تعكف وزارة الآثار، خلال الفترة الحالية، على دراسة ملفات دار مزادات «كريستيز» بالعاصمة البريطانية لندن، بعدما أعلنت الأخيرة عن اعتزامها بيع منحوتة حجرية لرأس الملك الفرعوني الشهير «توت عنخ آمون» يصل عمرها إلى 3 آلاف عام في مزاد علني يوم 4 يوليو المقبل، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية لمخاطبة «كريستيز» بخصوص القطعة المعروضة، والوقوف على حقيقة المستندات التي تملكها حيال تلك القطعة.
وقال شعبان عبدالجواد، المشرف العام على إدارة الآثار المستردة، إن وزارة الآثار وإدارة الآثار المستردة تعمل على قدم وساق، و«لن نتهاون أو نسمح لأي أحد أن يبيع أي قطعة آثار مصرية»، لافتا إلى أن الإدارة تتابع جميع صالات العرض بالمزادات العالمية، وفي حالة إثبات خروج أي قطعة بشكل غير شرعي، يتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية مع الإنتربول الدولى، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، من أجل استردادها مرة أخرى، لافتا أن هذه القطعة ليست من مفقودات متاحف أو مخازن وزارة الآثار.
وبحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أكدت دار «كريستيز» أنها كانت على اتصال دائم بالسلطات المصرية حول مبيعاتها المخططة للآثار، وأنها تعتزم إرسال تفاصيل عن الرأس وغيرها من القطع الأثرية في عملية البيع إلى السلطات المصرية عند نشر كتالوج البيع.
وأضافت «كريستيز» أن رأس «توت عنخ آمون»، تعد جزءا من مجموعة الأمير ويلهلم فون ثورن أوند تاكسي، وهو جامع آثار ألماني، واشتراها منه مجموعة خاصة تعرف باسم «ريساندرو» في عام 1985، مشيرة إلى أنه «ومن غير المعروف متى وأين تم العثور على رأس توت عنخ آمون»، فيما يتوقع البعض أن يصل ثمن رأس «توت عنخ آمون» إلى 4 ملايين جنيه استرليني.
واكتشف عالم المصريات، هوارد كارتر، قبر «توت عنخ آمون» في عام 1922، وكان محملا بالذهب والمجوهرات، إلا أنه من غير المعروف متى وأين تم العثور على رأس توت عنخ آمون.
ويعد الملك الفرعوني توت عنخ آمون واحدا من أهم الملوك الذين حكموا مصر، حيث وصل إلى العرش في سن التاسعة، وحكم لمدة تقل عن 10 سنوات حتى عام 1323 قبل الميلاد.