بدأ العد التنازلى لتسليم وتسلم 3 مواقع أثرية عتيقة في الإسكندرية يجرى تنفيذ مشروعات ترميم وتطوير ودرء خطورة لها بتكلفة تقارب 235 مليون جنيه لتعود لها الحياة من جديد بعد توقف أعمال الترميم لسنوات طويلة، بسبب نقص الموارد المالية وثورة 25 يناير.
والمواقع هي المتحف اليونانى الرومانى (أكبر متحف في الوجه البحرى وأكبر متحف متخصص في الحضارة اليونانية الرومانية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط) والمسجل أثرا إسلاميا بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 822 لسنة 1983 بتكلفة مبدئية للمشروع تقدر بـ120 مليون جنيه.
والمعبداليهودى «الياهو هانبى» بتكلفة تقدر بـ100 مليون جنيه، ومشروع خفض المياه الجوفية في منطقة «أبومينا» الأثرية بتكلفة 15 مليون جنيه، وذلك من داخل ميزانية المليار و270 مليون جنيه التي رصدتها الحكومة لترميم 8 مشروعات قومية بعدد من المحافظات.
وقال الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في وزارة الآثار، إنه أجرى جولة ميدانية على الطبيعة أمس لمنطقة آثار أبومينا غرب الإسكندرية والتى تقع على مسطح 987 فداناً ومدرجة على قائمة الآثار المهددة بالخطر لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» وخروجها من القائمة نهائياً بسبب ارتفاع معدل المياه الجوفية التي تغمر المنطقة، خاصة قبر القديس العظيم مارمينا العجائبى ومنطقة الكنائس.
وأشار «مصطفى» – في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»- إلى أن زيارته للمنطقة لمتابعة أعمال رفع الكفاءة وتطهير الآبار نظراً لأهمية المنطقة التاريخية لدى مصر والوزارة فهى الأثر المسيحى الوحيد في مصر المسجل على قائمة التراث العالمى بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» ضمن أهم 5 مناطق تراث عالمى تابع لليونسكو في مصر والأثر رقم 90 على مستوى العالم في مناطق التراث العالمى وثانى منطقة حجيج مسيحية في العالم بعد القدس الشريف، فضلاً عن كونها الأثر القبطى الأرثوذكسى الوحيد على مستوى العالم.
وأضاف أنه يجرى حاليا تصنيع 170 طلمبة لرفع المياه بمواصفات معينة في إيطاليا بتكلفة 15 مليون جنيه تصل خلال فترة قصيرة، بالإضافة إلى تطهير ورفع كفاءة 170 بئراً سيتم تركيب الطلمبات عليها فور وصولها، مشيرا لى أنه تمت مضاعفة مستوى الأمان من خلال إضافة 20 طلمبة أخرى سيتم تركيبها حول مقبرة القديس مارمينا العجائبى تحسباً لتوقف أي من خطوط الرفع خلال أعمال الصيانة مستقبلاً باعتباره خط دفاع بديل مهمته حجز أي مياه من الممكن أن تتسرب إلى الموقع الذي يتم عمل الصيانة به على أن تعقبها أعمال حفائر وترميم للمقبرة بالكامل.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتم تركيب الطلمبات الجديدة والتشغيل النهائى لها قبل نهاية العام الجارى 2019 لافتاً إلى أن الدير له دور مهم في المشروع، خاصة أن الموقع دينى في المقام الأول وله قيمة تاريخية وأثرية ودائما يجرى تشاور بين الطرفين فيما يتم تنفيذه حتى يكون متفقا من الناحية الكنسية، خاصة أن الدير يمد الوزارة باستشارات هندسية مجانية من خلال مستشارين متخصصين تابعين للدير.
وكشف رئيس القطاع عن الانتهاء من نحو 80% من مشروع الترميم ودرء الخطورة الذي يجرى تنفيذه في معبد الياهو هانبى (المعبداليهودى) حيث تم الانتهاء تماما من الأعمال الهندسية والإنشائية وترميم لفائف التوراة وشخشيخة المصلين والمقتنيات النحاسية والشمعدانات والنجف المعدني والأخشاب والرخام.
وقال مصدر أثرى أنه تم الانتهاء من تنفيذ نحو 60% من مشروع ترميم وتطوير وتحديث المتحف اليونانى الرومانى في الإسكندرية ضمن المشروع الذي يجرى تنفيذه من خلال جهة سيادية بتكلفة تقارب 120 مليون جنيه.
يشار إلى أن المتحف اليونانى الرومانى افتتحه الخديو عباس حلمي الثاني رسمياً في سبتمبر من عام 1895 ويرجع تاريخ معظم المجموعات الموجودة في المتحف إلى الفترة من القرن السابع قبل الميلاد وحتى القرن السابع بعد الميلاد وهي شاملة للعصرين المصري المتأخر والبطلمى الرومانى وكان المتحف القديم يضم نحو 5 آلاف قطعة وأن المتحف الجديد بعد التطوير مستهدف له ضم عشرات الآلاف من القطع الأثرية بما فيها قطع جديدة إخرجتها الحفائر من الإسكندرية والبحيرة ومطروح وباقي بقاع مصر خلال العصر اليونانى الروماني.
بدوره قال القمص تداوس آفا مينا، منسق العلاقات بين الكنيسة القبطية ووزارة الآثار والباحث في التراث القبطى أن محافظة الإسكندرية تبذل جهودا كبيرة من خلال التعاون المستمر والدائم مع الدير للحفاظ على التراث والدير وزواره بصفة عامة، مشيرا إلى أن دير مارمينا العجائبى يحظى بشهرة ومكانة كبيرة اقتباسا من شهرة المدينة الأثرية التي بنى على حدودها.
وأوضح «تداوس» أن المنطقة تتميز بوجود كميات كبيرة من الفخاريات باعتبارها تراثا قبطيا عبر الأجيال، مشيرا إلى أن الفخاريات المكتشفة في أبومينا انتشرت في العالم كله وهو دليل على عالمية المكان في القرون القديمة، خاصة من الرابع وحتى التاسع الميلادي والمدينة كان فيها صناعات كثيرة وتعد أهم مركز للحج المسيحي بعد القدس.