صحف القاهرة: مرافعة النيابة فى محاكمة مبارك «مخيبة للآمال»

كتب: عزة مغازي الأربعاء 04-01-2012 12:38

اهتمت صحف القاهرة، الصادرة صباح الأربعاء، بمتابعة الجلسة الرابعة عشر لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته «حبيب العادلي»، و6 من معاوني الأخير، وبين متابعة سير العملية الانتخابية في اليوم الأول للمرحلة الثالثة من انتخابات مجلس الشعب، والتي تجرى في 9 محافظات.


ونقلت صحف الأربعاء، مقتطفات من مرافعة النيابة التي أدانت الرئيس السابق، ووزير داخليته، في الوقت الذي احتلت فيه صور المحاكمة، وصور من  اليوم الأول لانتخابات المرحلة الثالثة، المساحات الأكبر على الصفحات الأولى.


 

المرحلة الثالثة ما بين «الهدوء» والانتهاكات المعتادة


تباينت رؤى صحف القاهرة، لإقبال الناخبين في اليوم الأول لانتخابات المرحلة الثالثة، فقالت صحيفة الأخبار في عنوان متابعتها على الصفحة الأولى: « إقبال جماهيري كبير فى بداية المرحلة الثالثة»، بينما رأت الأهرام الإقبال متوسطا، ووجدت الشروق اليوم الأول «شبه هادئ».


نشرت الصحف الاتهامات المتبادلة بين الأحزاب والتحالفات الانتخابية بانتهاك الصمت الانتخابي، وارتكاب مخالفات تؤثر على اتجاهات الناخبين فى التصويت، وقالت «الأخبار» في تقرير لها، إن الكتلة المصرية التي تضم أحزاب «التجمع، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والمصريين الأحرار»، انتقدت منع مندوبيها من دخول عدد كبير من اللجان، ونشرت الصحيفة تقرير غرفة عمليات الكتلة المصرية، الذي رصد مخالفات منافسها في الانتخابات، حزب الحرية والعدالة، فيما اتهم حزب الوسط، بحسب الصحيفة، حزبي «الحرية والعدالة» و«النور» بارتكاب العديد من التجاوزات، وأهمها خرق الصمت الانتخابي والتأثير على الناخبين.


«الأهرام» قالت في تغطيتها، إن المؤشرات الأولية لسير التصويت تتجه لصالح التيارات الإسلامية، بينما اهتمت «الشروق» بإبراز تصريحات دكتور، عادل عدوي، مساعد وزير الصحة للطب العلاجي، وجاء فيها أن اليوم الأول لانتخابات المرحلة الثالثة شهد وقوع 31 إصابة، من بينها إصابة بالرصاص لنجل أحد المرشحين بقنا.      



مرافعة «مخيبة للآمال» في محاكمة مبارك


استمرت صورة مبارك الممدد على المحفة الطبية مرتدياً نظارته الشمسية، في تصدر رؤوس الصفحات الأولى لصحف القاهرة، وقالت «الأهرام» في عنوانها الرئيسي، نقلا عن مرافعة النيابة: «مبارك خان القسم ونسى أن المصريين ليسوا عبيداً»، واستمرت الصحيفة في العناوين اللاحقة في نقل اتهامات النيابة لمبارك، ومن بينها «أفسد الحياة السياسية وأطاح بالرموز لإخلاء الساحة لابنه»، و«حمى الفاسدين وأفقر الشعب وأضاع مكانة مصر بين الأمم».


أما صحيفة الأخبار، فقد نشرت مقتطفات من مرافعة النيابة على مساحة وصلت لنصف صفحتها الأولى تقريبا، ناقلة اتهامات النيابة لحبيب العادلي والتي جاء فيها «العادلي حول الشرطة من حامية للشعب إلى خادمة للنظام»، و« كرس جهود الداخلية لإنجاح مشروع التوريث»، و«أصدر تعليماته بالتعامل العنيف مع المتظاهرين وأمر بإطلاق الأعيرة النارية عليهم حتى لو أدت لقتلهم».


وخصصت الأخبار صفحتيها الرابعة والخامسة لنشر نص مرافعة النيابة، أما صحيفة التحرير فقد اختارت صورة حبيب العادلي خارج قاعة المحكمة لتضعها فى صدارة صفحتها الأولى، وعلقت الصحيفة متساءلة: «إذا كانت هذه هي المرافعة.. فأين القانون والاتهامات؟».


وفي متابعتها، نقلت الصحيفة، ردود أفعال فريق دفاع المتهمين على مرافعة النيابة، وقالت التحرير: «المرافعة الإنشائية خلقت، وعلى عكس المفترض، حالة من الارتياح الشديد بين دفاع المتهمين، حيث قال محامي العادلي عصام البطاوي: إن ما جاء فى مرافعة النيابة لا علاقة له بالقانون».


وأضاف محامي العادلي لـ«التحرير»: إن النيابة لم تثبت في مرافعتها كيفية حصولها على معلومات تفيد بكون وزير الداخلية الأسبق قد أصدر تعليمات واضحة بإطلاق النار علي المتظاهرين.


وقالت الصحيفة، إن نقيب المحامين سامح عاشور، ورئيس هيئة الدفاع عن أسر الشهداء، رفض التعليق على مرافعة النيابة  قائلا: «لا تعليق لدي على هذه المرافعة».


وعلى صفحتها الثانية، نشرت «التحرير» مقالا للحقوقية هدى نصرالله قالت فيه: «النيابة فشلت في أول اختبار»، وجاء في نص المقال، إن الإسراع في إجراءات المحاكمة هذه الأيام، يهدف إلى تهدئة الشارع عقب تبرئة ضباط قسم شرطة السيدة زينب ممن أطلقوا النار على المتظاهرين في الثامن والعشرين من يناير الماضي «جمعة الغضب»، خاصة مع اقتراب ذكرى اندلاع الثورة و«اعتزام أهالي الشهداء القصاص لذويهم بأيديهم».


وانتقدت المحامية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، ما قامت به النيابة من معاينات وضم للدفاتر بعد مرور فترة زمنية طويلة منذ وقوع الجريمة محل المحاكمة «قتل الشهداء»،  مما أتاح طمس الأدلة وإزالتها، وأوردت هدى نصرالله ما جاء على لسان فريق الدفاع عن أسر الشهداء «المدعين بالحق المدني»، بأن وزارة الداخلية قامت بتزوير أوراق لمساندة رجالها الجاري محاكمتهم بالقضية.


وفى تقرير آخر قالت الصحيفة إن أسر الشهداء محبطون، وتابعت «التحرير»، «مشهد نظارة المخلوع والترينج الرياضي للعادلي وكرسي نجل المخلوع، أثاروا حفيظة واستياء أسر الشهداء وذويهم الموجودين أمام الأكاديمية»، ونقلت الصحيفة تصريحات لآباء عدد من شهداء الثورة، أعربوا فيها عن غضبهم من «المعاملة المميزة» التي يلقاها المتهمون فى محبسهم وخلال محاكمتهم.


بينما جاء فى تقرير آخر أن أسر شهداء محافظة السويس رفضوا تسلم إعلانات حضور جلسة محاكمة الضباط المتهمين بقتل أبنائهم، المقررعقدها في الثاني عشر من يناير الجاري، وأكدوا لمحرر«التحرير» أن لديهم شعورا دفينا بأن الشرطة والمجلس العسكري والقضاء «متواطئون لتمويع القضية».


وقالت «الشروق»، إن المدعين بالحق المدني أصيبوا بخيبة أمل عقب الاستماع لمرافعة النيابة، وقال عدد منهم للصحيفة: إن النيابة «لم تكن جاهزة للمرافعة، وركزت على الجانب السياسي أكثر من الجانب الجنائي».