للسنة السابعة.. فنانون يجمّلون جدران عمّان القديمة بالأردن بفن «الجرافيتي»

كتب: اخبار الأحد 23-06-2019 23:24

للسنة السابعة على التوالى، قدّم فنانون أردنيون وأجانب في العاصمة الأردنية عمّان، مجموعة من الأعمال الجدارية الفنية الجديدة، والتى مزجت بين جماليات الثقافة المحلية والغربية عبر مشروع فنى بصرى يحمل اسم «بلدك» 2019، وشارك فيه خلال العام الحالى 16 فناناً تسابقوا على رسم لوحات تمحورت حول قيمة الإنسان في بيئته الفنية، والثقافية، والاجتماعية، والتراثية.

وفى قلب أحياء عمّان القديمة ومبانيها الطينية، لا يمكن لزائر شارع خرفان أقدم شوارع عمّان القديمة، والمعروف بمبانيه المشيدّة من الحجر العتيق، ألا يلحظ جدارية تخلّد المعمارية العراقية الراحلة زها الحديد بنظرتها الثاقبة التي رسمتها الفنانة الأردنية ميرامار، وكذلك جدارية نعمت صالح بسيسو (المفتى) للفنان الأردنى صهيب العطار، ليجسد شخصية إحدى رائدات العمل التربوى في فترة الستينيات برؤية بصرية عصرية، حين حوّلت منزل والدها القاضى والسياسى السابق في جبل اللويبدة إلى مدرسة ومنارة علمية صامدة حتى اليوم.

ويقول معاذ السعيد، منظم مشروع «بلدك» البصرى، ومدير برامج في مسرح البلد لموقع CNN بالعربية، إن المشروع انطلق في عام 2013 في مرحلة تجريبية، بمبادرة من مسرح البلد، لغايات «تجميل أحياء عمان» القديمة، ونشر ثقافة فن الجرافيتى، أو فن الشوارع والجداريات، لافتاً إلى أنه بدأ بورشة عمل ليوم واحد في ذلك الوقت، وشهد تطوراً ملموساً حتى موسم 2018 الماضى، الذي تكلّل بمشاركة فنانين أوروبيين، إلى جانب أردنيين للمرة الأولى.

والتقى فنانون أردنيون بفنانين عرب خلال الأعوام 2014-2017 لمشروع «بلدك»، فيما شارك فنانون من ألمانيا، وصربيا، وفرنسا، بالشراكة مع مؤسسات رسمية أردنية، كأمانة عمان التي أسهمت في إصدار موافقات اختيار الجداريات والتنسيق مع أصحاب البنايات، والاتحاد الأوروبى، وشركة ناشيونال للدهانات التي وفرت الألوان اللازمة للرسومات، وشركة مونتانا كانز الألمانية لبخاخات رش الألوان، بحسب السعيد.

ويشارك سنويا بين 13و16 فناناً وفنانة في المهرجان الذي يُقام لمدة أسبوع، فيما شارك في العام 2019 للمرة الأولى 4 فنانين من كولومبيا، إلى جانب فنانين اثنين من فرنسا، واثنين من ألمانيا، و8 فنانين أردنيين.

ويحمل كل موسم فنى فكرة محورية لمختلف الأعمال الفنية، حيث تناولت الأعمال هذا العام فكرة «الشمولية» للمكان، والزمان، والشخصيات لكل عمل. واستطاع الفنان الأردنى يزن مسمار (25 عاماً)، أن يرسم جدارية تحاكى التراث الأردنى، والخيال الجامح، للشخصيات الخارقة على طريقة هوليوود، شحيث جسد امرأة بزى بدوى مزركش على مبنى مكون من 5 طوابق في منطقة جبل عمان.

ويقول مسمار لموقع CNN بالعربية إن مشاركته العام الحالى حملت معها تحديات كبيرة، لسعيه لترجمة الفكرة المحورية المطلوبة، بما يُحاكى بيئته المحلية الشعبية، ممزوجة بخيال الشخصيات الخارقة التي يراها الجمهور في أفلام هوليوود كرموز، على حد قوله.