يستهل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اليوم، زيارته إلى لندن، والتى من المرجح أن يدلى فيها بدلوه فى أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، فيما كشفت صحف بريطانية أن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة ستقام له مراسم مهيبة خلال الزيارة التى تستمر حتى 5 يونيو.
ومن المرتقب أن يتناول ترامب وزوجته ميلانيا الغداء مع الملكة إليزابيث، ويحتسيان الشاى مع ولى العهد الأمير تشارلز، ويحضران مأدبة فى قصر باكنجهام، ويقومان بجولة فى كنيسة وستمنستر، التى شهدت تتويج ملوك البلاد على مدى ألف عام.
وقبل وصول ترامب إلى المملكة، لاقت الزيارة انتقادات عدة بعد أن كشفت صحف بريطانية أن تكلفة الزيارة تقدر بأكثر من 31 مليون دولار، ما يعنى أن كل يوم من أيام زيارة ترامب الـ3 إلى العاصمة البريطانية ستكلف خزينة الدولة حوالى 10 ملايين دولار.
ومن المقرر أن تشمل عملية حماية ترامب نحو 10 آلاف شرطى، بالإضافة إلى 120 وحدة دعم، يتألف كل منها من 125 شرطيا مدربا على مكافحة الشغب، وسيتم إسنادهم بطائرات مروحية لتوفير الدعم من الجو، بحسب ما ذكرت صحيفة «مترو» البريطانية.
وبسبب هذه الإجراءات، ألغيت الإجازات والاستراحات لأفراد الشرطة، وفى الوقت ذاته من المتوقع أن يشارك مئات الآلاف باحتجاجات ومظاهرات ضد ترامب، بينما تعهدت شرطة لندن باتخاذ إجراءات صارمة بحق المحتجين.
وتوقعت صحيفة «مترو» أن تصدر رئيسة جهاز الشرطة فى لندن، كريسيدا ديك، أوامر قانونية بتحديد مناطق للتظاهر، خصوصا أن المتظاهرين هددوا بإرباك وتعطيل مسار موكب ترامب مع وصول 17 حافلة محملة بالمحتجين من جميع أنحاء البلاد، وسيحلق البالون الشهير فى سماء بريطانيا الذى يصور ترامب على هيئة رضيع غاضب برتقالى اللون يرتدى حفاضا خارج البرلمان البريطانى.
ويقول المحللون إن مهمة ترامب خلال الزيارة هى إظهار الدعم لتولى رئيس وزراء أكثر تعصبا لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى خلفا لرئيسة الوزراء تيريزا ماى، وأن يطلب من بريطانيا اتخاذ موقف أكثر صرامة مع الصين وعملاق الاتصالات هواوى. وقال ترامب لصحيفة «صنداى تايمز» إنه يجب على بريطانيا رفض دفع تكاليف انفصالها عن الاتحاد الأوروبى، والتى تبلغ 39 مليار جنيه استرلينى، والانسحاب من محادثات الخروج من الاتحاد «بريكست» إذا لم تقدم بروكسل لبريطانيا ما تريده.
وأضاف فى المقابلة الصحفية التى نشرت أمس الأول، إنه يجب على زعيم بريطانيا المقبل إرسال زعيم حزب «بريكست»، نايجل فاراج المؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، لإجراء المحادثات مع الاتحاد، وقال ترامب إن عدم إشراك فاراج فى المفاوضات مع بروكسل خطأ بعد نجاحه فى انتخابات البرلمان الأوروبى الشهر الماضى، وأضاف: «أحب نايجل كثيرا، فهو لديه الكثير ليقدمه إنه شخص ذكى للغاية». وبشأن تكاليف الانسحاب من الاتحاد الأوروبى، قال ترامب: «لو كنت مكانهم لما دفعت 50 مليار دولار، هذا رقم ضخم». وطلب ترامب من بريطانيا أن تكون فى منتهى الحذر حيال إشراك مجموعة هواوى الصينية فى تطوير شبكة «الجيل الخامس» من الهواتف المحمولة.
فى ظل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أدرجت إدارة ترامب، «هواوى» على لائحة الشركات المشبوهة التى من غير المسموح بيعها معدات تقنية خشية أن تستخدمها بكين لغايات تجسسية.