46 قتيلًا فى «فض الاعتصام» بالسودان.. ودعوات لـ«عصيان مدنى»

كتب: محمد البحيري الخميس 06-06-2019 21:13

أعلنت وزارة الصحة السودانية، الخميس، أن عدد قتلى عملية فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم لم يتجاوز 46، فيما قررت الأمم المتحدة نقل بعض موظفيها فى السودان إلى الخارج مؤقتا، ونصحت بريطانيا رعاياها بعدم التوجه إلى السودان، وسحبت عددا من موظفى سفارتها.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، عن الدكتور سليمان عبد الجبار، وكيل وزارة الصحة السودانية، فى بيان رسمى، نفى ما أوردته بعض وسائل الإعلام من أن عدد القتلى فى فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السودانى فى الخرطوم قد بلغ مائة شخص، مؤكدا أن العدد لم يتجاوز 46 قتيلا.

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية، المشاركة فى تحالف «إعلان قوى الحرية والتغيير»، الذى يقود التظاهرات منذ ديسمبر، أعلنت أمس الأول، أن العدد بلغ 108 قتلى. ودعا تجمع المهنيين السودانيين إلى عصيان مدنى شامل، بعد غد الأحد، واصفا العصيان المدنى والإضراب السياسى بأنه من وسائل المقاومة السلمية. وشدد التجمع على ضرورة وقف أى دعوة للعنف أو التخريب ومواجهتها فورًا.

من جانبها، أعلنت روسيا أنها تعارض التدخل الأجنبى فى السودان، لكنها قالت إنه يتعين على السلطات السودانية كبح من وصفتهم بالمتطرفين.

وأضافت وزارة الخارجية الروسية، فى بيان، أنها تدعم إجراء انتخابات فى السودان، مضيفة أنها على اتصال مع جميع القوى فى السودان وتؤيد حل القضايا من خلال الحوار.

ونقلت وكالة «سبوتنيك»، الروسية، عن نائب وزير الخارجية الروسى، ميخائيل بوجدانوف، أن إجراء انتخابات يتطلب وضعا هادئا وتهدئة المتطرفين والاستفزازيين المعارضين لذلك.

وقال بوجدانوف: «لدينا اتصالات مع جميع القوى الاجتماعية والسياسية هناك، وكذلك مع المجلس العسكرى الانتقالى. تمكنت من الذهاب إلى هناك، وتحدثت مع قادة المجلس الانتقالى أنه يوجد اتصالات مع القوى الاجتماعية والسياسية الأخرى ومع المعارضة. بطبيعة الحال، فإن الوضع معقد للغاية، فنحن نؤيد حل جميع القضايا على أساس حوار وطنى ووضع قرارات توافقية بشأن الفترة الانتقالية، والتى ينبغى أن تنتهى بالانتخابات». وتابع: «وهذا يتطلب، بالطبع، استعادة النظام، ومحاربة المتطرفين والمحرضين الذين لا يرغبون فى استقرار الوضع».

ودعت الخارجية الأمريكية إلى استئناف المفاوضات بين المجلس العسكرى الانتقالى وقوى الحرية والتغيير بهدف انتقال السلطة إلى حكومة مدنية. كما رحبت بالبيانات الصادرة عن مصر والسعودية والاتحاد الإفريقى التى تدعو إلى ضبط النفس واستئناف الحوار بين الأطراف السودانية.

وشدد وزير الدولة السعودى للشؤون الإفريقية، أحمد قطان، على أن بلاده كانت- ولا تزال- تقف إلى جانب السودان، وغايتها أمن واستقرار هذا البلد. وأعرب قطان، فى سلسلة تغريدات، مساء أمس الأول، على حسابه الرسمى فى «تويتر»، عن أسف المملكة إزاء مقتل عشرات المحتجين السودانيين جراء فض الاعتصام وسط الخرطوم، مؤكدا أن السعودية ستظل تقف مع السودان حتى يستعيد أمنه واستقراره، داعيا السودانيين بمختلف مكوناتهم إلى تغليب منطق الحكمة والحوار وتقديم مصلحة بلادهم على كل اعتبار.

وأشار قطان إلى أهمية استئناف الحوار بين مختلف القوى السودانية، معربا عن أمل السعودية فى أن يصل السودانيون عبر الحوار إلى «ما يجمع كلمتهم ويلم شملهم ليقفوا صفا واحدا فى وجه كل من لا يريد خيرا بالسودان».

وتابع: «استقرار السودان وأمنه هو غايتنا، ولن يسمح الشعب السودانى، ونحن معه بإذن الله، بدخول السودان إلى أتون الفوضى والاضطراب والحرب الأهلية التى لا ينتفع منها سوى قوى الإرهاب والتطرف والدمار».

من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة، على لسان المتحدث باسمها فرحان حق، أنها تنقل بعض موظفيها فى السودان إلى الخارج مؤقتا بسبب الوضع الأمنى فى البلاد، «لكن سيبقى بعض الموظفين للقيام بالمهام الحيوية».

وتشمل أنشطة الأمم المتحدة فى السودان التعاون التنموى والمساعدات الإنسانية وعمليات حفظ السلام التى تقوم بها بعثة الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة فى دارفور (يوناميد) المنتشرة منذ عام 2007 بحسب الموقع الإلكترونى للأمم المتحدة.

كما نصحت بريطانيا رعاياها بعدم السفر إلى السودان «بسبب تطورات الوضع الأمنى» والوضع السياسى الشديد «التقلّب» فى البلاد، حسبما ذكرت وزارة الخارجية البريطانية، التى ستسحب أيضا عددا من موظفيها.

وقررت بريطانيا، أمس الأول، استدعاء الموظفين «غير الأساسيين» فى سفارتها بالخرطوم، بحسب ما جاء على الموقع الإلكترونى لوزارة الخارجية.

ونصحت لندن مواطنيها بـ«التفكير مليا» فى أى خطط للبقاء فى الخرطوم والمناطق القريبة من العاصمة السودانية، حاضة إياهم على ألا يتوجهوا إلى هناك إلا للضرورة، فى وقت هناك مناطق أخرى فى غرب البلاد وجنوبها لا يُنصَح أبدا للبريطانيين بزيارتها لأى سبب كان.

وحذرت لندن من أن «قدرة السفارة البريطانية على تقديم الدعم للبريطانيين فى السودان محدودة للغاية».

وقالت وزارة الخارجية فى تحذيرها «لا تتوقعوا أن تكون وزارة الخارجية قادرة على مساعدتكم على مغادرة البلاد فى حال حدوث اضطرابات خطيرة أو تدهور إضافى بالوضع الأمنى و/أو انخفاض عدد الرحلات التجارية».

من ناحية أخرى، نفت الشرطة السودانية، أمس، فى بيان نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية، ما تردد بشأن محاولة تهريب الرئيس السابق عمر البشير ورموز النظام السابق من سجن كوبر، بالعاصمة السودانية الخرطوم.

وأوضح البيان أن «الشرطة لم ترصد أى محاولات لتهريب البشير، وتأكد أن هذا الخبر عارٍ من الصحة تماما». وتابع: «القوات المكلفة بحراسة وتأمين السجن تؤدى واجبها بكفاءة واحترافية ويقظة».

وكانت تقارير إعلامية نقلت عن مصادر، لم تكشف عن هويتها، أن أكثر من 100 من كتائب النظام السودانى السابق هاجموا سجن كوبر، ليل الثلاثاء، بهدف تحرير البشير ورموزه، إلا أن القوى الأمنية ألقت القبض على بعض العناصر التى شنت الهجوم.