تراجعت قوات الشرطة منسحبة، من شوارع محمد محمود ومنصور والفلكي، حتى تقاطع شارعي منصور والشيخ ريحان، لتتحصن وراء المدرعات في محيط مبنى وزارة الداخلية، وتغلق الطرق المؤدية إليها. وظهرت مدرعتان للقوات المسلحة أمام مبنى وزارة الداخلية
ومع انسحاب الأمن، تدفق عشرات المتظاهرين نحو مبنى الوزارة ليحاصروها من ثلاث جهات، مطالبين بمحاسبة «قتلة الثوار»، ومؤكدين تضامنهم مع أهالي الشهداء، وردت قوات الشرطة عليهم بالمزيد من القنابل المسيلة للدموع، مما تسبب في إصابة العديد من المتظاهرين بجروح وحالات اختناق شديدة.
وكانت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين قد اندلعت بعد انتشار أنباء اعتداء عدد من قوات الشرطة على بعض أهالي الشهداء، واعتقال عدد منهم، فيما تدفق لميدان التحرير مساء الثلاثاء، آلاف المواطنين محتجين على «بطء محاكمة قتلة الثوار، وترك الضباط المتهمين في قضايا قتل المتظاهرين في مناصبهم» ومطالبين بضم الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى وزير داخليته حبيب العادلي في قضية قتل المتظاهرين خلال الثورة باعتباره «رئيس المجلس الأعلى للشرطة، وصاحب أوامر إطلاق النار».
ونجح المتظاهرون في استعادة ميدان التحرير من قبضة قوات الأمن المركزي المزودة بالمدرعات، بعد أن أغلقت قوات الشرطة الميدان لفترة تحت ستار من قنابل الدخان والقنابل المسيلة للدموع، وإطلاق الرصاص المطاطي على المتظاهرين مما تسبب في سقوط عشرات الجرحى بين المتظاهرين الذين ردوا على قنابل ورصاص الشرطة المطاطي، بإلقاء الحجارة.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت سحب قواتها من ميدان التحرير في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، إلا أن القوات ظلت في أماكنها في شارعي قصر العيني ومحمد محمود المؤديان للميدان، وواصلت قوات الأمن الاشتباكات مع المتظاهرين.