«العتبة والموسكي» نيران لا تنتهي.. والخسائر بالملايين

كتب: يسري البدري, حسن أحمد حسين الإثنين 01-07-2019 23:39

يشهد موسم الشتاء كل عام بعض البلاغات عن حدوث حرائق، ولكنه يمر دون مشاكل.

أما موسم الصيف، فيشهد بلاغات كثيرة تتلقاها الإدارة العامة للحماية المدنية، تصل لـ100 بلاغ يوميا، حسب روايات مصادر من داخل الإدارة بإجمالى 3 آلاف حريق شهريًا.

تشهد منطقتا العتبة والموسكى غالبية تلك الحرائق بسبب عدم وجود تراخيص لمعظم المحال التجارية الموجودة بالمنطقتين، وبالتالى عدم وجود احترازات أمان ضد الحرائق، ويحتاج الانضمام للعمل بالإدارة لضباط بمهارات، خاصة نظرًا لصعوبة وطبيعة العمل في مجال الحماية المدنية.

وعن أسباب انتشار الحرائق في الصيف، قالت مصادر في الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة إنها ترجع إلى التوصيلات الكهربائية العشوائية، وكثرة استخدام المكيفات،وتشغيلها لفترات طويلة على مدار اليوم، ما يتسبب في حدوث ماس كهربائى يمتد إلى الغرف والبيوت والمحال التجارية، وهو ما حدث في منطقة سوق الخصار بالعتبة، منذ أيام عندما تسبب ماس كهربائى في حدوث حريق نال من عدد كبير من المحال التجارية. وأضافت المصادر أن ارتفاع درجات الحرارة يتسبب في حرق بعض المنتجات التي لا تحتاج لدرجة حرارة عالية مثل «الحراير والورق والقماش»، لأن الحرارة المرتفعة مع المادة تسبب اشتعالا خاصة في أماكن التخزين السماوى أي الأماكن المفتوحة دون غطاء أو سقف والتى تظل داخل مخازن مكشوفة للشمس.

وعن أرقام المحاضر التي يتم تحريرها على مدار الشهر فيما يتعلق بالحرائق والتى تتعامل معها الإدارة العامة للحماية المدنية، قالت المصادر: «نستقبل 100 بلاغ يوميا وهذا رقم تقريبى أي أن عدد البلاغات يقترب من 3 آلاف بلاغ يتعلق بالحرائق بأنواعها شهريا، والإدارة تتعامل مع بلاغات أيضا في الشتاء بسبب الدفايات، والضباط والأفراد مستعدون للتعامل مع الحرائق بانواعها وعلى مدار الساعة ولا يغفلون بلاغا دون التحرى والتعامل معه أيا كانت المسافة ونوع البلاغ». وتابعت المصادر أن انتشار الحرائق بكثرة في منطقتى العتبة والموسكى لكثرة المخازن العشوائية ومخلفات القمامة وعدم توافر عناصر الحماية المدنية وعدم وجود وسيط إطفائى بتلك المناطق، وغياب التراخيص الذي يتسبب في قيام الإدارة بحملات توعية للمواطنين بأخطار الحرئق وكيفية تفاديها، وهذا يحدث في المدارس والكليات والمصانع وكذلك في معاهد تدريب للمدنيين.

وواصلت المصادر حديثها لـ«المصرى اليوم» قائلة: «ضابط الحماية المدنية يدخل الإدارة برغبته ودون إكراه من أحد وبعد اختياره يتم تأهيله ولكن يشترط في الضابط الذي يرغب في الانتماء للحماية المدنية أن يكون صغير السن ويتمتع ببنيان معين حتى يستطيع تحمل العمل الشاق لمواجهة جميع البلاغات التي تحتاج إلى جهد خطير في مواجهة الدخان والنيران فضلا عن الأماكن المرتفعة التي تحتاج لمجهود خاص في التعامل».

وعن تأمين المطارات والموانئ المصرية من الحرائق قالت المصادر: «لدينا سيارات مخصصة بمواصفات خاصة للتعامل داخل هذه المقار الحيوية لديها القدرة على المكافحة وتعمل وتسير بالريموت بدون تدخل البشرى ولها مدفع لضخ المياه لمسافات كبيرة جدا». وطالبت المصادر المواطنين بضرورة الحصول على تراخيص رسمية للمحال التي يعملون بها، وأن تكون البلاغات التي تصل للإدارة صحيحة حتى لا يضيع وقت رجال الحماية المدنية في التحرك لفحص بلاغات وهمية أو ضعيفة. وسبق أن تعرضت منطقة العتبة والموسكى لكوارث مماثلة في سنوات سابقة، ففى يوليو 2018، شب حريق هائل في مول تجارى بحارة اليهود بسبب ماس كهربائى، والتهمت النيران 6 طوابق كاملة، وأسفر الحادث عن إصابة أحد الباعة بحالة اختناق جراء تصاعد الأدخنة وألسنة اللهب، وتم العثور على جثة طفل متفحمة بعد الواقعة بأيام، وتبين أنه كان يعمل في منطقة الحريق.

وفى إبريل 2018، التهمت النيران مصنع أحذية بالموسكى، بسبب إلقاء عامل «عقب سيجارة»، وسط مخلفات المصنع، فأضرمت النيران في المصنع كله، ولم ينتج عن الحريق أي إصابات أو خسائر بشرية.

وفى مايو 2017، تسببت الخلافات الشخصية بين عامل وصاحب محل ملابس في حريق هائل بالموسكى، حيث أقدم الأول على إشعال النيران في المحل مرتكبا جريمته باستخدام البنزين دون أن يراه أحد، ثم عاد ليساعد في إطفاء الحريق مع زملائه لإبعاد الشبهة عنه، قبل أن يفتضح أمره.

وفى مايو 2016، اندلعت النيران في فندق صغير بالموسكى، وامتدت منه إلى 3 عقارات مجاورة، وأسفر الحادث عن فاجعة كبرى انتهت إلى وفاة 3 أشخاص، وإصابة 90 آخرين، بالإضافة إلى احتراق 225 مخزنًا.

وفى الشهر نفسه، أيضا شب حريق في متعلقات الباعة الجائلين بمنطقة الرويعى، وتمت السيطرة على النيران قبل تمكنها من المحال التجارية المجاورة، ما نجم عنه إصابة 5 أفراد. وفى سبتمبر 2015، شب حريق هائل في مخزن للألعاب النارية في شارع جوهر الصقلى، أسفر عن حدوث دوى انفجار ضخم، كما التهمت النار عقارا مجاورا للمخزن قبل السيطرة عليها وإخماد الحريق.