فتحت المعارضة السورية نيران تصريحاتها على نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعد حديثه عن انسحاب دبابات الجيش السورى من عدة مناطق، ودعته لإعلان فشل مهمة بعثة المراقبين فى الوقت الذى أعاد فيه النظام السورى أجواء الحرب العالمية الباردة، بإعلانه عن قرب وصول حاملة طائرات روسية لسواحله فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير غربية عن وجود عملاء للاستخبارات الأمريكية والبريطانية للإعداد لسيناريوهات التدخل العسكرى فى سوريا، فى مشهد يقترب من أزمة الصواريخ الكوبية وغزو خليج الخنازير فى الستينيات من القرن الماضى والذى كاد يتحول لحرب نووية عالمية.
من جانبها اتهمت لجان التنسيق المحلية فى سوريا (المعارضة) الجامعة العربية، بمحاولة إمداد نظام الاستبداد فى سوريا بالزمن الكافى لإخماد ثورة السوريين بالتكافل والتضامن مع أنظمة إقليمية ودولية. وردا على تصريحات «العربى» قالت اللجان: إن القوات السورية مازالت فى الشوارع ولم تنسحب، واتهمت المراقبين العرب أنفسهم بالتسبب فى سقوط العديد من الشهداء فى مناطق مختلفة بسبب ما وصفته بـ«عدم التزامهم بمواعيد وصولهم وسلوكهم غير المحترف»، وناشدت العربى إعلان فشل الجامعة وبعثتها فى القيام بهذه المهمة بمفردها.
وفيما دعا وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه إلى «توضيح» شروط عمل مراقبى بعثة الجامعة العربية مبديا شكوكا بشأن سيرها، اعتبرت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية مهمة مراقبى الجامعة العربية تصب فى خانة الدفاع عن النظام السورى. وفى هذه الغضون، أعلنت صحيفة الوطن السورية الرسمية، الثلاثاء ، أن مجموعة حاملة الطائرات الروسية، الأميرال كوزنيتسوف، ستصل إلى المياه الإقليمية السورية خلال الأيام المقبلة، على أن تبقى فيها 6 أيام.
وذكرت الصحيفة أنه يوجد على حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» طائرات سوخوى 33 وميج 29 المتطورة إضافة إلى طائرات عمودية من نوع «كيه 27»، كذلك منظومات من الصواريخ المختلفة المضادة للطائرات والسفن الحربية والغواصات. واعتبر قائد سلاح البحرية الروسى السابق الأميرال فيكتور كرافتشينكو وجود الحاملة يمنع حدوث نزاع عسكرى فى المنطقة، مشيرا للموقف الروسى المعارض بشدة لأى تدخل من قبل مجلس الأمن ضد نظام بشار الأسد.
جاء ذلك فيما ذكرت صحيفة «ديلى ستار صنداى» البريطانية أن عملاء للاستخبارات الأمريكية والبريطانية موجودون فى سوريا لتقييم الوضع، موضحة أن وزارة الدفاع البريطانية وضعت خططا سرية لإقامة منطقة حظر جوى فوق سوريا يشرف عليها حلف شمال الأطلنطى «الناتو». وذلك نقلاً عن مسؤول أمنى بريطانى، ويشبه مراقبون مشهد التحركات الروسية - الأمريكية بأزمة الصواريخ الكوبية فى أكتوبر عام 1962، وكانت هذه المواجهة الأقرب فى التاريخ لإشعال حرب نووية عالمية.
وميدانيا، أعلنت المعارضة السورية عن ارتفاع عدد القتلى برصاص القوات السورية الإثنين إلى 26 قتيلا.