جمال سليمان: أزمة أفيش «زى الشمس» سوء تقدير.. ونجاح الأعمال فى النتائج (حوار)

كتب: سعيد خالد الخميس 16-05-2019 20:03

كشف الفنان الكبير جمال سليمان أسباب مشاركته كضيف شرف في مسلسل «زى الشمس». وقال في حواره لـ«المصرى اليوم» إن أربعة أسباب وراء مشاركته في العمل أولها وجود أسماء الكاتبة مريم نعوم والمخرجة كاملة أبوذكرى والمنتج محمد مشيش وأخيرا طاقم العمل، وأوضح أنه تجاوز أزمة الأفيش المبدئى، وأن نجاح العمل وردود الفعل حوله أهم من فكرة البوسترات وأن النجاح في النتائج وليس في الأفيشات، لافتًا إلى أن مسلسل «حرملك» ليس عملا تاريخيا بالمعنى الحرفى، وإن كانت المؤلفة تشير إلى أن الأحداث تدور في النصف الثانى من القرن التاسع عشر، وأن وجود فنانين ينتمون إلى جنسيات عربية مختلفة في قائمة العمل إذا كان هدفه ضمان تسويق العمل فهو حق مشروع للجهة الإنتاجية، خصوصا إذا كان الجميع يعمل حاليا تحت سماء سوق درامية عربية مفتوحة.. وإلى نص الحوار:

■ لماذا قررت المشاركة كضيف شرف في مسلسل «زى الشمس»؟

- لأربعة أسباب قررت المشاركة في هذا المسلسل، السبب الأول هو أن مخرجته كاملة أبوذكرى والسبب الثانى هو الكاتبة مريم نعوم، والسبب الثالث هو المنتج محمد مشيش، وأنا معجب بأسلوب عمله كمنتج، أما السبب الرابع فهو الكاست الرائع الذي يشارك في صنع هذا المسلسل.

■ وماذا عن الأزمة التي اشتعلت بسبب الأفيش؟

الذي حصل كان سوء تقدير واجتهادا في غير مكانه، وتم تجاوز الموضوع، ونحن اليوم نستمتع بالنجاح الكبير للعمل وهى فرصة كى أتقدم لزملائى نجوم هذا العمل بأحر التهانى، فلقد تألقوا وأثبتوا موهبتهم الرائعة. النجاح في النتائج وليس في البوسترات.

■ لكن كاملة أبوذكرى تركت العمل وتولى المهمة مخرج آخر هو سامح عبدالعزيز!

- تسير الأمور بيننا بشكل ممتاز. وهى المرة الأولى التي أقف فيها أمام كاميرا سامح عبدالعزيز ولكنى تابعت أعماله وهو مخرج له أسلوب متماسك وحيوى، وقادر على التقاط اللحظة الإنسانية بشكل رائع. كان مؤسفا جدا أن المخرجة كاملة أبوذكرى لم تكمل العمل ولكن احترافية سامح واعتناءه بالتفاصيل الدرامية ودأبه كما شعرت على المواءمة بين أسلوبه وأسلوب كاملة أبوذكرى أوصلت المسلسل إلى المشاهد بالشكل الذي نراه اليوم.

■ هل الأجر كان أحد عوامل قبولك العمل كونه لفنانة شابة هي دينا الشربينى؟

- العناصر الأربعة التي ذكرتها أهم من الأجر. الصحافة في بلادنا تتهم النجوم بالنرجسية والأنانية إذا رفضوا مشاركة زملائهم في أعمال ليست من بطولتهم، ولكن عندما يشاركون ينظر لذلك بعين الريبة، كأن يكون السبب ماديا بحتا، وأنا سعيد جدا بنجاح دينا وأحمد داوود وأحمد السعدنى وريهام عبدالغفور وأحمد مالك، وطبعا الرائعة سوسن بدر.

■ وماذا عن أعمال البطولة الجماعية ورأيك فيها؟

- شىء جيد وإيجابى جدا. على كلًّ الموضوع هو الذي يفرض إن كانت البطولة جماعية أو غير ذلك.

■ هل تشترط أثناء تعاقدك وضع اسمك على التتر وكذلك البوسترات؟

- حسب الجهة الإنتاجية، وحسب العلاقة بينى وبينهم، معظم الأحيان كانت المسألة واضحة ولا تحتاج إلى ذكرها في العقود. على سبيل المثال تعاونت مع العدل جروب في ثلاثة أعمال لم يذكر عقد أي منها كيف سيكتب اسمى في التتر.

■ وإذا انتقلنا لمسلسل «حرملك» أين كانت صعوبة تلك التجربة؟

- ككل الأعمال التاريخية هناك صعوبة كبيرة في اختيار أماكن التصوير وتهيئتها للتصوير. لذلك ترانا نتنقل بين أمكنة كثيرة.

■ هل تراه عملا تاريخيا بالمعنى الحرفى للكلمة؟

- لا هو ليس كذلك. صحيح أنه يدور في حقبة تاريخية يشير إليها الكاتب في بعض المشاهد على أنها النصف الثانى من القرن التاسع عشر، أي بعد خروج إبراهيم باشا من دمشق، حيث اجتاحت الفوضى كل شىء، وأصاب الوهن الشديد جسد الإمبراطورية العثمانية، فظهرت الصراعات وعم الفساد، وانتشرت الجريمة، واتسع حجم النفوذ الغربى الإنجليزى والفرنسى بشكل خاص لكن المؤلف أخذ القليل من الوثيقة الناريخية كإطار لحكاياته المتخيلة.

■ يشارك في العمل ممثلون من عدة جنسيات عربية، هل كان ذلك بهدف تحقيق أكبر نسبة من التوزيع؟

- أغلب الظن أن هذا الهدف كان في ذهن الجهة الإنتاجية، وهذا مشروع ومنطقى، ففى عالم التليفزيون نحن اليوم أمام سوق عربية مفتوحة على التنافس. ولكن يجب ألا نفعل ذلك بشكل مفتعل. هناك الكثير من الحالات التي يصبح اجتماع عدد من الجنسيات في موضوع واحد ومكان واحد أمرا طبيعيا جدا، منها موضوع «الحرملك»، حيث اختلطت جنسيات كثيرة في مكان واحد أيام العثمانيين.

■ ما رأيك في كون العمل 90 حلقة مكونًا من أجزاء؟

- موضوع التسعين حلقة لم يتم البت فيه بعد. بالنسبة لى إن لم يكن لدى ما أفعله في الجزء الثالث فلن أشارك.

■ هل يسعى العمل لتقديم أي إسقاطات على واقعنا الحالى؟

- لا أظن ذلك، ربما يجد المشاهد تقاطعات ما مع الواقع الحالى لكنها غير متعمدة، وسببها هو تشابه حكايات الماضى مع حكايات الحاضر، فالمكر وحب التسلط والغنى غير المشروع والخيانة والتضحية والحب والإخلاص كلها سمات البشر عبر العصور، ولو تغيرت اللغات والأزياء وأدوات المعيشة.

■ هناك من يرى أن دور الدراما يجب أن يكون محصورا في التسلية والترفيه.. هل تتفق مع هذا الرأى؟

- مؤكد أن للمسلسلات والأفلام والروايات دور التسلية ولكن من غير المنطقى أن ينحصر دورها في التسلية فقط، خاصة بالنسبة لنا في المجتمعات العربية، حيث نواجه تحديات كبرى وانقسامات سببها الجهل وقلة المعرفة. أعتقد أن الدراما إلى جانب التعليم والوسائل الأخرى يمكن أن تلعب دورا تنمويا كبيرا لا يمكن صنعه بالقرارات الحكومية وحدها. روايات تشارلز دكنز كانت مسلية جدا وكانت الصحافة تنشرها في حلقات لتزيد من مبيعاتها- كالمسلسلات في وقتنا الراهن- لكنها أيضا ساهمت في التغيير الكبير الذي شهده المجتمع الإنجليزى وساهمت في تعزيز الجانب الإنسانى في التشريع والحوكمة.

■ كيف ترى الدراما السورية هذا الموسم؟ وما تقييمك لما حققته خلال الفترة الماضية؟

- الدراما التلفزيونية السورية تقاتل من أجل البقاء، ولكن كما في كل حرب هناك من يستفيد بخسة من ظروف الحرب، وهناك من يدافع ببطولة عن القيمة. رغم كل شىء، وكل الظروف المأساوية فإن الدراما السورية ما زالت تقدم أعمالا مميزة، وهذا يحسب تحديدا لصناع هذه الدراما.

■ ما القضية التي تتمنى أن تتناولها في أعمالك الفترة المقبلة؟

- لا يوجد أكثر من القضايا التي يتوجب علينا طرحها في الدراما، المهم أن تسمح لنا الظروف بذلك.

■ المنصات الرقمية هل ستكون مستقبل الدراما؟

- المستقبل للمنصات الرقمية، وبالتالى يجب أن نتفهم أن العقلية التي ندير بها أمورنا اليوم عرجاء، وستكون مشلولة في القريب الآتى.