوجئ بعدد كبير من الشباب يفرون من المركب تجاه الشارع، وهناك آخرون يستغيثون ويطلبون العون للحاق بنظرائهم الفارين، يقول عن ذلك: «حمدت ربنا إني مدخلتش المركب، ممكن كنت أصاب، منظر الناس أصلاً رعبني، خلاص حسينا أن المركب كله في طريقه للغرق، فكان الصراع داخل المركب بين حياة أو موت».
بالمنطقة التي يتواجد بها المركب، يوجد مقر سفارة دولة السعودية ونادي نهري لشركة المقاولون العرب، وهناك شرطة تتواجد على مدار اليوم، فسرعان ما حضرت أجهزة الأمن إلى مكان المركب الغارق، ليستغيث الشاب «مايكل» لتتمكن قوات الحماية المدنية من إنقاذه حسب عامر.
وقت غرق المركب تواجد العشرات داخله بجميع طوابقه، فالجيم يفتتح في الـ5 فجرًا حتى 12 منتصف الليل، لم يتبين لأحدهم إن المركب في طريقه للغرق، سوى بعد صراخ العاملين بالديسكو بالطابق الأرضي، هنا انتبه زهير مصطفى، وغيره من رواد الجيم، إلى حجم الخطر، وهم يطلون إلى المياه من سطح المركب، ليجدوا الطابق الأرضي يغوص تمامًا بالماء، وعلى وشك أن يلحق به الطابقان الآخران، إذ كان المركب على حد قوله: «يرقص بنا ويتمايل يمين وشمال.. حركتنا كانت صعبة».
يتهم «زهير» إدارة الديسكو بالتسبب في الحادث، وتعريض حياتهم إلى الخطر: «في شهر رمضان الماضى جابوا رخام وبلاط جديد، وعملوا صيانة لصالة الرقص، ونتيجة الأعمال دي هبطت المركب»، ليشير إلى أن ديسكو «روبي» افتتح خلال عيد الفطر المبارك، ومنذ ذلك الحين وهم يشعرون بالخطر داخل الجيم.
المركب يمتلكه رجل الأعمال عبدالسلام رجب، وقبل 25 عامًا، استأجر مجموعة أشخاص الطابق الأرضي ليعمل كـ«ديسكو»، والطابقان الآخران استأجرتهما شركة «جولدز جيم» الأمريكية، وفقًا لكابتن رفيق عمر، من إدارة الجيم.
وانتقل فريق من نيابة الدقي برئاسة المستشار عمر شاهين، إلى مقر المركب، لإجراء المعاينات اللازمة، وطلبت النيابة تحريات أجهزة الأمن واستدعاء أصحاب «جولدز جيم» و«الديسكو» الغارق، بعدما اتهم مسؤولو «جولدز جيم»، صاحب الديسكو بالتسبب في غرق العوامة.
وأنقذت قوات الإنقاذ النهري بالجيزة المتواجدين داخل المركب، بعد تسرب المياه بالطابق الأرضي بالمركب.
وتبين من خلال المعاينة أن الطابق الأول مخصص لمطعم وديسكو يدعي ruby تسربت إليه المياه بالكامل، وهبطت وسط النيل، وتواصل قوات الإنقاذ النهري عملها.