في صورة لا تختلف كثيرًا عن صورة الطفل السوري «إيلان» الذي عثر على جثته على أحد الشواطئ التركية، بعدما غرفت المركب التي كانت تقل لاجئين سوريين هاربين من جحيم الحرب في بلادهم.
هذه المرة الصورة لأب وطفلته غارقان على ضفاف نهر ريو غراندي، وهو نهر يتدفق من جنوب غرب كولورادو في الولايات المتحدة إلى خليج المكسيك، وهم من بين مهاجرين من السلفادور بدأوا رحلتهم إلى الولايات المتحدة بسبب الفقر في بلادهم، وفقًا لعائلات الضحايا.
ووفقا لصحيفة «البيسا» الأسبانية، فقد هزت هذه الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية، كونها جاءت نتيجة لتصاعد سياسة المهاجرين التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكشفت الصحيفة أن الحادثة المأساوية وقعت بعد ظهر يوم الأحد الماضي، فبعد وصولهما إلى ماتاموروس في المكسيك نهاية الأسبوع الماضي، وجدت العائلة السلفادورية أن المدينة قد انهارت تماما بسبب الهجرة، وكانت رغبتهم في الوصول إلى الأراضي الأمريكية قوية، ولكن طول قائمة الانتظار التي ستقدمها وكالة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية هي ما دفعتهم للمغامرة عبر النهر.
يقول إبراهام بينيدا-جاموم، مراسل الوكالة المحلية: «لدى الكثيرون نظرية أنه إذا كانوا يسبحون، فسيتم منحهم اللجوء، وبدافع من اليأس، يرمون أنفسهم في النهر بدلاً من الانتظار في طوابير الهجرة».
وتسرد زوجة الغريق، أن زوجها ألبرتو مارتينيز ذهب مع ابنته فاليريا لعبور النهر إلى براونزفيل في تكساس بالولايات المتحدة، وعندما عاد لمساعدتها، ألقت الفتاة نفسها في الماء، كان يعتقد أنها تلعب، حاول مساعدة طفلته، وسط صراخ المرأة ويأسها من اجتياز المكان الذي انتهى بها الأمر باستدعاء قوات الأمن في ماتاموروس، وعثر على جثتي القتلى على بعد حوالي 500 متر من المكان الذي فقدا فيه.
ففي الصورة، يمكنك رؤية الفتاة داخل قميص والدها وذراعها على عنق الرجل، تقول إحدى الصحفيات التي شاهدت الحادث: «يبدو أنه في يأس الأن.. وضع الفتاة في القميص حتى لا يفقدها في التيار، وما حدث هو أن التيار أخذهم بعيدًا وغرقوا معًا».
والحادث هو نهاية مأساوية لأسرة كانت تحلم بالهجرة، فبعد مغادرة السلفادور في أبريل، دخلت الأسرة المكسيك عبر المعبر الحدودي في تاباتشولا المكسيكية، حيث مُنحوا تأشيرة إنسانية تسمح لهم بالإقامة القانونية في البلاد أثناء طلبهم للجوء في الولايات المتحدة.
بعد ما حدث، طلب جزء من العائلة التي بقيت في السلفادور مساعدة من رئيس بلادهم نايب بوكيلي لإعادة الجثث إلى الوطن، وقالت ابن عم الأب الغريق: «إنني أطلب منكم سيدي الرئيس، أن يساعدنا على إعادة جثة ابن عمي أوسكار ألبرتو وأنجلي فاليريا الصغيرة، الذين قرروا الشروع في الهجرة إلى الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالموارد النادرة».
وكانت السلطة التنفيذية السلفادورية سريعة في الرد على الطلب، حيث ردت الرئاسة السلفادورية: «نشارككم ألم هذه الخسارة التي لا يمكن تعويضها، ولا ينبغي إجبار أي سلفادوري على مغادرة بلده بسبب قلة الفرص، ونطلب منكم أن ترسلوا لنا رسالة خاصة لبدء إعادة التوطين»ن ولكن في الوقت الحالي، ما زالت أم المتوفى وزوجته في ماتاموروس، في انتظار عودة الجثث إلى بلدهما.
الصورة هي عينة من الدراما التي تعيش في حدود المكسيك، فقد مات في العام الماضي فقط، 283 شخصًا أثناء محاولتهم عبور الحدود، وفي الأسبوع الماضي، تم العثور على 9 أشخاص، بينهم أربعة أطفال، موتى على الحدود مع تكساس.