قال نبيل المغربي، أقدم سجين سياسي بمصر، والذي تم الإفراج عنه منذ أيام بعد فترة سجن دامت 31 عاما، إن هناك مئات من السجناء السياسيين ماتوا بمرض الدرن بسبب سوء الرعاية الصحية في السجون والمستشفيات التابعة لها.
وأكد: «مستشفيات السجون تشهد على عدد حالات السجناء السياسيين الذين أصيبوا بالدرن في المعتقلات وسجون نظام مبارك».
وطالب المغربي، خلال مؤتمر «توثيق جرائم التعذيب في عصر مبارك»، والذي عقد مساء الأربعاء، بنقابة الصحفيين، بـ«ضرورة ترحيل الرئيس المخلوع، حسني مبارك، إلى مستشفى سجن طرة، حتى يرى مدي معاناة السجناء في تلك المستشفيات التي تفتقد أقل احتياجات الرعاية الطبية».
وتابع: «مستشفيات السجون لا يوجد بها أي نوع من الرحمة، ودور الأطباء بها هو الحفاظ على حياة السجين حتى يتم مواصلة تعذيبه، ولكن الوضع بعد الثورة اختلف شيئا ما وأصبح الطبيب يؤدي واجبه».
وأضاف: «لم نكن نرى الأطباء مطلقا، ولكن الممرضين هم من كانوا يتابعون حالاتنا ويأتون لنا بالعلاج دون استشارة طبيب، وهو ما تسبب في وفاة العديد من المساجين السياسيين».
وأشار المغربي إلى أن التعذيب الذي شاهده في المعتقلات السياسية المختلفة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك «يفوق كل ما يتعرض له المساجين في سجون جوانتانامو»، لافتا إلى أنه وعددًا من المساجين السياسيين كانوا محتجزين في مكان «لا يوجد به أوكسجين»، واضطروا للإضراب عن الطعام حتى يتم ترحيلهم إلى مكان آخر يتمكنوا من التنفس به.
ووصف السجن الذي كان به بأنه كان «مظلمًا دائما وشديد البرودة ولم يكن به غطاء أو طعام».
من جانبه، أكد محمد عبد القدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، على ضرورة محاسبة الضباط الذين ارتكبوا جرائم التعذيب التي تمت قبل الثورة، وليس أحداث الثورة فقط، مشيرا إلى أن لجنة الحريات بالنقابة انضمت إلى «المبادرة الوطنية لتوثيق شهادات التعذيب» حتى يتم تقديم ملف كامل للمجلس العسكري ووزارة الداخلية بأسماء الضباط وأماكن عملهم وجرائمهم.