اتهم الرئيس الايراني «محمود احمدي» نجاد إسرائيل وأمريكا بتهديد الدول بالسلاح النووي وطالب بتعليق عضويتها في عضوية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك وسط انسحاب لوفود الدول الغربية وعلى رأسهم الوفد الأمريكي أثناء اعتلاء نجاد المنبر بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال «نجاد» في كلمة أمام مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة الحد من الانتشار النووي "إن الأسلحة النووية هي ضد البشرية وليست أداة دفاعية"، واعتبر أن الذين استخدموا السلاح النووي في الحروب للمرة الأولى هم من بين "الشخصيات التي كرهها البشر أكثر من سواها عبر التاريخ،" وذلك في إشارة إلى استخدام واشنطن للقنابل الذرية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية.
واعتبر نجاد أن إسرائيل، التي وصفها بـ"الكيان الصهيوني،" تقوم بتخزين الرؤوس النووية وأسلحة الدمار الشامل بطريقة تهدد عبرها كل جيرانها، وذلك بالاعتماد على دعم غير محدود من واشنطن. وقال نجاد بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" إن البحث عن الأمن وإزالة العقبات من أمامها "أمر ذاتي وفطري" لكل الدول، ولكنه أضاف بأن بعض الحكومات "ابتعدت عن تعاليم الأنبياء،" ما أدى إلى أن يفرض التهديد بالقنابل النووية بظلاله على العالم أجمع".
واعتبر نجاد أن امتلاك السلاح النووي "يهدد الدولة المنتجة والمحتفظة بها، وطالب الولايات المتحدة بتفكيك أسلحتها النووية.
وطالب «نجاد» بإنشاء "مجموعة دولية مستقلة، تستمد سلطتها من المؤتمر تحدد موعدا نهائيا لازالة جميع الاسلحة النووية مع جدول زمني محدد".
وانسحبت عدة وفود غربية، بينها خاصة وفود الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وفنلندا والمغرب، من القاعة عندما بدأ نجاد مهاجمة الدول التي تملك السلاح النووي وخاصة الولايات المتحدة والتي اتهمها بانها "تهدد" بهذا السلاح الدول التي لا تملكه. وأعلن البيت الأبيض، الوفد الأمريكي انسحب خلال كلمة «نجاد» الاتهامات التي ساقها ضد الولايات المتحدة. وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض "إن الولايات المتحدة أرادت أن تسمع تعهدا إيرانيا بتنفيذ التزاماتها النووية ولكن بدلا من ذلك أعتقد أن وفدنا ووفودا أخرى كانت محقة بالمغادرة حيث ألقيت سلسلة من الاتهامات الجزافية خلال الكلمة".
ومن جانبه، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية «يوكيا أمانو» في كلمته أن الوكالة غير قادرة على تاكيد الطابع السلمي للانشطة النووية الايرانية.
وقال «امانو» "في حالة إيران، تواصل الوكالة التحقق من عدم استخدام المواد النووية المعلنة في اغراض اخرى غير سلمية
الوكالة تعجز عن تأكيد الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية لأن إيران لم تقدم التعاون اللازم".
ودعا الامين العام للامم المتحدة «بان كي مون» في افتتاح "القمة النووية" ايران الى الامتثال كليا لقرارات مجلس الامن الدولي التي تطالبها بتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم والتعاون بالكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطمأنة العالم حيال الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي. وحض طهران على القبول بتبادل الوقود النووي بحسب ما اقترحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اكتوبر الماضي، مؤكدا ان "ذلك سيكون اجراء مهما لاعادة بناء الثقة". وهذا الحل في مأزق حاليا لان ايران تشدد على ان يتم تبادل المواد في وقت متزامن وعلى اراضيها الامر الذي ترفضه الدول الكبرى الاخرى.
كما دعا الأمين العام للمنظمة الدولية، الدول التي تملك اسلحة نووية على اعادة تاكيد تصميمها دون لبس على ازالتها، في حين اعلنت واشنطن نيتها كشف محتويات ترسانتها النووية. وقال كي مون "احض الدول التي تملك اسلحة نووية على تاكيد تصميمها مجددا ودون لبس على ازالتها. ان عدم ازالة هذه الاسلحة يشكل خطوة الى الوراء". ودعا الأمين العام الدول غير الموقعة على معاهدة الحد من الانتشار النووي التي دخلت حيز التطبيق في 1970، الى الانضمام اليها "في اسرع وقت".
وأعلن احد المتحدثين باسم وزارة الدفاع الامريكية أن "البنتاجون" سيكشف بالتفصيل وللمرة الاولى حجم ترسانته النووية التي بقيت حتى الان مصنفة سرية خلال كلمة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امام المؤتمر.