أسرة «طفل العياط»: ابننا اتخنق ولم ينتحر بسبب «التنمر»

كتب: مصطفى السيد الأحد 07-07-2019 23:34

بعد انتهاء يومه الدراسى فى مدرسة كفر تركى الإعدادية، اعتاد «إسلام» العودة إلى منزله ليتناول وجبة الغداء مع أسرته، ثم ينطلق بعد أذان العصر ليسوق الماشية التى يمتلكها والده ويتوجه بها إلى أرضهم الزراعية، ثم يعود بها بعد غروب الشمس إلى منزله.

لم يكن «إسلام»، 13 عامًا، يقضى وقت فراغه فى اللعب مثل بقية زملائه فى المدرسة أو أقرانه فى القرية، إذ كان يحب تحمل المسؤولية مع والده، الذى يعانى ضعف السمع وصعوبة النطق، ولذا كان «إسلام» يحظى بتقدير أهالى القرية.

الأربعاء الماضى كان يومًا حزينًا على قرية كفر تركى التابعة لمدينة العياط فى محافظة الجيزة، إذ لقى الطفل «إسلام» مصرعه أثناء تواجده فى الأرض الزراعية المملوكة لوالده، خلال لعبه على «المرجيحة»، التى صنعها لنفسه ليستغل فترة تواجده فى العمل فى الأرض الزراعية ويلهو بعض الوقت، لكن المرجيحة تحولت إلى مشنقة أودت بحياته.

وتلقى اللواء مصطفى شحاتة، مدير الأمن، إخطارًا بالعثور على طفل مشنوقًا فى قطعة أرض زراعية بقرية كفر تركى، وفوراً انتقلت قوة أمنية، برئاسة المقدم أحمد صبحى، رئيس مباحث العياط، والرائد إمام شعلان، رئيس مباحث نقطة المتانيا، وتبين أن الجثة لطفل يُدعى «إسلام. م»، 13 سنة، وبالفحص ومعاينة مسرح الجريمة، كشفت التحريات عدم وجود شبهة جنائية فى الحادث، وأن الطفل تُوفى مختنقًا بحبل «المرجيحة».

انتقلت «المصرى اليوم» إلى القرية، والتقت بأفراد أسرة الضحية، الذين تحدثوا عن تفاصيل يوم الحادث، الذى وقع فى قرية بسيطة، تبعد حوالى ساعتين عن القاهرة، إذ توجد على أطراف محافظة الجيزة، وتفصلها دقائق بسيطة عن محافظة بنى سويف.

وداخل منزل بسيط من طابق واحد، كان يعيش إسلام محمد مع أسرته، التى تتكون من 6 أفراد، والديه وجدته، وشقيق أكبر وآخر أصغر منه سنًا.

وتقول والدة «إسلام» إن ابنها كان مختلفًا عن كل الأطفال الموجودين فى القرية، إذ كان دائمًا يساعد والده فى العمل، ولم يكن مثل غيره مهتمًا باللعب.

وتضيف: «كان كل اللى بيفكر فيه هو إننا نهد البيت، ونبنى واحد جديد علشان خاطر أخوه الأكبر منه يتجوز فيه.. كان دايمًا بيقول لى: يا ماما عايز أفرح بأخويا الكبير، ونبنيله دور فى البيت بعد ما نهد علشان يتجوز فيه، ويبقى عندنا بيت حلو».

وأشارت إلى أن «إسلام» كان قد صنع لنفسه «مرجيحة» فى شجرة كبيرة داخل الأرض يلعب عليها بعد انتهائه من أعمال الأرض.

وفى منزل عم «إسلام»، والذى يبعد حوالى 10 دقائق عن منزل والده، كان والده يجلس برفقة شقيقه، وقال- دامعًا، حاملًا صورة «إسلام»: «ابنى كان تفكيره وكلامه أكبر من سنه بكتير، كان صاحب واجب، وبيفهم فى الأصول، والناس كلها بتحبه.. ابنى كان سندى فى الحياة.. سمعنا فى الأخبار إن (إسلام) انتحر علشان طريقة كلامه مش كويسة، وإن ده دخّله فى حالة نفسية وحشة خلِّته ينتحر، لكن الكلام ده غير صحيح، ابنى كان طبيعى جدًا، واللى حصل إنه كان بيلعب على المرجيحة والحبل لف على رقبته ومات».

وأضاف الأب، عن تفاصيل يوم الحادث: «كل يوم متعود أصلى المغرب، واستنى (إسلام) على الطريق وهو راجع من الأرض، لكن يوم الأربعاء، خلصت الصلاة، واستنِّيته، لقيته اتأخر قوى، سألت الناس، قالولى إنه قال لهم: شوية وهرجع البيت، لكن مارجعش».

وتابع: «لما الوقت اتأخر أكتر، رُحت الأرض بتاعتنا، لقيت المواشى موجودة، وبنادى عليه ما ردِّش، قلت ممكن يكون راح فى مكان، ورحت أفك المواشى علشان أروَّحها، لقيته متعلّق فى الشجرة اللى فى الأرض.. الصدمة خلِّتنى مش عارف أعمل إيه، غير إنى لقيت حد جارى فى الأرض ناديته يساعدنى إننا نفكه وننزِّله، بس كان خلاص مات، وجارى كلّم الناس فى البلد، وبلّغوا المباحث».