فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم. هذا هو تصرف نبى الله يوسف مع إخوته، عندما قالوا ما ليس فيه ظلما. وهو على أعلى الدرجات في مصر، دون أن يعلموا. يظهر لنا من ذلك ما يسمى فن التغافل، أي عدم الاندفاع لرد المخطئ مباشرة، وقت أن أخطأ. ويقول أحد السلف إن التغافل تسعة أعشار الحياء. ويقول أحد الأطباء تغافلوا تصحوا. فلا تتوقف عند الصغائر وتقيم معركة عليها. لأنك لو فعلت ذلك، لانقلبت حياتك كلها إلى معارك على توافه الأمور وأبسطها. ونحن نذكر ذلك في حياتنا اليومى. فنقول لمن احتد على شىء صغير. كبر دماغك. فهو سلوك يجنبنا الكثير من المشاكل.
م. عمرو حلمى عثمان- جليم- الإسكندرية