قال الدكتور رفيق صالح، مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، التابع لجامعة الدول العربية، إن البحث العلمي في الوطن العربي لايزال «ضعيفا»، مقارنة بالبلدان الغربية، لذلك لابد أن تعمل الحكومات العربية على توحيد الجهود وتعزيزها، مشددًا على أن أحد أوليات تطبيق برامج البحث العلمي يجب أن تكون لتحقيق الأمن الغذائي العربي.
وشدد «صالح»، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور سيد خليفة مدير مكتب «أكساد»، بالقاهرة، خلال المؤتمر الرابع لمعامل التأثير العربي، على أن الجامعات والمؤسسات البحثية العلمية في الوطن العربي مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى للإسهام الجاد والفعال في حل المشاكل المختلفة، والتي تشكل عقبات أساسية في طريق تطور المجتمعات العربية، من خلال تحويل المعارف والعلوم المكتسبة إلى مردود علمي يملك قيمة حقيقية على أرض الواقع.
وأوضح مدير «أكساد»، أن البحث العلمي يُعد من أبرز المقومات لتحقيق التقدم والنمو للمجتمعات الحديثة، فهو المحرك الأول للتنمية والتقدم العلمي، وأضحت الحاجة للبحوث العلمية أكبر نظراً للتقدم الواسع في مجالات الحياة المختلفة وما صاحبه من تغير في نمط الحياة البشرية، فأصبح البحث العلمي أكثر أهميةً لما يعكسه من نتائج على حياة المجتمعات ومتطلباتها بهدف تحقيق التنمية والتطور.
وشدد مدير أكساد، على توفير البنية المطلوبة من المعامل والمحطات العلمية المتطورة، والذي يمثل الآن بيت خبرة عربي متقدم، من خلال 13 محطة بحثية في دولة المقر وهي سوريا، ىمزودة بكافة مستلزمات البحث العلمي المتطورة للمحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة والمراعي والغابات والمياه والتربة والأغنام والماعز.
(ومحطتين بحثيتين نباتية وحيوانية في كل دولة عربية لنقل نتائج الأبحاث وتعميمها)، بالإضافة إلى 7 معامل متطورة، و4 مراكز تدريبية مجهزة جيداً لعمليات التأهيل والتدريب، مجمع حي للمصادر الوراثية للأشجار المثمرة الملائمة للمناطق الجافة وشبه الجافة ( الفستق الحلبي- الزيتون- اللوز- الكرمة – التين )، ووحدة لحفظ المصادر الوراثية للقمح والشعير، ومعشبة مركزية لنباتات المناطق الجافة.
ولفت «صالح»، إلى أن إستراتيجية المركز تستهدف ان تكون أولوية العمل في تحويل المناطق الجافة وشبه الجافة من الوطن العربي بمواردها الطبيعية الكامنة والظاهرة، وهياكلها الاجتماعية والسكانية من مناطق هامشية للإنتاج الزراعي والحياة الريفية البدوية، إلى مناطق إنتاجية مستقرة اجتماعياً تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة لبلدانها.
وأضاف أن المركز يعمل وفق إستراتيجية متكاملة لأنشطته وفعالياته، أعدتها لجنة خاصة من كبار المتخصصين العرب بدءاً من عام 2009 ولمدة عشر سنوات، ترتكز على ميثاق استراتيجية العمل الاقتصادي العربي المشترك، وأهداف ومهام المركز والأهداف التنموية للألفية الثالثة وإستراتيجية التنمية الزراعية العربية للعقدين 2005-2025.
وأوضح مدير «اكساد»، ان أنشطة المركز العربي لم تقتصر على إجراء الدراسات والبحوث وتقديم الخبرة والمشورة والتدريب، بل تخطتها إلى العمل كحلقة وصل بين البحوث والدراسات والتطبيق العملي لها، من خلال تطوير منهجيات وأساليب العمل المتطورة لعمليات حصر وتقييم وحماية الموارد الطبيعية الزراعية والحيوانية في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وشدد «صالح»، على أهمية المحافظة على التنوع الحيوي والوراثي العربي الكبير والاستفادة منه في زيادة الإنتاجية، والاستعمال الأمثل للموارد الطبيعية الزراعية من أراض ومياه وثروتين نباتية وحيوانية وتنميتها وتطوير قدراتها الإنتاجية، ونقل وتوطين التكنولوجيا الملائمة للظروف العربية وتعميم التجارب الناجحة التي ثبتت جدواها من الناحيتين الفنية والاقتصادية.
وأكد أن توفير المعطيات العلمية والتطوير بما يُمَكن من التنفيذ الواسع لمهام التنمية الزراعية في المناطق الجافة وشبه الجافة العربية، أحد أولويات العمل العربي لمواكبة تطوير القدرات العربية سواء كانت علمية أو تكنولوجية أو إنتاجية العاملة في مجال التنمية الزراعية والحفاظ على البيئة في المناطق الجافة العربية لتصبح قادرة على النهوض بمهام التنمية في المناطق الجافة وشبه الجافة العربية.