شن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، هجوماً حاداً على جماعة الإخوان المسلمين، واصفاً وضعها السياسى بأنه «غير قانونى» ويجب تقنينه الآن، وطالب «أبوالفتوح» خلال حواره مع الإعلامى شريف عامر ببرنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة»، أمس الأول، بأن تنتهى صلة الجماعة بالعمل السياسى بعد تأسيس حزب «الحرية والعدالة» واقتصار دورها على نشر الفكر الدعوى وقال: «تدخل الجماعة بعد إنشاء الحزب فى العمل السياسى سوء إدارة».
وأضاف: «هناك ارتباك الآن فى صفوف الجماعة بعد ثورة 25 يناير، فهى تتحرك الآن سياسياً بحرية وتعمل فى النور، فى الوقت الذى كانت تعمل فيه لعقود طويلة (مطاردة) من قبل الأنظمة السابقة ومنعت خلالها من ممارسة العمل السياسى»، وتابع: «قرار فصلى من مجلس شورى الجماعة تحصيل حاصل، ولم أدع إلى الاجتماع الذى اتخذ القرار بفصلى، ولكنى فى كل قراراتى أقدم مصلحة الوطن على مصلحة الجماعة»، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن لديه وفاء للجماعة لا يستطيع التجرد منه، لأنه تاريخ طويل استمر أكثر من 40 عاماً.
وقال «أبوالفتوح»: «أعلنت ترشحى مستقلاً ورفضت خوض الانتخابات باسم أى تيار سياسى، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، فقد ناديت منذ سنوات بالفصل بين الجماعة والحزب، وأعتبر نفسى مرشح التيار المحافظ المنفتح على جميع التيارات السياسية»، واستطرد: «الترشح مستقلاً يساعدنى على التواصل مع كل التيارات السياسية، وكسب الكتلة الصامتة للمصريين غير المنتمين إلى أى فصيل سياسى».
وأكد «أبوالفتوح» أنه لا يرى نفسه فى منصب أقل من رئاسة الجمهورية وإلا ما قرر خوض الانتخابات الرئاسية، وقال أتمنى أن يساعدنى الشعب على تحقيق مشروعى النهضوى الذى أسعى اليه، مبدياً فى الوقت نفسه استعداده للتنازل عن ترشحه لانتخابات الرئاسة فى حالة خوض من هو أفضل منه لتولى هذا المنصب.
وحول موقفه من حالة الاستقطاب بين التيارات الليبرالية والدينية بعد الثورة، قال: «الرئيس المقبل يجب أن يكون متصالحاً مع الدين وأصحاب التيارات الدينية المختلفة، وأن يوجهها إلى طاقة إضافية لمصلحة الوطن، وليس خصماً منه بما يؤجج مشاعر الفتنة الطائفية»، داعياً إلى اقتصار دور المؤسسات الدينية على النشاط الدعوى والروحانى دون القيام بدور سياسى، موضحاً أن من حق غير المسلم أن يشرب الخمر إذا كانت شريعته تحلل ذلك، بما يحفظ ويحترم مشاعر أصحاب الدين الآخر. ورداً على موقفه من المعاهدات الدولية وفى مقدمتها قضية السلام مع إسرائيل، قال «أبوالفتوح»: «مصر يجب أن تحترم المعاهدات الدولية بما يحفظ لها حقها فى مراجعتها إذا تطلبت المصلحة الوطنية ذلك، لكن يجب أن تعلم إسرائيل أن مصر ستكون فى خندق دعم القضايا العربية»، مؤكداً أنه سيعمل فى حال فوزه فى انتخابات الرئاسة على استعادة قوة مصر الناعمة فى الخارج، مشيراً إلى أهمية أن تعود العلاقات المصرية مع الدول العربية وإيران وقال: «لا يصح أن تكون لنا علاقة مع دولة إسرائيل وتنقطع علاقتنا مع دولة إسلامية أخرى». وحول رأيه فى استطلاع الرأى الذى أجراه المجلس العسكرى على موقعه الإلكترونى حول مدى شعبية مرشحى الرئاسة والذى جاء ترتيبه فيه فى ذيل القائمة قال: «كنت أتمنى أن تبتعد القوات المسلحة عن رصد نسب شعبية مرشحى الرئاسة»، موضحاً أن استطلاعات الرأى فى النظام السابق كانت موجهة، ولا تعكس حقيقة الوضع الذى ترصده.