بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلى المكلف، بنيامين نتنياهو، ما وصفه بأنها «محاولة أخيرة» للخروج من مأزق تشكيل حكومة ائتلافية قبل الموعد النهائى المقرر غدا، حيث أثار المأزق شبح إجراء انتخابات جديدة، ستكون الثانية في غضون أشهر، وقال نتنياهو، مساء أمس الأول، إنه يبذل مجهودات أخيرة لتشكيل حكومة يمينية ومنع إجراء انتخابات ثانية غير ضرورية، ويتولى نتنياهو السلطة منذ 10 أعوام ويواجه صعوبة على نحو غير متوقع للتوصل لاتفاق مع أحزاب اليمين، واليمين المتشدد، واليهودية المتطرفة لتشكيل تحالف مع حزبه «اليكود» يضمن له فترة خامسة في رئاسة الوزراء بعد انتخابات 9 إبريل الماضى، ودعا نتنياهو قادة الأحزاب المحتملين في الائتلاف للاجتماع معه في مكتبه في القدس، لكن وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، قال إنه لن يحضر، وقال نتنياهو: «أعتقد أنه يمكن حل المشكلة بحسن النوايا، إذا كان هذا ما يريده الناس»، وأضاف: «إذا لم تكن هناك رغبة والأمور تسير في اتجاه محدد، فهذا أمر مؤسف»، وتابع: «لا أعتقد أنه يجب جر البلاد إلى انتخابات جديدة، لكن قد يكون هناك شخص يريد ذلك».
وتسببت الانقسامات بين «إسرائيل بيتنا» المتطرف وحزب «التوراة اليهودى» المتحد بشأن قانون التجنيد العسكرى ينظم الإعفاءات التي يحصل عليها طلاب المعاهد اليهودية الدينية في وصول محادثات الائتلاف إلى طريق مسدود.
وينادى ليبرمان بضرورة أن يشترك طلاب المعاهد الدينية مع اليهود في تحمل عبء الخدمة الإجبارية بينما تقول الأحزاب المتشددة إنه يجب إعفاء طلاب المعاهد الدينية وفقا لما جرت عليه العادة منذ قيام إسرائيل عام 1948. وتنتهى غدا مدة الـ42 يوما التي يسمح بها القانون لإعلان حكومة جديدة وبعدها يمكن للرئيس الإسرائيلى، ريؤوفين ريفلين، أن يكلف عضوا آخر بالكنيست بهذه المهمة بعد التشاور مع زعماء الأحزاب، ما يفتح الباب أمام بينى جانتز، رئيس الأركان السابق، زعيم حزب «أزرق- أبيض»، للسعى لتشكيل حكومة، لكن جانتز سيحتاج لدعم بعض حلفاء حزب «الليكود» لإقناع الرئيس بقدرته على تشكيل أغلبية حاكمة في الكنيست. وصرح مصدر مطلع على محادثات تشكيل الائتلاف لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أمس الأول، بأن هناك «فرصة بنسبة 95% بأن ينتهى نتنياهو من تشكيل ائتلافه قبل المهلة المحددة» غدا، مشيرا إلى أن ليبرمان هو الوحيد الذي يرفض التوقيع على اقتراح نتنياهو لحل وسط يمنع العودة إلى الذهاب إلى انتخابات جديدة، ويتمتع نتنياهو بدعم 60 نائبا في الكنيست، لكن لن تكون له أغلبية اذا أمر ليبرمان أعضاء كتلته بالانضمام إلى المعارضة والتصويت ضد تشكيل الحكومة، وإذا لم ينجح نتنياهو في تشكيل حكومته فوفقا للقانون يحق للرئيس أن يكلف نائبا آخر يعلن أنه مستعد لذلك. وقبل أن يقرر من يكلف يحق للرئيس أن يجرى جولة مشاورات مع ممثلى الكنيست ليقرر من سيوكل إليه مهمة تشكيل الحكومة. ومنعا للرئيس من أن يكلف بتشكيل الحكومة نائبا آخر، والذى يعنى ألا يكون نتنياهو رئيسا للوزراء، توجد إمكانية قانونية لأن يبادر الليكود بقانون لحل الكنيست ينبغى أن يُجاز بأغلبية 61 نائبا على الأقل، مع الافتراض أن كتل المعارضة ستؤيد هذه الخطوة وعندها تجرى في غضون 90 يوما انتخابات جديدة مبكرة للكنيست.