لحن عبدالوهاب نشيد الجهاد وغناه فى 1939، ويقول مطلع النشيد: «هتف الداعى ونادى للجهاد.. أى بشرى يوم نادى للنفير/نحن شعب حكم الدنيا وساد.. ونما والدهر فى المهد صغير/ كل مصرى ينادى /أنا ملك لبلادى/قلبى يمينى لسانى/ روحى فدا أوطانى/ كان الجهاد أمانى/ واليوم يوم الجهاد»، ولعلنا نذكر أن هذا النشيد تم افتتاح الأوبرا به عام 1988، وكان مؤلفه مأمون الشناوى على قيد الحياة، وكذلك نجيب محفوظ ودعى رجال دولة ومفكرون وأدباء وفنانون لهذا الحفل، ولم يدع مؤلف النشيد ولا نجيب محفوظ، الذى حصل على «نوبل» بعد أشهر قليلة، ظل مأمون الشناوى واحدا من أشهر كُتَّاب الأغنية فى مصر وهو صاحب مدرسة البساطة والعمق، له مذاقه المغاير المختلف عن سائر مجايليه، كما كان ملتقى الأذواق المختلفة كما أن معظم أغانية تظل علامات فى تاريخ الغناء العربى، ومن هذه الأغانى «الربيع» و«أهواك» و«أنا لك على طول» و«حبيب العمر» و«بعد إيه» و«لو كنت يوم أنساك» و«عشانك يا قمر» و«كفاية نورك» و«حلفنى» و«بينى وبينك إيه»، وهو مولود فى حى السيالة بالإسكندرية فى 1914، بينما ولد شقيقه كامل الشناوى فى قرية نوسا البحر بمحافظة الدقهلية، وكان والده قاض شرعى، وكان مأمون عصامى الثقافة فانكب على قراءة الكتب التى ضمتها مكتبة والده، كما كان دائم التردد على دار الكتب، وكان الشناوى ضمن أعضاء مدرسة أبوللو الشعرية، وللشناوى قصائد فصحى كثيرة ومجهولة نشرتها مجلة أبوللو، بدأ الشناوى حياته العملية صحفياً فى مجلة روز اليوسف فى 1936 حتى 1938، ثم انتقل لمجلة آخر ساعة فى 1945 حتى 1960، ثم انتقل إلى أخبار اليوم ثم إلى الجمهورية التى عمل بها حتى تفرغ لتأليف الأغانى فى 1962، وقد بدأ حياته شاعراً وزجالاً، ثم كتب أيضاً الأغنية الفصيحة، وله أكثر من ألف أغنية تغنى بها أشهر مطربى مصر، وعلى رأسهم عبدالوهاب ونجاة وفايزة أحمد وعبدالحليم وآخرون، وغنت له أم كلثوم «أنساك يا سلام» و«كل ليلة وكل يوم» و«بعيد عنك» من ألحان بليغ حمدى و«دارت الأيام» ألحان عبدالوهاب إلى أن لقى ربه مثل هذا اليوم 27 يونيو 1994.