يعد الخامس من يونيو من كل عام هو ذكرى إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة البحرية بعد أن أغلقت القناة لمدة 8 سنوات واحتجز خلالها بمنطقة البحيرات أسطول من السفن بعد العدوان الإسرائيلى على مصر، ما أدى لإغلاق المجرى الملاحى لقناة السويس للملاحة البحرية الدولية.
التقت «المصرى اليوم»، جلال الديب، عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس، ومستشار رئيس هيئة قناة السويس الأسبق، وأحد أعضاء كتيبة المهندسين الذين قاموا بعمليات التطهير للمجرى الملاحى لقناة السويس، في الذكرى الـ 44 لإعادة افتتاح المجرى الملاحى لقناة السويس عام 1975، بعد عمليات كبيرة لتطهير القناة وافتتاحها مرة أخرى للملاحة البحرية الدولية.
وقال «الديب» إن قيادة هيئة قناة السويس تلقت تكليفا عقب حرب أكتوبر المجيدة وتنفيذا لتوجيهات الرئيس الراحل محمد أنور السادات بإزالة سد الدفرسوار وتطهير المجرى الملاحى وإعادة افتتاحه للملاحة الدولية في أقرب وقت ممكن حتى تستعيد مصر مكانتها العالمية مرة أخرى في المجال البحرى، وبعد انتصار عظيم للقوات المسلحة استعادت خلاله الأرض من العدو الإسرائيلى، وكان أمام الرئيس السادات تاريخان لإعادة افتتاح القناة للملاحة: الأول 5 يونيو 1975، أو 6 أكتوبر 1975، والجميع أجمع على افتتاح القناه للملاحة في أكتوبر، ولكن كان هناك إصرار شديد من الرئيس السادات على أن يكون تاريخ افتتاح قناة السويس للملاحة الدولية يوم 5 يونيو 1975، وكان يوم النكسة هو يوم عيد لافتتاح الملاحة لقناة السويس.
وأضاف أنه عندما أقام العدو سد الدفرسوار، وهو عائق كبير لربط سيناء بالضفة الغربية وغلق قناة السويس بجسر كما الشارع، وتمت أعمال الإسفلت ومرت عليه السيارات وأغلقت الملاحة بالقناة نهائيا بعد إقامة السد وتعنى كلمة الدفرسوار «الليلة السوداء»، وهى المنطقة التي تربط المجرى الملاحى بين البحر الأحمر والبحر المتوسط والتى استشهد فيها آلاف المصريين أثناء ربط المجرى الملاحى، لذا أطلق عليها اسم الدفرسوار، موضحا أن منطقة الدفرسوار هي أصعب الأماكن بالمجرى الملاحى والتى بدأ العمل الفعلى للتطهير بالمجال الملاحى بها يوم 4 إبريل 1974 وتعتبر منطقة الدفرسوار هي أضيق الأماكن، وهى النقطة بين الجيشين الثانى والثالث والتى تمت فيها الثغرة بعد ذلك، التي استطاعت إسرائيل من خلالها أن تغلق المجرى الملاحى لقناة السويس بالكتل الخرسانية، والتى كانت مكونة من 6 آلاف و500 متر مكعب من الأحجار الكبيرة، و71 ألف كتلة خرسانية، و12 ألف طن من الرمال والدبش والأتربة، و37 صال حديد مملوءا بالأحجار. وأشار إلى أن مصر تلقت عروضا من دول أجنبية بالاشتراك في عمليات تطهير السد مقابل 750 ألف دولار، ولكن قامت هيئة قناة السويس برجالها ورجال القوات المسلحة والهيئة الهندسية والقوات البحرية بتطهير المجرى الملاحى للقناة بتكلفة بلغت 238 ألف جنيه، ما أثبت للعالم كله أن المصريين قادرون على صنع المستحيل وتنفيذ الصعاب. ولفت «الديب» إلى أنه على مدار عام أو أقل تمت إزالة 8 آلاف و500 جسم متفجر من مياه قناة السويس، وإزالة وتفجير 699 ألفا و576 لغما من الضفة الشرقية كما تمت إزالة الأتربة وشمعات الرباط للسفن، وكان يتم صرف 5 جنيهات على إزالة الرمال من على كل شمعة رباط تتم إزالتها من القناة، وكان هناك عدد كبير من المعدات والمهمات الغارقة في المجرى الملاحى، وقسمت هذه العوائق لعوائق كبيرة وعوائق متوسطة وعوائق صغيرة من حيث الوزن، وكان من الضرورى الاستعانة بوسائل رفع خاصة ومعدات انتشال مناسبة.
وأوضح أن هناك أكثر من 175 عاملا ومهندسا وفنيا من كتيبة هيئة قناة السويس استطاعوا أن يطهروا منطقة الدفرسوار والقناة بالكامل بالاشتراك مع الهيئة الهندسية والقوات البحرية والإنقاذ النهرى من قوات الشرطة، مشيرا إلى أنه تم انتشال السفن «مكة- الإسماعيلية- القاطرة بارع- القاطرة منجب- الناقلة منجب» وعدد من الكراكات التابعة للهيئة، والتى قامت القوات المصرية وهيئة قناة السويس بإغراقها في القناة حتى لا تستولى عليها إسرائيل.