زى النهارده.. رحيل عالم الطبيعة والفلك الدكتور محمد جمال الدين الفندى

كتب: ماهر حسن السبت 25-06-2011 15:43

هو رائد الفلك فى مصر والعالم العربى، وهو عالم جليل جمع بين الحسنيين: المكانة العلمية الرفيعة عربياً ودولياً، وروح التدين والروح الوطنية قولا وفعلا وهناك أكثر من موقف يدلل على وطنيته، ولعل الأشهر هو أنه، بعد حصوله على وسام الإمبراطورية البريطانية فى العلوم من الطبقة الممتازة عام 1946، قام بإعادته لبريطانيا لمشاركتها فى العدوان الثلاثى على مصر. هذا هو الدكتور محمد جمال الدين الفندى المولود فى 13 مارس 1913، الحاصل على بكالوريوس فى الطبيعة الخاصة مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة 1935، ودبلوم الأرصاد الجوية من جامعة لندن عام 1938، ودكتوراة فى فلسفة الطبيعة الجوية 1926، وعمل فى كلية العلوم بجامعة الإسكندرية مدرساً للطبيعة وأستاذ مساعد طبيعة جوية، ثم أستاذ كرسى حتى 1956، ثم أستاذ طبيعة جوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، ثم رئيس قسم الفلك والأرصاد الجوية بها حتى 1973 ثم استاذاً متفرغاً ثم غير متفرغ بدءاً من 1973، وهو عضو المجمع المصرى للعلوم، وقد حظى الدكتور الفندى بالكثير من مظاهر التقدير المحلى والعالمى، فغير الوسام البريطانى حصل على جائزة الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية عام 1948 وجائزة الملك فاروق التشجيعية فى العلوم الطبيعية 1950، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1983، ومما لا يعرفه البعض عن الدكتور الفندى نجده لدى ابنته (الدكتورة جيهان الفندى)، فقد عرفنا منها مثلاً أن الدكتور الفندى كان عضواً فى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعضو مجلس جامعة الأزهر، ورئيس لجنة خبراء العلوم بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ورئيس الجمعية العلمية المصرية، وكان أول من أنشأ قسمى الفلك والأرصاد الجوية فى الجامعات المصرية وبعض الجامعات العربية. ومن أوجه النشاط العلمى التى شارك فيها الفندى وفق ما ذكرته الدكتورة جيهان، أنه كان أول من اهتم بدراسة تلوث الهواء، ولعب دوراً مهما فى نشر وتبسيط الثقافة العلمية، وله نحو 40 مؤلفاً، بين العلوم والدين والترجمة، وكان الدكتور الفندى قد أكد فى كثير من مؤلفاته أن الإسلام لا يتعارض مع العلم بل يحض عليه ويشجعه وظل الفندى طاقة خلاقة وعالماً معطاء وحركة دائبة حتى فى شيخوخته وإلى آخر يوم فى حياته إلى أن لقى ربه فى مثل هذا اليوم 26 يونيو 1998.