تمضى القوات المسلحة والشرطة المدنية، قدما نحو اقتلاع جذور الإرهاب الغاشم، الذى استهدف زعزعة الاستقرار والنيل من سلامة الوطن وأبنائه من صفوف القوات المسلحة والشرطة، حاملين شعار النصر أو الشهادة، عازمين بقوة على تطهير أرض البلاد من خفافيش الظلام.
وفى ظل ما حققته القوات المسلحة من نجاحات كبيرة فى تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على أعداد كبيرة من الجماعات المسلحة وقطع الدعم اللوجستى عنهم، لم تنس أبناء وأسر الشهداء، فشاركتهم الاحتفال بعيد الفطر، لتواصل لليوم الثالث على التوالى، احتفالاتها التى نظمتها لتكريم أسر شهداء الجيش والشرطة التى امتزجت دماؤهم بتراب هذا الوطن دفاعا عن أمنه وسلامة أراضيه، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات بحضور عدد من الوزراء وقادة الجيش والشرطة، وفى إطار حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، على استكمال الاحتفالات التى حضرها فى اليوم الأول لعيد الفطر المبارك، بمشاركة عدد من كبار الدولة والمسؤولين، لتؤكد مصر أنها لن تنسى كل من قدم النفيس والغالى من أجل رفعة هذا الوطن.
وشاركت «المصرى اليوم»، الاحتفال مع أسر شهداء ومصابى الجيش والشرطة تكريما لأبنائهم ولتضحيات شهدائهم ولكل ما قدموه بأرواحهم ودمائهم فداء للوطن من جراء العمليات الإرهابية الخسيسة التى استهدفت سلامة الوطن والبلاد، كما يأتى هذا الاحتفال تأكيدًا على اعتزاز الشعب وقواته المسلحة بالدور الوطنى الذى قدمه أبناؤها من رجال الجيش والشرطة من أجل استقرار الوطن وسلامة أراضيه.
بدأت الاحتفالية بعدد من العروض الفنية والموسيقية والفقرات الترفيهية والغنائية التى تفاعل معها الأطفال وأسرهم معبرين عن سعادتهم وفرحتهم الغامرة، كما تم تقديم الهدايا لأسر الشهداء والمصابين من القوات المسلحة والشرطة المشاركين فى الاحتفال حرصا من الدولة على رسم البهجة على وجوه أبناء وأسر الشهداء عرفانا واعتزازا منها على ما قدمه هؤلاء الأبطال دفاعا عن أرض مصر.
والتقت «المصرى اليوم»، عددا من مصابى القوات المسلحة خلال الاحتفالية، وقال أحد الأبطال إنه تعرض للإصابة أثناء محاولة اقتحام أنصار جماعة الإخوان الإرهابية لدار الحرس الجمهورى خلال عمله التأمينى للمقر، موضحا أنه، فجر الثامن من يوليو عام 2013، حاولت سيارات نقل ثقيل محملة بالأسلحة البيضاء والنارية والشوم، اقتحام دار الحرس الجمهورى، مشيرًا الى أن كل أفراد التأمين دافعوا عن مقر الحرس الجمهورى بكل قوة، وأسفرت الاشتباكات التى اندلعت عن إصابات متعددة لبعض الضباط وصف ضباط والجنود بأعيرة نارية، ورغم كامل تسليح أفراد الـتأمين كانت التعليمات واضحة بضرورة الحرص على عدم استخدام القوة والالتزام بأقصى قواعد ضبط النفس فى التعامل مع الاشتباكات، مضيفا أنه أصيب أثناء الاشتباكات بكسر فى يده اليمنى عن طريق ضربة بالشومة
وتابع البطل أن أجواء احتفالية القوات المسلحة بمصابى العمليات الإرهابية وأسرهم ليست بغريبة على نهج الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى سلكه العام الماضى وليس غريبا على القوات المسلحة واصفا هذه الأجواء بالإنسانية، خاصة لأسر الشهداء الذين هم فى أمس الحاجة للاحتفال ورسم البهجة على وجوه أبنائهم الصغار.
وأعرب البطل عن خالص شكره وامتنانه للرئيس السيسى على شعوره الطيب، وحسن الاستقبال والضيافة فى هذا اليوم، مؤكدا أن هذا التكريم يعد حافزا للاستمرار بقوة فى محاربة الإرهاب.
وقال بطل آخر من أبطال سيناء، إنه شرف بالمشاركة فى عدة عمليات قامت بها القوات المسلحة فى سيناء، أبرزها نجدة كمين «كرم القواديس» خلال التعامل عليه وكذلك كمين «العبيدات»، وأيضا فى أحداث الهجوم الإرهابى على كمين «الزلازل» يوليو 2015، مشيرا إلى أنه أصيب فى قرية «المقاطعة» بطلق قناصة فى الرأس فقد خلالها الرؤية فى العين اليسرى وفقد السمع بالأذن اليسرى.
وقال إنه من المفارقات أنه سمع زملاءه بعد إصابته يقولون إنه استشهد، وكان وقتها فى غيبوبة، لا يدرك هل استشهد أم أصيب، مضيفا أنه بعد التعافى من الإصابة عاد للخدمة وأصيب مرة أخرى بطلق نارى فى الفخذ.
وأشار إلى أن القوات المسلحة قدمت له كامل الدعم فى العلاج وكذلك كافة الإمكانيات موضحا أن وجهه عاد أفضل مما كان قبل الإصابة النارية، وهو إنجاز فى حد ذاته، وهذا هو التكريم الرئيسى، أنه يرى بعين واحدة أقوى من النظر بالاثنتين وهذا فضل من الله وتكريم منه.
وقال البطل إن من أصعب المواقف التى تعرض لها، أحداث يوليو 2015 حيث تم التعامل على 6 كمائن فى توقيت واحد بكم مهول من المسلحين الإرهابيين، بما يقرب من 200 إلى 250 شخصا، مؤكد أن الجندى المصرى كان تمسكه بالأرض غير طبيعى ورد الفعل والتدريب فاق كل التوقعات أثناء الهجوم الإرهابى.
وأضاف أنه لا ينسى أحد زملائه عندما استمر يقاتل بذراع واحدة، بعدما فقد الأخرى فى القتال، وغيرها من المواقف والبطولات والمشاهد التى لا تنسى، موضحا أن مبادرة الرئيس بالاحتفال بالمصابين وأسرهم تساهم بشكل كبير فى رفع الروح المعنوية لهم، وأن هذا التكريم يعد انتصارا كبيرا فى حد ذاته، وأن هذا التقليد سمة من سمات القوات المسلحة تأكيدا منها أنها لا تنسى رجالها على الإطلاق.
وأكد أحد أبطال سيناء، ممن شارك فى إنقاذ وتحرير جثمان الشهيد شريف محمد عمر، الذى تجمع حول جثمانه عدد من العناصر التكفيرية، للتمثيل بجثمانه، أنه تلقى إشارة استغاثة من زملائه للاشتباك مع العناصر الإرهابية قبل ان يحصلوا على الجثمان، وأكد أنهم دافعوا عن الجثمان حتى لو كلفهم ذلك الشهادة، ورغم إصابته فى يده أثناء عملية تحرير الجثمان، زادت عزيمته وتصميمه على تحرير الجثمان، فتمكن وزملاؤه من القضاء على العناصر التكفيرية وإعطاء الجثمان التكريم الذى يستحقه.
وأكد البطل أن القوات المسلحة لم تقصر على الإطلاق فى تقديم كافة أوجه الرعاية الطبية له خلال فترة إصابته وقدمت له أقصى درجات الرعاية مشيرا إلى أنه ما زال يؤدى واجبه فى القوات المسلحة لخدمة بلاده ووطنه.
وقال «إن هذا الاحتفال بنا محل تقدير من قيادتنا واعتزاز منها ويشجعنا على بذل مزيد من الجهد والعطاء كما يعد هذا التكريم حافزا أيضا لزملائنا الذين يواصلون حربهم على الإرهاب» معربا عن شكره وتقديره للقيادة العامة للقوات المسلحة على جهودها.
وأعلن بطل آخر من أبطال سيناء، إصابته 3 مرات خلال مشاركته فى مداهمة الإرهابيين، وبعد إصابته طلب من القيادة العامة عودته لأداء واجبه الوطنى ووافقت القيادة على طلبه، وفى إحدى المرات أصيب بـ4 طلقات فى قدمه أثناء نجدته لأحد الكمائن، واستمر بعد الإصابة، فى القتال حتى نجدة الكمين.
وروى البطل عن أحد زملائه من المجندين، انفجرت به مدرعة بعبوة ناسفة، فى إحدى المداهمات، واستشهد جميع زملائه عدا هو، وفوجئوا به فاقدا قدميه الاثنتين وذراعه، وكان فى حالة إعياء شديدة، وأثناء نقله للمستشفى، أخذ يردد «الله أكبر الله اكبر فداكى ألف رجل يا مصر»، ولا يزال يتلقى العلاج فى محاولة لتركيب أطراف صناعية له.
ويروى البطل عن جندى آخر كان معه فى الكتيبة، وأثناء التمشيط لإحدى المداهمات اكتشف عبوة ناسفة واختار أن يقف عليها بقدمه وأخذ يلوح ويصيح لضباطه وجنوده ويحذرهم من عدم الاقتراب حتى لا تنفجر العبوة الناسفة فيهم ولكن انفجرت فيه هو وفقد نصف جثمانه السفلى وظل يتكلم وهو مبتسم وطلب أن يبلغوا أمه أن نجلها مات رجلا.
وأضاف البطل أن هذا التكريم يعد حدثا مشرفا ويشعر المقاتلين بأنهم لم يكونوا فى طى النسيان ومحل اهتمام من القيادة العامة للقوات المسلحة.