عم الإضراب الشامل والمسيرات الحاشدة جميع مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة وفى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى الشتات وداخل إسرائيل، أمس، رفضًا لورشة المنامة التى من المقرر انطلاق جدول أعمالها، مساء أمس، فى العاصمة البحرينية لعرض الشق الاقتصادى من خطة «صفقة القرن»، وسط رفض ومقاطعة فلسطينية رسمية وشعبية واسعة، إذ يعتبرها الفلسطينيون «صفة العصر» تشكل بداية لتصفية قضيتهم وضياع دولتهم، وتبحث الورشة جمع حزمة استثمارات تبلغ 50 مليار دولار ينفق أكثر من نصفها فى الأراضى الفلسطينية لخلق فرص عمل لمدة 10 سنوات.
ورفع المشاركون فى المسيرات الاحتجاجية الأعلام الفلسطينية والأعلام السوداء، ورددوا شعارات منددة بورشة المنامة وصفقة القرن، وحملوا نعشا كتب عليه «لا لصفقة القرن»، وخرجت الجماهير الفلسطينية فى الوطن والشتات بمسيرات لليوم الثانى على التوالى، رفضا لـ«صفقة القرن»، وورشة المنامة، ونظم الفلسطينيون فى مختلف مدن الضفة المحتلة والقدس الشرقية وبعض مدن الداخل فى إسرائيل إضرابا شاملا عن العمل، أوقف جميع مظاهر الحياة، تلبية لدعوة من حركة «فتح»، ففى بيت لحم نظم الفلسطينيون على دوار نيسان وسط المدينة وقفة احتجاجية رفعوا خلالها لافتات تندد بورشة البحرين وأحرقوا صورا للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وقابلت قوات الاحتلال تلك المسيرة بالقمع وإطلاق الغاز المسيل للدموع، وانطلقت مسيرة حاشدة وسط مدينة أريحا شارك فيها عدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين، ونظم الفلسطينيون فى رام الله مسيرات مماثلة، وفى نابلس انطلقت مسيرة حاشدة منددة بمؤتمر البحرين، رفعت خلالها الأعلام السوداء والأعلام الفلسطينية، وعمت المسيرات مدن الخليل والقدس المحتلة، وتستمر الفعاليات الاحتجاجية حتى اليوم.
وفى غزة عم الإضراب الشامل مختلف مرافق الحياة، احتجاجا على ورشة البحرين، وأغلقت المحال التجارية والبنوك ومعظم الجامعات والوزارات الحكومية، بما فيها المحاكم، أبوابها، ورفع المشاركون رايات ويافطات سوداء فى شوارع وميادين قطاع غزة للتأكيد على رفض صفقة القرن ومؤتمر البحرين، وشهد القطاع، أمس واليوم، عدة فعاليات ومسيرات ومؤتمرات شعبية بدعوة من الفصائل للتأكيد على رفض الفلسطينيين لكل محاولات تمرير الصفقة الأمريكية، ونظم الغزاويون جولة جديدة من مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود مع إسرائيل، وأكدت «حماس» رفضها مؤتمر البحرين، لأن قضية فلسطين لا ينوب عنها ولا يمثلها سوى شعبنا.
وجاء الإضراب تلبية لدعوة لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية عن إضراب شامل، فى أنحاء القطاع، لتشمل جميع مناحى الحياة، «غضباً فى وجه مؤتمر البحرين، على أن ترفع الرايات السوداء فى الشوارع الرئيسية، وعلى أسطح المنازل وفى الطرقات والأزقة»، كما دعت القوى الوطنية الفلسطينيين بغزة والضفة وفى الأرضى المحتلة عام 48 وفى الشتات للمشاركة بالفعاليات والمؤتمرات المناهضة لمؤتمر البحرين الهادف لتصفية القضية الفلسطينية، وأكدت تنظيم مؤتمر وطنى موازٍ فى القطاع للتأكيد على الموقف الفلسطينى الرافض لصفقة القرن ومخرجاتها.
وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن السبيل الوحيد للسلام والازدهار يكمن فى تجسيد سيادة الدولة الفلسطينية الحرة على أرضها، وإنجاز حقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف فى تقرير المصير والاستقلال وعودة اللاجئين وفقا للقرار الدولى رقم 194، وأوضح عريقات أن تحقيق الحرية والعدالة يمرّ عبر تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولى وليس من خلال الاعتراف بإجراءات الأمر الواقع غير القانونية التى يفرضها الاحتلال على الأرض بالقوة. وجدد التأكيد على الموقف الرسمى الفلسطينى بعدم المساومة على الحل السياسى العادل والدائم، وقال: «إن أى خطة تتضمن عناصر إنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء وجود شعبها مرفوضة سلفاً من الجانب الفلسطينى، وغير قابلة للنقاش أو التفاوض». وعقد فى نيويورك، أمس، مؤتمر الدول المانحة، بهدف حشد الدعم المالى والسياسى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يتبعه اجتماع ومؤتمر آخر فى سبتمبر المقبل، للتصويت على تجديد عمل الوكالة لمدة 3 سنوات أخرى.