واصل منتخب مدغشقر لعبه لدور الحصان الأسود ببراعة واستحقاق في النسخة رقم 32 من كأس الأمم الأفريقية، وذلك عندما هزم المنتخب النيجيري بنتيجة 2-0 في ختام مباريات المرحلة الثالثة والأخيرة من المجموعة الثانية في المونديال الأفريقي المقام في مصر.
واعتلى منتخب مدغشقر صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط من انتصارين وتعادل، في مشاركة أولى تاريخية أول في كأس الأمم للمنتخب الأفريقي الصغير الشهير ب «باريا» (أحد أنواع الجاموس المشهور في البلاد)، في حين تجمد رصيد النسور الخضر عند 6 نقاط في المركز الثاني.
وسينتظر منتخب مدغشقر في دور الـ16 صاحب المركز الثالث من المجموعة (الأولى، الثالثة أو الرابعة) في الإسكندرية، في حين سيواجه منتخب النسور الخضر صاحب المركز الثاني من المجموعة السادسة في الأسكندرية أيضًا، لكن نسور نيجيريا أصبحوا الآن في طريق محتمل لمواجهة المنتخب المصري المستضيف للبطولة في دور الثمانية في حال تجاوزهم لمنافسهم، ووصول المنتخب المصري لدور الـ16 كمتصدر ترتيب المجموعة الأولى، وتجاوزه للمنافس في ثمن النهائي (ثالث المجموعة الثالثة، الرابعة أو الخامسة).
وقادت الأخطاء الفردية وسوء الحظ المنتخب النيجيري لخسارة غير متوقعة، فتسبب المدافع ليون بالوجون في هدف المنافس الأول الذي جاء عن طريق لالاينا نومينياناهاري بعد 13 دقيقة فقط من بداية المباراة، ثم عزز كاروليس اندريا ماستينور تقدم منتخب «باريا» بهدف ثاني بعد ثماني دقائق فقط من بداية الشوط الثاني نتيجة ضربة ثابتة تغير اتجاهها تمامًا بعد اصطدام الكرة في الحائط البشر ودخول شباك الحارس أكيشوكوا إزنوا.
وعلى الرغم من تخطي سيطرة النسور الخضر على الكرة ل61%، إلا أن المنتخب النيجيري لم ينجح في صناعة سوى 6 فرص للتهديف، ثلثيها عن طريق الظهير الأيسر أولا أينا (2) وثنائي الارتكاز (نديدي وإيتيبو، فرصة من كل لاعب)، وتجلى الإخفاق الواضح لهجوم المنتخب النيجيري المتمثل في ثنائي الأطراف كالو وأحمد موسى، ورأس الحربة أوديون إيجالو، فصنع هذا الثلاثي فرصتين للتهديف فقط (كلاهما عن طريق موسى)، وحاولوا التسديد في 3 مناسبات فقط (من بين إجمالي 12 محاولة تسديد للنسور) بدون النجاح في التسديد على مرمى المنافس، وأكملوا إجمالي 4 مراوغات صحيحة من بين 8 محاولات، وأهدروا فرصة تهديف محققة (عن طريق أحمد موسى)، وخسروا الكرة تحت الضغط في 8 مناسبات، 5 منهم فقط للمهاجم إيجالو.
وقدم منتخب مدغشقر مباراة دفاعية كبيرة، فنجح لاعبو «باريا» في إفتكاك الكرة في 21 مناسبة (مقابل 12 للمنافس)، وقطعوا الكرة في 13 مناسبة (مقابل 4 للمنافس)، وتمكنوا من إخراج الكرة من مناطق الخطورة في 28 مناسبة (مقابل 8 للمنافس)، وهي أرقام منطقية لفريق لم تتجاوز حيازته على الكرة خلال الـ90 دقيقة لأكثر من 38%.
ويتضح براعة منتخب مدغشقر الدفاعية من قلة عدد محاولات فرص منتخب نيجيريا التي وصلت لفرصة واحدة فقط في كل 15 دقيقة لعب (إجمالي 6 فرص في المباراة)، ولم يتعرض مرمى الحارس ملفين أدريان سوى لتسديدة وحيدة فقط، عامل معها بنجاح، على الرغم من وصول محاولات تسديد منتخب نيجيريا إلى 12 محاولة تسديد (8 منهم خارج المرمى، و3 اعترضهم دفاع منتخب مدغشقر).