الوحدة الوطنية الحقيقية

كتب: اخبار الثلاثاء 21-05-2019 01:29

أحرص كثيرا على الإفطار فى شهر رمضان المبارك، مجتمعا فى المنزل مع أسرتى الصغيرة. واتحجج بكافة الحجج، للاعتذار عن أى عزومات لدعوات للإفطار خارج المنزل. حتى فوجئت بابنى الصغير (محمد) يطلب ويلح على، الموافقة على ذهابه للإفطار بمنزل أحد أصدقائه (بيير) فى الدراسة. خاصة وأن العزومة بها كل أصحابه وزملائه فى الفصل الدراسى بالمدرسة. فلم أتحمس كثيرا لهذا الطلب الغريب، خاصة أن أعمار جميع الأولاد المعزومين، لا تزيد على الإحدى عشر عاما. ولا يوجد سبب قوى لقبول هذه الدعوة غير المألوفة. ولكننى عدلت عن رأيى تماما ووافقته على الفور، بقبول الدعوة للإفطار، حين علمت أن زميله وصاحب الدعوة «مسيحى». وأغلب من قام بدعوتهم، إن لم يكونوا كلهم مسلمون. وأن والدة صديقه هى من تقوم بنفسها بإعداد الطعام، من مشروبات وحلوى مثل قمرالدين والكنافة وغيرها. لقد شعرت فعلا أننا جميعا كمصريين بخير وأمان. وأنه لن تفلح معنا أية دعوات مغرضة، لشق وحدتنا. فنحن جميعا مسلمين ومسيحيين، كيان واحد قوى لا يقدر على كسره أحد. تحية لهذه الأسرة الكريمة والجميلة والرقيقة. وشرفت بقبول دعوتكم لإفطار ابنى. فأنتم خير مثال للبر والإخاء.

م.عمرو حلمى عثمان- جليم - الإسكندرية