بدأت حكاية كرة القدم فى مصر بالأهلى والزمالك.. واكتسبت اللعبة فى البداية مكانتها وشعبيتها وضرورتها أيضا بانتصارات الناديين الكبيرين على أندية الإنجليز.. انتصارات أوقعت عموم المصريين فى غرام الكرة التى باتت بالنسبة لهم هى الفرحة والكبرياء والانتقام أيضا من المحتلين الأجانب والغرباء.. هكذا كانت البداية وبقى هذا هو الواقع الكروى ربما حتى الآن مع استثناءات قليلة كانت أندية أخرى هى التى تتصدر مشهد البطولة والانتصار.. ولم تتمرد الكرة المصرية على ذلك إلا مرة واحدة فقط فى نوفمبر 1962.. فالأهلى والزمالك كانا يستعدان لمباراتهما أمام توتنهام.. وفى نفس الوقت كانت مصر مطالبة بلعب المباراة الكروية الأولى فى الجزائر بعد استقلالها.. ولهذا تقرر الاعتماد فقط على لاعبى المصرى والاتحاد والترسانة والإسماعيلى والأوليمبى لتشكيل المنتخب المصرى الذى أصبح اسمه إعلاميًا منتخب القناة وبحرى والترسانة.. وتم ترتيب مباراة ودية بين منتخب الأهلى والزمالك ومنتخب مصر الجديد فى الثامن من نوفمبر.. وفاز منتخب الأقاليم على الأهلى والزمالك بأربعة أهداف مقابل هدفين.. ووصفتها جريدة الأهرام فى اليوم التالى بأنها كانت من أمتع المباريات النى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة.. وقد تابعها جمهور ضخم أراد الفرجة على هذا التحدى الكروى بين العاصمة والأقاليم..
.