حينما أعلنت إذاعة القرآن الكريم أنه قد حان الآن موعد أذان المغرب، مُتمنية للصائمين صوماً مقبولاً وإفطارا شهياً. كان أول الجالسين على مائدة الإفطار، غير مُبال بأنه ضيف عند أحد أقربائه المُحببين إلى قلبه ليس بسبب خفة ظل قريبه وكرمه وحُسن ضيافته، ولكن لأن زوجة قريبه هذا تُبدع بلا مُنازع، في عمل الكشك الصعيدى الذي تقوم بتقديمه مع عدة دجاجات حمراء، مطهية في الفرن مع سلطة الفريك بالسبانخ والريحان. والذى يُعتبر الوجبة الوحيدة التي يُفضلها من أيادٍ غير أيادى زوجته. حيث تتعمد زوجة قريبة، ترك كُرات الكشك الصعيدى لأكثر من ساعتين داخل إناء مملوء بالماء الفاتر، ثم تقوم بفركه جيداً قبل قذفه داخل وعاء معدنى، يحتوى على شرائح بصل مقلية جيداً في زيت غزير ومغلى، قبل أن تضيف إليها قطعة كبيرة من السمن البلدى مع الثوم والبصل المفروم والفلفل الأسود، وكوبين من مرقة الدجاج، الذي تقوم بسلقه قبل استقراره في الفرن، لمدة ساعتين على الأقل. وتظل في حالة تقليب دائم حتى تصل إلى قوام غليظ من الكشك، الذي تضيف إليه أربعة أكواب من الحليب الممزوج بالمِستكة، التي تعطيه رائحة فواحة عطرة. ثم تزينها بشرائح البصل المُحمر الذهبى، مع الصوص الخاص به. وبالهناء والشفاء.
سمير على حسنين – مُحام