قالت مصادر بالشرطة العراقية ومصادر طبية إن 4 قنابل انفجرت في منطقتين تسكنهما أغلبية شيعية في بغداد، الخميس، مما أسفر عن مقتل 29 على الأقل وإصابة عشرات آخرين وسط تصاعد المخاوف من تجدد الصراع الطائفي في العراق.
وذكرت المصادر أن 10 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 37 آخرون في حي مدينة الصدر بشمال شرق بغداد، حين انفجرت قنبلة كانت مثبتة في دراجة نارية متوقفة وأخرى مزروعة بأحد الطرق في الحي نفسه.
وقالت الشرطة: «إنها عثرت على قنبلتين أخريين وأبطلت مفعولهما».
وقال ضابط شرطة في مكان الهجوم: «كانت هناك مجموعة من عمال اليومية تقف في انتظار الحصول على فرصة عمل، وأوقف شخص دراجته النارية الصغيرة في مكان قريب، وبعد دقائق معدودة انفجرت، مما أسفر عن مقتل البعض وإصابة آخرين واحتراق بعض السيارات».
وتناثرت بقع الدماء في كل أنحاء المكان الذي انفجرت به الدراجة النارية، وأحدث الانفجار فجوة في الأسفلت كما تناثرت أدوات البناء والأحذية.
وأظهر تسجيل فيديو لـ«رويترز» من مستشفى في مدينة الصدر، غرفة الطوارئ وهي مزدحمة بالمصابين وأقاربهم. وجلس رجل على الأرض وهو يحتضن أخاه وأخذا يبكيان أختهما، التي قتلت في أحد الانفجارين.
وقالت المصادر: «إن انفجارين آخرين وقعا في حي الكاظمية بشمال غرب بغداد وتسببا في مقتل 15 على الأقل وإصابة 32 آخرين».
وقال أحمد معاطي وهو شرطي في الكاظمية: «ناس تركض هربا من الانفجارات وناس تركض باتجاه الانفجار (للبحث عن ذويهم). أصبح المنظر مثل مسرحية.. ناس تبكي وناس تصرخ وناس تسقط».
وأظهرت إحصاءات لوزارة الصحة أن عدد الضحايا في حي مدينة الصدر بلغ 13 قتيلا و32 مصابا وفي الكاظمية 16 قتيلا و36 مصابا.
ووقع هجوم آخر بجنوب العراق وقال قصي العبادي، رئيس المجلس البلدي بالناصرية، إنه كان هجوما انتحاريا استهدف زوار شيعة، وأدى إلى مقتل 30 شخصًا وإصابة 70 آخرين على الأقل.
وقال «العبادي» ومصادر أمنية محلية: «إن الهجوم وقع عند نقطة تفتيش للشرطة إلى الغرب من الناصرية على بعد 300 كيلومتر جنوب شرقي بغداد».
وتفجرت في 19 ديسمبر أسوأ أزمة سياسية منذ عام، عندما سعى رئيس الوزراء الشيعي، نوري المالكي، لاعتقال طارق الهاشمي، النائب السني لرئيس البلاد، وطلب من البرلمان عزل صالح المطلك النائب السني لرئيس الوزراء، بعد أن انسحبت القوات الأمريكية لتوها من العراق. وأسفرت تفجيرات في 22 ديسمبر بمناطق تغلب الشيعة على سكانها ببغداد عن سقوط 72 قتيلا.
وعن تفجيرات الخميس، قال قاسم الموسوي، المتحدث باسم مركز عمليات بغداد: «من المبكر أن نشير بأصابع الاتهام إلى جهة معينة حتى نستوضح بعض الأمور المكملة للتحقيقات».
وأضاف: «نحن في ساحة معركة مع الإرهابيين ومع التكفيريين ومع أعداء العملية السياسية. فنحن لا نعتبرها مفاجأة لنا أو شيئا غريبا».
وقال «الموسوي»: «إن عدد المصابين في هجومي مدينة الصدر 33 في حين أصيب 29 في هجومي الكاظمية، مضيفا أنه لا تتوفر لديه أرقام للقتلى».