قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن «الخضوع العربي لأمريكا وإسرائيل يتزايد يوميا، ووصل لأعلى مستوياته»، مشيرا إلي أن «الأمراء والرؤساء العرب لم يعد يشغل بالهم سوى التنافس في بناء الأبراج الشاهقة، وامتلاك الفنادق، في إشارة إلي الأمير السعودي الوليد بن طلال».
واستشهد فيسك في مقاله اليوم بصحيفة «إندبندنت» البريطانية، على هذا «الخضوع بما فعلته الحكومة المصرية ببناء الجدار الفاصل حول قطاع غزة الذي يضم جماهير عريضة من الفقراء».
وأوضح الكاتب البريطاني أن «الحكومة المصرية حرمت ببنائها لهذا الجدار أهالي غزة من وصول الطعام والغاز والوقود، وبلا شك الأسلحة، معتبرا أن القطاع أصبح سجنا يُحاصر فيه الفلسطينيين».
ووصف فيسك بناء الجدار بأنه «عون واضح لإسرائيل، لأنه سيؤدي مستقبلا إلي إفقار الفلسطينيين، للدرجة التي يشعر بها القائمين في مخيمات صابرا وشاتيلا في لبنان بأنهم أفضل حالا من أقرانهم الذين يعيشون في غزة».
ونوه فيسك إلي أن «هذا السجن - في إشارة إلي القطاع المحاصر - يحظى بموافقة تامة من رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، الذي يعمل حاليا مبعوثاً للجنة الرباعية للشرق الأوسط ، ولا يزال يتفاخر بأنه كان له الشرف في التورط في اجتياح العراق عام 2003».
وتابع أن «الأمراء والأميرات والخلفاء والرؤساء العرب ربما يكونوا قادرين على المزايدة فيما بينهم حول بناء وامتلاك الأبراج والفنادق، إلا أن العالم سيشهد على المأساة التي يشاركون فيها في غزة وعلى ما يفعلونه في الشرق الأوسط».